الحوار الهاديء

هل يستحق الكلداني ان يدخل قبة البرلمان العراقي في دورته القادمة؟

يوحنا بيداويد      

 

هل يستحق الكلداني ان يدخل قبة البرلمان العراقي في دورته القادمة؟

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن – استراليا
3 أيار 2018

مرة أخرى نعود الى قضية انتخابات البرلمانية العراقية التي لم يبقى لها الا أسبوعا واحدا فقط. مع الأسف وبصورة غير مقبولة كثرت المقالات والجدالات والطعن والتسقيط بين القوائم المسيحية بأسلوب غير صحيح وغير الموضوعي.
لكن كأحد اشخاص المكلفين في الحملة الإعلامية لدعم قائمة ائتلاف الكلدان كان لنا اتفاق عام على ان نبتعد من هذه الأساليب الرخيصة التي قد يلتجئ اليهاالبعض، بل التجئ اليها غيرنا كما يراه أبناء شعبنا المسيحي في موقع عنكاوا كوم او غيره او على صفحات فيسبوك.
كانت مهمتنا الرئيسية ولا زالت توضيح لأبناء شعبنا المسيحي على أهمية انتخاب قائمتنا التي تحمل رقم 139 ومرشحيها، كذلك تعريف العراقيين بمرشحي هذه القائمة على حقيقتهم والاطلاع سيرتهم، ونقيم الندوات والمقابلات واللقاءات أكبر عدد ممكن لها في ارض الوطن والمهجر لهم. كذلك إعطاء أهمية للأولويات التي أتت في البرنامج الانتخابي لقائمة الكلدان 139.
نضع هنا بعض مواصفات عن الشخصية الكلدانية التي تبلورة عبر التاريخ الحديث والتي بلا شك يشاركهم عدد آخر من المسيحيين العراقيين أيضا وهي:
أولا-ان الكلدان بصورة عامة كانوا منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في سنة 1921 وطنيون، وقد شهد لهذا الموقف القاصي والداني، لقد عملوا بكل جد وتفاني وإخلاص في كل الحكومات الملكية والجمهورية والدكتاتورية والإسلامية وفترة الحرب الاهلية وحتى اليوم.

ثانيا-كانت الكنيسة الكلدانية (الكنيسة الأكبر في العراق) تتصرف كأم لكل المسيحين بغض النظر على هوياتهم الاثنية او المذهبية. ففي زمن كل البطاركة للكنيسة الكلدانية بدءا من البطريرك عمانوئيل الثاني يوسف، ويوسف غنيمة، البطريرك بولص شيخو، وروفائيل بيداويد، وعمانوئيل الثالث دلي، والبطريرك الحالي مار لويس الأول ساكو، كان موقف الكنيسة الكلدانية شمولي وروحي ومسكوني بالاضافة الى الروح الوطنية وإلانسانية بعيدة عن التعصب وكانت تدافع عن حق الانسان ممن كانوا.

ثالثا-ان البرنامج الانتخابي لقائمة ائتلاف الكلدان الموجود اعلى الرابط ادناه
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=872541.0
يطالب بمعالجة هموم المواطن العراقي، مطالبات بإعطاء حق المسيحيين وتعويضهم الشهداء والمهجرين وعلى الضيم الذي حصل لهم على ايدي المجرمين الدواعش، وتغير فقرات من الدستور بخصص الحرية الدينية والمنهاج وكذلك يتضمن على طموح القومي لأقدم مكون عراقي قديم الذي كان اخر سليل لحضارة وادي الرافدين.

رابعا – لعل يسال سائل لماذا هذه المطالبة بالتغيير؟
هنا لا بد ان نسألهم ماذا انجز لنا الاخوة ممثلي أبناء شعبنا خلال ثلاث دورات السابقة؟ ماذا كانت مطالبهم؟ هل استطاعوا نقل مآساة أبناء شعبنا الى العالم كما فعلت فيان دخيل للأخوة اليزيديين؟
الم يحن الوقت ان يعطي للكدان مجال لتمثيل شعبهم؟ كل من يشك في قدرة الكلدان في العمل السياسي يستطيع ان يدقق دورهم الريادي في الأحزاب العراقية خلال قرن الماضي.

خامسا-هذه نقطة مهمة جدا والتي يحاول كتاب من أمثال أنطوان صنا بخلاف الحقيقة الادعاء بها والقيام بتشويه أبناء شعبنا بأنهم انقساميون ولا يهمهم غير تقسيم أبناء شعبنا المسيحي من الكلدان والاشوري والسريان وتفتيت اواصرهم
كما جاء في مقاله على الرابط التالي
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,873484.0.html
هنا نذكر مبادرات التي أطلقها غبطة ابينا البطريرك في 29 أيار 2015 التي لم تستجيب الجهات المعنية لها من الأحزاب السياسية والمؤسسات المدينة او البطاركة الاخرين او اي جهة صاحبة شأن وهذا رابط اقتراحه
http://saint-adday.com/?p=8321

ليعلم الجميع ان الكلدان شاركوا ويشاركون في كل تجمعات والمسيرات والندوات والمؤتمرات الدولية والوطنية والقومية إذا ما وجهت له بصورة رسمية وبدون تصغير وتميع دورهم وعلى أساس انه مكون كبير بين المسيحيين العراقيين وله خصوصيته ولا ينكر وجوده.

سادسا-ان مرشحي قائمة ائتلاف الكلدان للكوتا المسيحية التي تحمل رقم 139، هم أصحاب شهادات جامعية وبعضهم أكاديميين، لهم سيرة حسنة ومواقف جريئة وإنسانية، ولهم وظائف حاليا خدمية للمجتمع العراقي والمسيحي بصورة عامة الان، يعني هم يدركون هموم المواطن العراقي وبالأخص المسيحي.

اما من لا يسعده بتوحيد الصف الكلداني في هذه القائمة او بترميم البيت الكلداني من خلال تاسيس الرابطة الكلدانية او اقامة مؤتمرات او زيادة التناغم بين المثقفين والسياسيين ونشاط القوميين بين المؤسسات الكلدانية لا اظنه مخلصا لاي جهة حتى لنفسه.

ارجو من كل واحد ان يكون له موقف بضمير حي بعيدا عن التعصب الاعمى. ومن لا يتخذ موقف في هذه الانتخابات اشببه بورقة التوت المنفصلة من الشجرة لم يعد فيها حياة ولن تعود الى الابد.

في الختام نطلب من كل العراقيين ان يفكروا قبل ان يقرروا لمن يعطون صوتهم الوحيد !!!
وان لا ينخدعوا باي شخص ممكن يكون حتى لو كان كلداني، فكل شخص عليه شائبة غير وطنية يجب ان يبعدوه من تصويتهم.
ويعلم الجميع ان صوت كل عراقي اليوم مهم جدا في هذه المرحلة.
لان الحق في إعطاء صوته لشخص واحد فقط ولكيان او حزب او ائتلاف واحد خلال أربعة سنوات.
وان مستقبل أولادهم بل أجيال القادمة ومستقبل خيرات الوطن متوقف على ذلك الصوت التي تزكي به مرشح ما.
وبخصوص الكوتا المسيحية أتمنى يفوز كل من يستحق ان يفوز، كل من يستطيع ان يخدم أفضل ويكون امينا للمسيحيين في تمثليهم والدفاع عن حقوقهم
ان يكون جريئا مثل فيان دخيل التي جعلت ضمير العالم ان يهتز لنكبة اليزيديين والأقليات في سنجار وسهل نينوى التي حصلت تموز-اب 1914.
وفي الختام نكرر للكدان مقولة غبطة ابينا البطريرك مار لويس ساكو
“استيقظ يا كلداني.”. نعم حان الوقت لكل كلداني ان يحمل المنجل والمعول والقلم ويشارك في بناء وطن اجدادنا، الذي كان مهد حضارة الرافدين (بيث نهرين) على أساس نظام سياسي اجتماعي اقتصادي وطني اساسه المبادئ الثورة الفرنسية (الاخاء والمساواة والعدالة).

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!