مقالات دينية

الذبيحة الحقيقية

الذبيحة الحقيقية

إعداد / وردا إسحاق قلّو

   من الذي يظنّ في جنونه أن الله يحتاج إلى الذبائح التي تقرّب له ؟ أن العبادة التي تؤدي لله تفيد الإنسان لا الله . لا يستفيد الينبوع الذي نشرب منه ، ولا النور الذي نراه . لم يكن للذبائح التي كان آباؤنا يقرّبونها إلا معنى واحد : كانت علامة ما يتم فينا . أي إنضمامنا إلى الله . فالذبيحة المنظورة هي سّر ( أو علامة مقدسة ) لذبيحة غير المنظورة .

   الذبيحة الحقيقية هي كل مانعمله لنكون متحدين بالله . لنشارك الله ، والإنسان نفسهُ ، الذي يكرسهُ إسم الله ، والذي يحيا من أجل الله ، هو ذبيحة . وجسدنا حين نسيطر عليه بالقناعة من أجل الله ، حين لا نستسلم للشر ، هو ذبيحة … إلى ذلك يدعونا القديس بولس : ( إني أسألكم إذاً ، أيها الأخوة ، برأفة الله ، أن تجعلوا من أنفسكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله . فهذه هي عبادتكم الروحية ) ” رو12: 1-2″ .

  ينتج عن ذلك أن الشعب المفدّي كلهُ ، أي جماعة القديسين ، هو الشعب الجامع الذي يقربه لله عظيم الكهنة ، وهو الذي ، في آلامه ، قرب نفسه من أجلنا ، لنصبح جسده ، إنما قرب صورته البشرية ، ففي هذه الصورة البشرية هو وسيط ، وفيها هو كاهن ، وفيها هو ذبيحة .

   تلك هي ذبيحة المسيحيين : جميعهم جسد واحد في المسيح ، هذا هو السر الذي تحتفل به الكنيسة غالباً في سر المذبح حيث يريها الله أنها ، فيما تقربهُ ، إنما هي المقربة ( القديس أو غسطينس ) .

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!