الحوار الهاديء

الثقافة الخاطئة تسير بالشعوب الى الهاوية

الكاتب: قيصر السناطي
 
الثقافة الخاطئة تسير بالشعوب الى الهاوية 
كان في  زمن الحضارات في عالم الأمبراطوريات القديمة  الغلبة للقوى التي كانت تفرض شروطها وقيودها على المجتمعات سواء كانت في مجال الحريات او في فرض الضرائب على الشعوب التي كانت تخضع لسلطتها وحسب اهواء الأمبراطور وحاشيته ، وهذا كان طبيعيا ومتعارف عليه لعدم وجود حدود بين الشعوب  ولا كانت توجد امم متحدة ولا مجلس امن يفرض قرارات حسب الفصل السابع ولا اسلحة نووية فتاكة ، وكانت اخر الأمبراطوريات قبل ظهور الأسلحة المتطورة هي دولة الخ*لافة الأسلامية ، التي اتبعت نفس الأسلوب القوة في فرض الدين الجديد وتأسيس الخ*لافة الأسلامية ،وعندما تطورت الأسلحة في اوروبا وأمريكا بعد الثورة الصناعية التي بدأت تلك الثورة في أوروبا ما بين 1760م و1840م، وأول دولة بدأت هذه الثورة هي بريطانيا العظمى من خلال الأبحاث والتجارب، لتشمل مختلف فروع العلم ولتؤدي إلى اختراعات واكتشافات مهمة كانت السبب المباشر في قيام الثورة الصناعية. ومن أولى وأهم المدن الصناعية في بريطانيا مدينة مانشستر التي تقع شمال لندن، حيث كانت الأولى في صناعة النسيج بالعالم وأهمها القطن والمنسوجات القطنية ومنها تطورت لصناعة المكائن في الصناعات المتعددة، وبذلك أصبحت من أهم المدن والتي استقطبت  العديد من التجار من أنحاء العالم وزاد تعدادها السكاني واصبحت الدول العظمى اكثر قدرة على السيطرة  لتوسيع مساحتها ، وكانت نتيجة هذا التطور نشوب حروب داخلية وخارجية  والى حروب عالمية الأولى والثانية ، وبهذا التطور في اوروبا انزوت الأمبراطورية الأسلامية ولم تستطيع مجارات دول اوروبا مما ادى الى وقوع الدول ذات الأغلبية المسلمة تحت نفوذ وسيطرة بريطانيا العظمى وفرنسا وايطاليا وأمريكا .
ولكن ثقافة المسلمين ظلت مرتبطة بالدين الذي يدعوا الى محاربة غير المسلمين وأعتبارهم كفار واعداء للمسلمين لأن الدين الأسلامي يدعوا الى ق*ت*لهم وسبي نسائهم كما حصل مع اليزيدية في الموصل على يد د*اع*ش الأرهابي اما المسيحيون واليهود  يعتبرهم اهل الذمة وعليهم دفع الجزية ويعتبرهم مواطنين من الدرجة الثانية ولا يساويهم مع المسلمين بالحقوق والواجبات ، علما ان هذه الشعوب الأصيلة اصحاب الحضارات القديمة من المسيحيين والأقليات الأخرى كانوا اصحاب هذه البلاد قبل مجييء الأسلام من شبه الجزيرة العربية كما كان الحال في العراق وفي مصر ودول اخرى ، غير ان ثقافة التفضيل التي فرضها الدين الأسلامي على الشعوب غير المسلمة ، جعلت من المسلم ينظر الى الأخرين باستعلاء مستندا الى الدين الذي منحه هذا الأمتياز ،لذلك كانت الشعوب غير المسلمة تعاني من ظلم المسلمين لكون السلطة والقرار بأيديهم ، لذلك كان هامش الحريات لغير المسلمين يتأرجح في صعود وهبوط حسب مزاج الحاكم ،وظلت الكتب الأسلامية الدستور  وشريعة الحكام في السلطة التي ابتعدت او اقتربت من الشريعة بحسب مزاج الحاكم ايضا ،وقد ارتكبت مجازر في التأريخ الحديث مجازر بحق الأرمن والكلدان والأشورين والسريان على ايدى العثمانيين  في تركيا وكان سببها الرئيسى هوالأختلاف الديني وفي العراق كانت مجزرة  سميل وصوريا بحق المسيحيين اضافة الى المضايقات اليومية والتميز في الحقوق والواجبات واضحة ولا تحتاج الى اثبات ،لقد كانت الدول العظمى التي نشأت  في اوروبا قد وضعت حدا للتمدد الأسلامي في اوروبا وأصبحت المجتمعات الأسلامية تتراجع قياسا للعالم المتحضر الذي فصل الدين عن الدولة وأزاء هذا التراجع اصبحت المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة تبحث عن طريق جديد يضعها في موازات  الدول التي خطت خطوات سريعة بعد الثورة الصناعية  ، فأخذت  الحركات القومية بالظهور وكذلك الأحزاب القومية والشيوعية بعد الثورة السوفيتية . وكانت الحدود التي وضعت  بعد اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، كانت تفاهمًا سريًا بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية، للسيطرة على هذه المنطقة بعد ان وضعت فواصل الحدود بين هذه الشعوب وبهذا تكونت دول ضمن حدود جديدة بعد تثبيتها من قبل الدول العظمى انذاك ، في الجزء الثاني سوف نتكلم عن تشكيل الحكومات المحلية في الدول العربية بعد اتفاقية سايكس بيكو تابعونا ….
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!