مقالات دينية

أنواع الصلاة وغاياتها

الكاتب: وردااسحاق
 
ا
أنواع الصلاة وغاياتها
 
( فدعوا الرب الرحيم باسطين اليه أيديهم ، فالقدوس من السماء أستجاب لهم سريعاً .. ) ” سير 20:48 ”

لكل دين أو معتقد صلواته يقدمها الى إلهه أو لأحد المختارين ليشفع اليه بصلواته عند إلهه . فموسى على شعبه الصلاة والأناشيد وكذلك داود قدم لله صلوات ومزامير وطلبات ويوحنا المعمدان علم رسله الصلاة ، لهذا طلب أحد تلاميذ المسيح منه ، قائلاً ( يا رب ، علمنا أن نصلي كما علم يوحنا تلاميذه ) فعلمهم الصلاة الربية التي هي من أفضل الصلوات التي يرددها المؤمن ، تحتوي على أهم الطلبات الضرورية التي يحتاجها الأنسان و المرفوعة الى محضر الله الآب ، يقدس المؤمن بها أسم الله أولاً ، ويعلن له خضوعه الكامل ، كخضوع الأبن لأبيه مسلماً ذاته له . أما الجزء الثاني من الصلاة  فيحتوي على أهم الطلبات الضرورية التي يحتاجها الأنسان المؤمن في حياته الزمنية وخاصةً طلب الحماية من التجارب التي يتعرض أليها ، لهذا طلب الرب يسوع  لرسله في بستان الزيتون أن يصلوا لكي لا يدخلوا في التجربة ، لكنهم لم يفعلوا فدخلوا جميعهم في التجربة وضعفوا أمامها فغربلهم المجرب ومنهم الرسول بطرس . وهذه هي الصلاة الربية بالآرامية التي نطق بها الرب يسوع ، وكذلك ترجمتها الى العربية .

( أبانا الذي في السموات ! ليتقدس اسمك ، ليأتِ ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض . خبزنا كفافنا أعطنا كل يوم ، واغفر لنا خطايانا ، لأننا نحن أيضاً نغفر لكل من يخطأ الينا ، ولا تدخلنا في تجربة ، لكن نجنا من الشرير )
الصلاة كثيرة الأنواع وأهمها هي :
 
1-    الصلاة الفردية : يقدمها الأنسان لله وحده ويكون علاقة شخصية مع الله الذي يتحدث اليه بثقة فيقترب منه ، والله يقترب من الذين يدعونه  ويعضدهم بحسب رحمته . فعلى المصلي أن يذكر بعض الآيات التي تقال بهذه المناسبة ، كالآية ( اللهم التفت الى معونتي . يا رب أسرع وأعني ) ” مز 1:65 ” .
2-    الصلاة الجماعي : هي صلاة وتراتيل ودعاء وطلبات ترفع الى محضر الرب بشكل جماعي ، حيث الصلاة الجماعية التي ترفع بمحبة وأيمان صادق الى الله ، فالله يحضرمع المصلين وحسب وعده ( مت 20:18 ) . الكنيسة المقدسة هي مثال للصلاة الجماعية التي من خلالها ترفع الصلاة الجماعية من أجل المحتاجين والمرضى والأسرى والمظلومين وكذلك عن البعيدين عن الله وللذين يضطهدون الكنيسة والى غيرهم هكذا نكون مسيحيين صادقين  ونكمل وصية الرب القائل
( أحبوا أعدائكم، وباركو لاعنيكم ، واحسنوا معاملة الذين يبغضونكم ، وصلوا لأجل الذين يسيئون اليكم ويضطهدونكم ) ” مت 44:5″ .
3-    الصلاة الأرتجالية : هذه الصلاة تقدم في الأكثر في وقت الضيق كفترة الحرب ونزف الدماء فيطلب المصلي من الله العون لكي يحفظه ويرافقه للخروج من تلك المحنة بسلام ، أو في وقت المرض ، أو عند السقوط في خطيئة كما كان يصرخ اليه داود الملك بسبب خطيئته ” .
4-    الصلاة المرئية : وهي صلوات قصيرة توجه الى الله مباشرةً لأنها تنقي النفس من رجاستها وتق*ت*ل كل الأهواء . ( مبارك الرب . لأنه سمع صوت تضرعي ) ” مز 6:28
5-    الصلاة القلبية : هي صلوات صامتة توجه بكلمات غير منطوقة تخرج من ذات الأنسان بقوة فعل الروح القدس الساكن في المؤمن كصلاة حنة أم صموئيل ، قدمتها الى الله لا عن طريق شفتيها بل من قلبها ، والرب يسمع كل حديث داخلي ولو كان الأنسان ميتاً كهابيل فصوت دمه هو الذي صرخ الى الله والله سمعه ، فعلينا أن نثق بالهنا بأنه يسمع صلواتنا وتنهداتنا وصرخاتنا القلبية ، كذلك يترجم كلمات الفكر والقلب والنيات وهو يحقق كل رغباتنا لكن وفق آرائه . ( أني أحب الرب لأنه  يسمع أبتهالي ، وستجيب الى تصرعاتي ) ” مز 1:116 ” .
6-    الصلاة من أجل الآخرين : منهم المحتاجين  ، أو البعيدين عن الله والغير المؤمنين بأبنه وبكلمات أنجيله المقدس لكي ينورهم الرب ويهديهم الى طريق الحق  والفضيلة والخلاص . تقول الآية ( فأطلب ، قبل كل شىء ، أن تقيموا الطلبات الحارة والصلوات والتضرعات والتشكرات لأجل جميع الناس ، ومن أجل الملوك وأصحاب السلطة ، لكي نعيش حياة مطمئنة هادئة كلية التقوى والرصانة ) ” 1 تي 1: 1-2″ 
7-    صلاة التسبيح والتمجيد والشكر : فالتسبيح هو عمل الملائكة الماثلين دائماً أمام الله في عرش النعمة ، يسبحونه بغير فتور ولا تعب لأن كل لذتهم وراحتهم هي في تسبيح خالقهم هكذا يشاركهم المؤمن على الأرض رافعاً اليه الشكر والتسبيح والتمجيد ، ليس في يوم الشكر فقط بل في كل حين . ومن يتقن صلاة الشكر والتسبيح يصبح خادماً موهوباً حاملاً لسر عظيم ، ومن أفضل أسرار الكنيسة ، وهو سر التسبيح لله ، لأن التسبيح هو عمل سمائي ، وكل الذين يسبحون الله من قلوبهم يعرفون هذه الحقيقة . الذين لا يستطيعون أن يسبحوا الله بالكلمات فعليهم تسبيحه بسلوكهم وسيرتهم . الرب يسوع كان يشكر الآب في صلاته وطلباته ( يو 41:11 ) والله يغضب من الذين لا يشكروه ويمجدوا اسمه القدوس ، كما تقول الآية ( ..أنهم عرفو الله .. ولم يمجدوه ولا شكروه ) ” رو 21:1 ”
8-    صلاة الشفاعة : الشفاعة هي التوسل أو الصلاة من أجل الآخرين ، وهي لا تنبعث من مجرد العاطفة أو المنفعة، بل عن إدراك واع بأن علاقة االله بالإنسان ليست علاقة فردية فحسب، بل واجتماعية أيضاً، فهي تمتد إلى علاقة الإنسان بالإنسان . ترفع هذه الصلاة من قبل فرد أو من قبل جماعة الكنيسة عن المحتاجين والمرضى ومن هم في الضيق وقد يطلب المصلي الشفاعة له من قديس منتقل الى الكنيسة الممجدة السماوية لأنها أمتداد لكنيستنا المجاهدة ومستقبلها ، ستتحد معها بعد يوم الدينونة والله يسمع صوت القديسين ويلبي طلبهم ويعمل المعجزة ويعطي للمصلي مراده . وهكذا يحثنا الكتاب المقدس الى صلاة الشفاعة فيقول الرسول يعقوب ( صلوا بعضكم لأجل الآخر ) “16:5 ” أما الرسول بولس فيطلب صلاة الشفاعة من المؤمنين ، قائلاً ( صلوا لأجلنا ) “2 تس  1:3    
9-    صلاة من أجل النفوس في المطهر :
صلاة خاصة ترفعها الكنيسة المجاهدة من أجل النفوس الموجودة في المطهر والتي تنتظر رحمة الله للدخول الى الحياة الأبدية
في العهد الجديد خاطب الرب الفريسيين قائلاً : ( ومن قال كلمة على أبن الأنسان يغفر له ، أما من قال على الروح القدس ، فلن يغفر له لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة ) ” مت 32:12″  نفهم من هذه الآية أن الذي يدخل الملكوت لا خطيئة له لكي تغفر . كذلك ما من غفران للذين يدخلون النار الأبدية. فهل هناك مكان آخر غير المطهر ؟ قال أحد القديسين عن القرابين والصدقات التي تقرب من أجل الموتى ( أن الله كنز المراحم ، أعطى ورتب وكثر فرصاً وأسباباً ليمكن للميت أن يتبرر بواسطة الأحياء …) . الكنيسة المقدسة ترفع الصلاة الى الرب ، فتقول ( ليشرق عليهم يا رب نورك الأزلي ، مع القديسين الى الأبد فإنك أنت الرؤوف ) كما تطلب للمتنقل الى الحياة الأخرى ،  قائلة ( الراحة الدائمة أعطه يا رب ونورك الدائم فليضىء له ) . هذا وبالأضافة الى الصلاة الطقسية الخاصة التي تقدمها الكنيسة لأجل المتنقل الى الحياة الأبدية .
 
10- صلاة لسقوط المطر : صلاة خاصة ترفعها الكنيسة الى الرب لكي يلبي طلباتهم كالصلاة التي رفعها النبي أيليا لنزول المطر الذي حجبه الله عن شعب 
أسرائيل لمدة ثلاث سنوات وستة أشهر .
( لتصعد صلاتي كالبخور قدامك ، ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية ) ” مز2:141
 
ليبارك الرب حياتنا ويقبل صلواتنا ويطهر نفوسنا . له المجد الى الأبد
بقلم
وردا أسحاق عيسى
وندزر – كندا 
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!