آراء متنوعة

يا سلام على حبي وحبك

يا سلام على حبي وحبك

يُخيل للبعض أن كل نساء أوروبا شبيهات بفينوس التي رسمها بوتشيلي والرسامون الذين لحقوا به. ذلك ليس صحيحا.

نموذج للجمال الفالت
الجمال فكرة، وليست القاعدة التي وضعها دافنشي لنسب جمال الجسد البشري اعتمادا على المفهوم الإغريقي والتي سُميت بالنسبة الذهبية، سوى خدعة.

لا تنطبق تلك القاعدة على أكثر من 90 في المئة من نساء العالم، فهل أولئك النسوة لسن جميلات؟

أتذكر من الشاعر الإيطالي الذي مات شابا غيوم أبولنيير جملة يقول فيها “ما من امرأة إلا وعذبت رجلا”. في الحب يكمن سر الجمال.

وحين يقول فريد الأطرش “جميل جمال/ملوش مثال”، فلا يعني ذلك أنه قد عثر على المرأة المثالية التي يمكن القياس عليها حين يتعلق الأمر بالجمال.

يُخيل للبعض أن كل نساء أوروبا شبيهات بفينوس التي رسمها بوتشيلي والرسامون الذين لحقوا به. ذلك ليس صحيحا.

السويديات لسن أنغريد برغمان والفرنسيات لسن بريجيت باردو والنمساويات لسن رومي شنايدر كما أن الأستراليات لسن نيكول كدمان والمصريات لسن كلهن نادية لطفي.

لم تكن اليونانية إيريس باباس نموذجا للجمال الخالد غير أنها تركت أثرا لا يُنسى في فيلم زوربا. كانت مارلين مونرو قصيرة مثل سعاد حسني.

الاثنتان تذكران بالحنين الذي يجتاح المرء وهو ينصت إلى أديث أبياف ما أن يضع قدمه على رصيف باريسي.

هل كانت أم كلثوم جميلة؟ أحبها العرب باعتبارها أيقونة جمال و”القلب يعشق كل جميل” لكن قبلها غنت “جمال الدنيا يحلى وأنا وياك” ولكن لا أحد يجرؤ على الاقتراب من الأيقونة.

كانت أم كلثوم أيقونة وستبقى كذلك، رسولة محبة وجمال. ولأني من المعجبين بهند رستم فقد كنت اعتبرها نموذجا للجمال الفالت من كل المقاييس غير أنني اكتشفت أن النساء العربيات يفضلن نادية لطفي عليها.

وكما أعتقد أن النساء يحسدنها على قوة شخصيتها. لا أحد في إمكانه أن ينسى هنودة في فيلم باب الحديد الذي أخرجه ومثل فيه بوسف شاهين.

وإذا ما كان البعض قد شبه هند رستم بمارلين مونرو فقد كان على خطأ، ذلك لأن رستم كانت أكثر احترافا للتمثيل من مونرو.

حين أفكر بهند رستم أتذكر أغنية محرم فؤاد “يا واحشني رد عليا/أزيك سلامات” نعم كان الجمال متاحا بين أيدينا، لم نكن في حاجة إلى النسبة الذهبية.

كل النساء جميلات، الرفيعة والسمينة، القصيرة والطويلة. لقد وهبتنا نجاة الصغيرة بصوتها الناعم حياة مضافة ولطمنا ناظم الغزالي بسؤاله “قلي يا حلو منين ألله جابك” ولا أملك سببا لاشتياقي إلى أغنية جوزيف صقر “أنا اللي عليكي مشتاق/ مش غيري مشتاق ليكي”. ولكن كيم كاردشيان تمثل أسطورة معاصرة مضادة لجمال لا يُفهم.

ولن ينقذنا من الهروب من مؤخرة كاردشيان سوى حوار فريد الأطرش مع شادية “يا سلام على حبي وحبك/ وعد ومكتوب لي أحبك/ مبنماش الليل من حبك/ يا سلام على حبي وحبك”.

فاروق يوسف
كاتب عراقي

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!