مقالات دينية

الحقيقة ….. بين العقل والأيمان

الكاتب: مشرف المنتدى الديني

 

الحقيقة …..  بين العقل والأيمان

نافع البرواري

 

الجزء الأول

مقدمة

قال أحد الواعظين:

“إن لم تنظر الى الوراء (التاريخ) فلن تستطيع أن تنظر الى الأمام (المستقبل) . واذا لم تكون لك مؤونة فلن تستطيع أن تواجه الحياة في المستقبل . حكمة اليوم تختلف عن حكمة ألأمس . اليوم نحن في بحرٌ من التغييرات لموجة تقودنا يمينا وشمالا . انَّ الذي ليس له مرسات سيفقد توازنه في خضم هذه الحياة . ولكن الذي يلتزم بالمبادئ السماوية، فهذه المبادئ ثابة لاتتغيّر ، لأن الله لايتغيير وليس له ظل دوران ، ويسوع سيقوده الى بر الأمان “

عندما نقرأ ونتأمل ونتعمق في احداث وشخصيات الكتاب المقدس ، سواء العهد القديم او العهد الجديد ، ونغوص في تحليل هذه الأحداث ونتامل في تجارب  وخبرات شخصيات الكتاب المقدس  الذين سجلوا تجاربهم وخبراتهم مع الله ومع اخوتهم . وعندما نتأمل في كل صفحة لابل في كل كلمة من الكتاب المقدس   ،ونقرأ ونبحث عن حياة القديسين عبر تاريخ الكنيسة سنصل الى حقيقة -لايستطيع الا الجاهل والمتكبّر أن ينكرها – حقيقة في غاية الأهمية وهي: أن الله كان حاضرا في التاريخ ، وان الله كان يرافق الأنسان في كل احداث هذا التاريخ ، وليس الوحي الذي دوّن في الكتاب المقدَّس الا حقيقة ساطعة تقودنا بادلة واضحة أنَّ الله الذي خلقنا بمحبته الغير المحدودة ، هو هو  في كل زمان ومكان ، وهو يرافقنا خلال التاريخ ويكشف لنا في كل مرحلة من هذا التاريخ اسراره واحكامه ووعوده للبشرية بالخلاص من خلال ابنه يسوع المسيح الذي تجسدَّ واخذ بشريتنا ليعيش معنا ويسير معنا ويتألم معنا ويفدي حياته من اجلنا ليدخلنا في مملكته الأبدية ، فهو تتويج للحقيقة وهو مصدر الحقيقة  و مقياس ومعيار للحقيقة المطلقة لأن لم يأتي انسان على وجه الأرض ليقول لنا “أنا الطريق والحق والحياة،” الا يسوع المسيح الذي يقود البشرية الى الحياة الأبدية .

انّ كلمات الوحي الألهي المدوّنة في الكتاب المقدس يشبهها كاتب المزمور بانها 

 

سراج  لأقدامنا ونور تنوّر طريقنا لتقودنا الى الكمال ، الى الحقيقة ، الى الحياة الأفضل 

 

“مزمور 119 : 105“.

يسوع المسيح الذي هو البداية والنهاية وهو الأنسان الكامل والأله الكامل يمثل النموذج والقدوة لنا امس و اليوم و غدا ، هو المثال الذي يمثلنا جميعا الذي يقودنا الى بلوغ هذا الكمال وهو الذي يشجّعنا لنكون كاملين  “كونوا أنتم  كاملين كما أنَّ أباكم السماوي كامل “متى 5 : 48” .

يسوع يدعونا ان نضع يدنا بيده وان نثق به ونؤمن باقواله واعماله و حقيقة كونه ابن الله المتجسد ، الذي دخل في ملئ التاريخ ، ليكون وسيطا بيننا وبين ابيه السماوي ليصالحنا مع الآب ويعيد الينا انسانيتنا التي شوّهتها الخطيئة التي اساسها الكبرياء والأنتفاخ بما نمتلكه من العلم والمعرفة  ، والرغبة الجامحة في ان يحاول الأنسان أن يأخذ مكان الله كما فعل

رئيس الملائكة (يوسيفورس) . وكما أراد ابوينا ادم وحواء ان يأخذا مكان الله  ويصيريان مثله عندما أكلا من شجرة معرفة الخير والشر بتحريض من الشيطان (الحيةّ القديمة) 

(تكوين 3 : 5 ،6 )

اليوم أيضا يحاول الكثيرون أن يستقلوا عن الله ويعتمدوا على عقلهم وعلمهم وفلستفهم بالحياة ،فيحاولون أن يزيحوا الله عن حياتهم . ولكن  التاريخ سواء الماضي والحاضر يخبرنا انَّ الذين  أعتمدوا على قوتهم وحكمتهم البشرية دون الله وحكمته السماوية ، قد فشلوا وسقطوا وظلوا عن الطريق ووقعوا فريسة قوى الظلام الروحية .

يقول يشوع بن سيراخ: ” بعدما تأملتُ في الكون رأيتُ أنَّ “حكمة الله في الكون “. بعدهُ تأمَّلتُ مليّا صرتُ كالبدرِ : فأنا ميءٌ بالأفكار ، ولابدَّ من قولها 

” يشوع  39 : 11-14″

.

من خلال خبرتي ، المتواضعة ، في الحياة ومن خلال دراستي وتأملي في الكتاب المقدس  ومن خلال اطلاعي المتواضع على الفلسفات عبر التاريخ واطلاعي على اخر الأكتشافات  العلمية للكون والحياة ، توصلت الى حقيقة لا اريد إلا أن  انقلها للآخرين من اخوتي في الأنسانية . توصلت ُ الى حقيقة أنّ الكبرياء بالأدعاء بامتلاك الحقيقة سواء كانت حقيقة دينية أوعلمية اوفلسفية او معلوماتية يقود الكثيرون الى الأبتعاد عن الله واحيانا نكران وجود الله ، والأدعاء بأنَّ الله هو من اختراع الأنسان .

يا لها من مفارقة عجيبة عندما يقول الفلاسفة الوجوديون الملحدون  في عصرنا :أنَّ الأيمان بالله وبأبنه يسوع المسيح هو غباء وجهل وتسليم العقل للخرافة والأوهام !!!  . وهذا ما يذكرني بمزمور من الكتاب المقدس الذي يقول كاتبه بوحي من الله :” 

قال الجاهل في قلبه :لا إله”مزمور 

 

14: 1 وأيضاً مزمور 53: 1 “

 

في دراستي المتواضعة للكتاب المقدس توصلت الى حقيقة أنَّ هناك على الأقل مفهومين للجهل

المفهوم الأول :

الجاهل ، بحسب وجهة نظر ومعاييرهذا العالم :  هو الذي  لايعرف القراءة او الكتابة وليس عالما او مفكرا او مثقفا . بينما في نظر الله حتى الغير المتعلم  فهو انسان له نفس قيمة المتعلم والمثقف والعالم  ، فمقاييس الله  ليست مقاييس البشر

 

لا أفكاري أفكاركم يقول الربُّ ، ولا طرقكم طرقي ، كما علت السَّماوات 

عن الأرض ، علت عن طرقكم طرقي ، وأفكاري علت عن أفكاركم “.

 اشعيا 55 : 8،9 ،

 

 ألأنسان  البسيط والمتواضع قد يكون قد  اختبر وجود الله وآمن بيسوع المسيح كمخلص لحياته ، أو من خلال ما سمعه اواختبره خلال اعلانات الله في الطبيعة  

 

او من خلال وجدانه وظميرة  وينطبق عليه قول الرب “هنيئا  للمساكين في الروح ، لأنَّ لهم ملكوت السماوات … هنيئا للودعاء لأنّهم يرثون الأرض 

متى 5 : 3 ، 4

 

 

 

،4 “ . ولهؤلاء الناس المتواضعين والبسطاء تنكشف ملكوت الله

يقول الرب يسوع المسيح : “إن كُنتُم لم تتغيّرون وتصيرون مثل ألأطفال ، فلن تدخلوا مَلَكوت السماوات ، من إتَّضع وصار مثل هذا الطفل ، فهو ألأعظم في ملكوت السَّماوات

“متى 18 : 3 ،4 “ 

 

ويقول عن الذين كشف لهم سر ملكوته : “أحمدك يا أبي ، يارب السمّاء والأرض لأنك أظهرت للبسطاء(المتواضعين) ما أخفيته عن الحكماء والفقهاء

متى  25 :، 26،: 11 

:

نعم حكمة الله سر مخفي ،الا للذين يتواضعون امام الله ويعترفون بابنه “الحكيم الأعظم  ” فرأس المعرفة مخافةُ الله ، والحُمقى يحتقرون الحكمة والفهم” امثال 1 : 7 “

نعم الحكمة الألهية تختلف عن حكمة ومعرفة البشر .

يقول بولس الرسول :” المسيح أرسلني لا لأعمّد ، بل لأعلن البشارة غير مُتَّكل على حكمة الكلام لئلا يفقد موت المسيح على الصليب قوتهُ “1كورنثوس 1:17 18 “

لهذا يقول الرب يسوع ايضا: “جئت الى هذا  العالم للدينونة ، حتى يُبصر الذين لايبصرون ، ويعمى الذين يبصرون ” يوحنا 9 : 39″. لأنَّ مقاييس هذا العالم ومعاييره الأدبية والأخلاقية والعقلية ، مقاييس بشرية تخضع لحكم الأنسان المحدود وهي مقاييس نسبية  ، ولا يمكن الأعتماد عليها .

 

ويسوع المسيح يعرف من يتبعهُ ومن لايتبعهُ فيقول

”  اعرف خرافي وخرافي تعرفني…وكيف تُصدِّقون وما أنتم من خرافي ، خرافي تسمع صوتي ، وأنا أعرفها 

” يوحنا 10:  14 ، 26   “

ليس  لتابعي المسيح حاجة لأن يعلمهم احد لأنَّ مسحتهُ (مسحة المسيح ) تُعلمهم  كل شيء وهي حقٌّ لاباطل كما يقول البشير يوحنا  :” أمّأ أنتم فنلتم مسحة من القدّوس والمعرفة  لدى جميعكم . وأنا أكتب اليكم لا لأنكم تجهلون الحق ، بل لأنكم تعرفونه وتعرفون أنَّ ما من كذبة تصدر عن الحق ” 1يوحنا 2 : 20 ،

اختار الله مايعتبره العالم حماقة ،و ماهو جاهل في نظر هذا  العالم ليخزي الحكماء ، واختار الله ماهو حقير ومزدري ولاشيء بنظر  هذا العالم  ليزيل  ما يظنُّه العالم شيئا 

“1كور 1 :27 ، 28 “ 

الله اختار ما يحسبه العقل “جهالة ” و”عثرة” ليكشف لنا سرَّ تدبيره الخلاصي .

فالحب الألهي تجلّى في الصليب  ، هذا الحب يهبُه الله  بالنعمة لكل انسان مهما كانت خلفيته العرقية او الثقافية او العلمية او المهنية

انَّهُ سر قد لايدركه ذوي العقول التي تتباهى بحكمة هذا العالم .  سر لايعطى الاّ للذين قبلوا نعمة  الخلاص المجاني ووضعوا رجائهم في يسوع المسيح  وآمنوا بحكمة الأب  السماوي التي تتخطى وتتجاوز الحدود العقلية والثقافية والعلمية  التي يريد الناس ان يخضعوها لها

 

 “سر الحكمة السماوية ما عرفها أحدٌ من رؤساء هذا العالم ، ولو عرفوها لما صلبوا ربَّ المجد

 1كو1 : 8 

المفهوم الثاني للجاهل:

عالم ومثقف وعاقل من وجهة نظر هذا العالم ، ولكنه قد يكون جاهل بنظر الله :

لأنّه لايعرف الله ولايعترف احيانا كثيرة بوجوده ، ولأنَّ الكبرياء والأكتفاء الذاتي وحكمة هذا العالم جعلته يجهل معرفة الله  . انحرف ضميره وتغرَّب فكره عن الحياة مع الله بانكاره عنايته الألهية. قد يملك ،ألأنسان  ، العلم والمعرفة وقد يتعمق في الفلسفات وقد يحفظ حتى شريعة الله ، ولكن الكبرياء جعلته يفقد احساسه ووجدانه بل  أحيانا حتى اخلاقه، لأنه انتفخ بعلمه ومعرفته وفلسفته  فازاح الله من حياته واصبح يؤمن انه هو الله ويعرف الخير والشر (تكوين 3 : 5 ) ، وأصبح عنده العقل هو مقياس الحقائق والأنسان هو” السوبر مان ” كما يقول نيتشه في كتابه “هكذا تكلَّم زرادشت” .

هؤلاء الناس ينطبق عليهم قول يسوع المسيح لنيقوديموس( عالم الشريعة اليهودي) :

 “ما من أحد ِ يُمكِنُهُ أن يرى ملكوت الله الاّ إذا وُلِدَ ثانية ….ولد بالماء والروح…..فاذا كنتم لاتصدِّقون ما أُخبِرُكم عن أمور الدنيا ، فكيف تُصدِّقون أذا أخبرتُكُم عن أُمور السماء ” 

يوحنا 3 : 3 ، 12″.

 

اليوم الكثيرون في هذا العالم ينكرون حقيقة المسيح كونه الحق المتجسد  فلا يسمعون صوته ولا يقبلونه في قلوبهم وفي حياتهم . أصبح الصليب حجر عثرة للكثيرين من الفلاسفة والعلماء والحكماء الذين يفتخرون بعقولهم وبحكمتهم ومعرفتهم المحدودة . كثيرون يسيرون في نور ذواتهم ، ورفضوا نور المسيح القائل “أنا نور العالم” . انَّ الأكتفاء الذاتي عذاب للنفوس التي تريد الأنفصال من نور المسيح لتقول “اننا نستطيع أن نكون مشاعل نور ونصبح مثل المسيح “. فعندما يضع الأنسان ثقته في ذكاءه أو علمه أو معرفته أو انجازاته عوضا عن وضعها في الله ، فهو قد جازف بالورقة الخاسرة ، فيصل اخيرا للعذاب عندما تذوي هذه القوى .

يقول بولس الرسول  عن هؤلاء المتكلين على حكمتهم وعقولهم: لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ. إِذْ مَعْرِفَةُ اللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ … حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ … بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ … لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ أَيْضاً فِي شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ إِلَى النَّجَاسَةِ لإِهَانَةِ أَجْسَادِهِمْ بَيْنَ ذَوَاتِهِمِ. الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِرومية 1: 18-25 

عندما كان الرب يسوع المسيح يجول في فلسطين ويدعو الى التوبة والبر والتواضع ، كان أكثرية الذين يتبعوه ناس من الطبقة الفقيرة سواء كانوا فلاحين او حرفيين او صياديين أو خطاة وفقراء وبسطاء ومرضى ومهمشين . بينما كان الكتبة والفريسون  والصدّوقون يحاربونه وينتهزون الفرص للأيقاع به بسبب كونه يعاشر الناس البسطاء والخطاة  الذين قبلوا رسالته واحسوا بعمق محبته لهم . كان علماء الشريعة يتباهون بعلمهم ومنزلتهم الأجتماعية ويتفاخرون بأنهم يمتلكون حكمة هذا العالم ويزعمون انهم امناء على الشريعة والعهد القديم (التوراة). بينما في الحقيقة كانوا بعيدين جدا عن مقاصد الله ومحبته وحكمته السماوية حتى وصفهم الرب يسوع المسيح باولاد الأفاعي (ابناء الشياطين) والمرّائين .

يقول لوك بلانو( كما ورد في كتاب “الخلق والتطور ….بين العلم والأيمان “):

“كثيرا ما يقع تعارض بين “رجل العقل”  و”رجل ألأيمان”  ، وكثيرون فقدوا إيمانهم بأكتسابهم ثقافة عالية واسعة . لقد وضعوا الله في مستواهم هم وكأنه كائن وهمي ومألوف. كائن مالوف كثوب نلبسهُ كُلِّ يوم ، وعندما دقَّت ساعة التغيير بقي الثوب المبذول ملتصقا بالجلد العتيق . فقد صنعوا لأنفسهم الها على قياسهم  وعندما كَبِرَ هذا القياس ، بدلا أن يرتقوا بايمانهم خارجا عن حدودهم السابقة نراهم تركوا الله في الماضي “

اليوم للأسف هناك ،وخاصة في الغرب ، من يؤمن” بموت الله ” لتنتشر الفلسفة المادية والطبيعية التي تؤمن أن العقل مصدره المادة وأن الأنسان هو مجرد حيوان عاقل ، وأن

الحياة ليس من ورائها اي هدف ولا معنى ، فانتشرت هذه الفلسفة العقلية على حساب الوحي الألهي وعلى حساب تعاليم المسيح التي هي منبع الحكمة والحياة . وانتشرت  الفلسفة المادية والواقعية على حساب الروحانيات (الميتافيزيقية)

 يقول الأب تيار دي شاردن في كتابه “الجو الألهي ” عن هذا النوع من انصاف المفكرين و المتعلمين:

“انَّ التوق ذاته  نحو الواحد (الخالق) ألأوسع ، والأكبر تنظيما ، هو بذاته معرفةٌ مُعلمة ٌ عند المفكرين الحقيقيين ” ، وسذاجة مُدَّعية عند أنصاف المثقفين ، 

 ما اشبه اليوم بالبارحة فعندما ترك الشعب الأسرائيلي الله واتخذوا لأنفسهم الهة اخرى واصنام عبدوها ، ولم يعيروا نبوات الأنبياء عن مجيء المخلص لابل عندما ظهر يسوع المسيح المخلص رفضوه ورفضوا تعاليمه  السامية واسلموه للموت على الصليب . فكانت النتائج مؤلمة وكارثية كما يخبرنا الكتاب المقدس . فقد تم تدمير اورشليم على يد الرومان وتشتت بني اس*رائ*يل الى جميع انحاء العالم .

هكذا اليوم اتخذ العالم المعاصر الهة واصنام ليعبدوها سواء كانت هذه الآلهة الأنجازات والأختراعات او الرفاهية والأنجراف في التيارات الفلسفية المادية المنتشرة في هذه المجتمعات  وكانت ولا تزال نتائج ذلك تدميرية ومأساوية  فقد عاشت البشرية خلال قرن واحد ،( القرن العشرين ) حربين عالميتين كان ضحيتهما  اكثر من 100 مليون قتيل .، وكان احد اسبابها الرئيسية فكرة  داروين”البقاء للأصلح” التي انتشرت عبر الأفكار القومية النازية . كما انتشرت الشيوعية الماركسية” المادية الجدلية” التي ارادت محاربة كل من يؤمن بالله في شعوب الأتحاد السوفيتي السابق والصين الشعبية وغيرها من الدول  . وكان ضحايا هذه ألأيدولوجية ايضا الملايين من البشر.

يقول  كارل ماركس بأن كل من يؤمن بالله لابد وأنه يعاني خللاً عقلياً بسبب هذا التفكير المريض. كما كتب عالم النفس سيجموند فرويد أن أي شخص يؤمن بوجود إله خالق هو شخص واهم يتمسك بهذه المعتقدات نتيجة عامل “تحقيق الأماني” الذي ينتج عنه ما اعتبره فرويد موقفاً غير مبرر.

 وقال الفيلسوف فريدريك نيتشه بكل صراحة أن الإيمان هو بمثابة رفض للحقيقة فيقول :” أحيانا لايرغب الناس في سماع الحقيقة ، لأنَّهم لايريدون أن تتحطم أوهامهم !!!!.

فهل ألأيمان فعلا يقودنا الى الحق ام ان ما قاله نيتشه وغيره من المفكرين الوجوديين عن ان الأيمان بمثابة رفض للحقيقة ، وكما قال ماركس “ان الدين افيون الشعوب” .؟

هل الأيمان والعقل  يلتقيان ؟ . هل المسيحية تدعو الى ألأيمان الأعمى، أم أنّ المسيحية هي السبب الرئيسي للحضارة الأنسانية ؟ . هل الفلسفة المعاصرة تشبع جوع وعطش الأنسان المعاصر الى السلام والحياة من اجل هدف اسمى؟ هل عالم اليوم  بحاجة الى الرجوع الى منبع ألأيمان ، يسوع المسيح ، الذي هو مصدر الحياة ؟

 

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

 

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!