ܦܢܛܩܘܣܛܐ بنطيقوسطي … عيد العنصرة

ܦܢܛܩܘܣܛܐ بنطيقوسطي … عيد العنصرة

بقلم / وردا إسحاق قلّو

  نزل يسوع من السماء وتجسد ليدخلنا في عهد جديد ، عهد النعمة والمصالحة ، وأكمل لنا الناموس الموسوي بإنجيله المقدس ، ثم صعد إلى السماء بمجد أمام تلاميذه . عَبّرَ الرسول بولس عن هذا الحدق فقال ( عظيم هو سر التقوى ، الله ظهر في الجسد .. ورفع في المجد ) ” 1تي 3: 16-17 ” . وبعد صعوده أعطى الكنيسةعطايا كثيرة وأهمها عطية الروح القدس الذي وعد به بأن يرسله بحسب قوله ( وأسكب روحي على كل البشر ) فأكمل وعده في يوم العنصرة الذي تحتفل به الكنائس اليوم كل عام ، والذي يصادف في يوم الخمسين من قيامة الرب . والعنصرة تعني جمع أو إجتماع . فعندما كان التلاميذ مجتمعين مع العذراء ( فإنطلق من السماء بغتةً دوي كريح عاصفة ، فملأ جوانب البيت الذي كانوا فيه ، وظهرت ألسنة كأنها من نار ، قد إنقسمت فوقف على كل منهم لسان ، فامتلأوا جميعاً من الروح القدس ) ” أع 2: 1-3 ” . نزلت على شكل لسان فأخذوا يتكلمون بلغات غير لغتهم ، لأن تلك الألسنة النارية ترمز إلى التكلم بلغات أو إلأسنة مختلفة .

  كان ذلك اليوم عيداً لليهود ويسمى بعيد الحصاد ” خر 16:23″ وكذلك يسمة بعيد أوائل الثمر ( عد 26:28 ” وكما أطلق عليهِ عيد الخمسين أيضاً لأنه يصادف بعد خمسين يوماً من عيد الفصح اليهودي ، فكان يجتمع في أورشليم جميع ذكور بني إس*رائي*ل ليظهروا أمام الرب ، لهذا كان العيد يجذب أعداداً كبيرة من اليهود ومن بلدان كثيرة يقضونها في أورشليم من يوم الفصح إلى يوم العنصرة . والتلموذ اليهودي يقول في مثل هذا اليوم تم تسليم الشريعة إلى موسى في سيناء بعد خروج بني إس*رائي*ل من مصربخمسين يوماً . وهكذا بعد خمسين يوماً من قيامة الرب يسوع له المجد نزل الروح القدس على الكنيسة ليصبح هذا اليوم عيد ميلادها والذي يسمى عيد ( بنطيقوسطي ܦܢܛܩܘܣܛܐ ) .

   قام المسيح من بين الأموات في يوم الأحد . وفي يوم الأحد أرسل روحه القدوس على أبناء كنيسته ، فإحتل يوم الأحد مكان يوم السبت ، لأن فيهِ صنع الرب الخلاص .  

   عندما حل الروح القدس على التلاميذلاسمع الشعب المحتشد في أورشليم صوت الريح العاصف فأخذتهم الحيّرة فتجمهروا في ذلك المكان الذي كانوا فيه التلاميذ فخرج إليهم الرسول بطرس وألقى عظتهِ الأولى مخاطباً الجمع طالباً منهم الإصغاء إلى كلامه ، فشرح لهم ما حصل ، بدأ خطابه بالنبؤات الخاصة بمجىء المسيح ، وبزمن مجيئه وأخيراً باليوم الذي علقوه على خشبة ، لكن الله أقامه من بين الأموات وأصعده إلى السماء ونحن شهود له . فهم الجمع كل ماقاله رغم إختلاف لغاتهم لأن في ذلك اليوم جمع الإنسان في لسان واحد كما كان قبل بناء برج بابل . دعاهم بطرس إلأى التوبة والإيمان بالمسيح الذي صلبوه لكي ينالوا العماد لمغفرة خطاياهم ، ومن ثم ينالوا موهبة الروح القدس الذي نزل على الكنيسة في ذلك اليوم ، وذلك بوضع أيدي التلاميذ على المعمدين . فيكون لهم الخلاص . قبل كلامه وآمن ثلاثة ألف شخص وأعتمد ( أع 2: 41 ) .

للروح القدس الذي نزل على الكنيسة دوراً مهماً في خلاص المؤمنين لأنه يقود المعمد الممسوح بمسحة الروح القدس ( الميرون ) للإنضمام إلى كنيسة المسيح ، وبدون الروح القدس لا يستطيع أحداً أن يعترف ويقول للمسيح ( رب ) . بالماء نعمد لتخفر خطايانا . أما بالروح القدس فنحصل على ولادة جديدة فنحصل على الخلاص ( إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله ) ” يو 5:3″ . كذلك الآية ( من آمن وإعتمد خلص ) ” مر16:16″ .  والروح يبكت الخطيئة لأجل التوبة  ( ومتى جاء الروح القدس يبكت العالم على الخطيئة ) ” يو 8:16 ” . كما أن الروح يجدد الإنسان ليصبح مهيئاً للخلاص ( إن كان أحد في المسيح ، فهو خليقة جديدة . الأشياء العتيقة قد مضت ، هذا الكل صار جديداً ) ” 2 قور 5: 17 ” روح الله يقودنا ويعلمنا ويرشدنا ( يو 26:14) . وكذلك يقوينا ويقدسنا لأنه روح القوة والقداسة ( رو 4:1 ) وكذلك يحيينا ويثمرنا ( أي 4:33 ) . الروح القدس يعطينا روح الحكمة ومخافة الله ( أش 1:11 ) وهو روح النعمة والصلاة والشفاعة لأنه يشقعنا بأنات لا ينطق بها ( رو 26:8 ) . والروح القدس هو روح التبني الذي يختمنا في المسيح ويشهد لنا إننا أولاد الله ( يو 12:1 ) . والروح القدس يعمل في كل أسرار الكنيسة المقدسة .

   كم يؤكد الرسول بولس عمل الروح القدس فينا للتثبيت في المسيح ، فيقول ( الذي يثبتنا في المسيح ، وقد مسحنا هو الله ، الذي ختمنا أيضاً وأعطى عربون الروح في قلوبنا ) ” 2قور 1: 21-22 ” .

    نطلب من الرب ونقول ( إرسل روحك ايها المسيح … فيتجدد وجه الأرض ) .

التوقيع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) ” رو 16:1″

Exit mobile version