مقالات سياسية

الدور التركي السلبي وتاثيره على العراق وسوريا

الكاتب: قيصر السناطي
الدور التركي السلبي وتاثيره على العراق وسوريا
 ان التدخل التركي في الحرب على الأرهاب جاء متاخرا جدا وكانت له تداعيات كبيرة جاءت لصالح التنظيمات الأرهابية في سوريا والعراق وفي الشرق عموما  لقد تمدد د*اع*ش في سوريا لأن المناطق المحاذية لتركيا كانت آمنة لأن الأتراك اعتقدوا بأن د*اع*ش سوف لن يهاجم تركيا اذا لم تتدخل في هذا الصراع، لقد كانت السياسة التركية خلال السنوات الماضية هو لعب دور المحايد والمستفيد من الحرب الدائرة في سوريا والعراق اقتصاديا وسياسيا ، على امل ان تبقى بعيدة عن دائرة الصراع المستمر منذ اكثر من اربع سنوات ، غير ان الحقائق اثبتت ان التأخير في مواجهة د*اع*ش واخواتها من قبل كل الدول الأقليمية ادت الى تقوية هذه التنظيمات وأصبحت اشد خطرا ومعالجتها والقضاء عليها سوف يأخذ وقت اطول والخسائر تكون اكبر ، وهذه كانت اخطاء الغرب ايضا في التمهل والتماطل في مساعدة العراق ومساعدة المعارضة السورية المعتدلة ،مما ادى الى تمدد د*اع*ش والنصرة في سوريا والعراق ، واصبح العبأ على الجميع اكبر،ان ما تقوم به تركيا الأن في ضرب الأكراد ايضا هو خطأ اخر سوف يستفيد منه تنظيم د*اع*ش ، ان الأكراد في العراق وفي سوريا سجلوا انتصارات كبيرة على د*اع*ش وكان على تركيا ابعاد الأكراد في سوريا وتركيا عن الصراع وأعطاء الأكراد بعض الحقوق لأنها سوف تعطيهم تلك الحقوق اجلا اوعاجلا.
ان عدم استفادة بعض السياسين من اخطاء التأريخ لا يدل على الذكاء والحنكة السياسية ، لقد استخدم صدام السلاح الكيمياوي ضد الأكراد من شعبه في العراق ولم يستطع القضاء على الثورة الكردية رغم كل اساليب القمع والأضطهاد ، لذلك على اردوغان الأستفادة من اخطاء صدام ويلتفت الى مطالب الشعب الكردي في تركيا ، لأن فوضى الحريق العربي يمكن ان تتكرر مع الحريق الكردي داخل تركيا وخاصة وأن المنطقة كلها على صفيح ساخن .اما اذا جاء تدخل اردوغان لغايات سياسية من اجل اعادة الأنتخبات والفوز بأكبر المقاعد ، فكما يقول المثل المصري (دخول الحمام مش زي خروجه) فلن يستطيع اردوغان الخروج من هذا الصراع الا بعد ان يدفع ثمنا باهظا جراء تلك السياسة اللا مبالية التي مارسها في التفرج على الأحداث وعدم مساعدته لقوات التحالف في حلف شمال الأطلسي في فتح القواعد الجوية  في مواجهة الأرهاب ومنع المتسللين الى سوريا ومنها الى العراق .ان كل ما جمعته تركيا من اموال من العراق وسوريا اثناء  حرب د*اع*ش سوف تصرف اضعاف تلك الأموال بسبب تدخلها المتأخر ، لأن النار اصبح داخل تركيا الأن وهذه المرة سوف تواجه شعبها الكردي وتواجه د*اع*ش ايضا الذي كان في هدنة غير معلنة مع حزب العدالة والتنمية ،ان اخطاء السياسيين والحكام تدفع دائما  اثمانها من قبل  شعوبها ، والله من وراء القصد …. ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!