مقالات دينية

المثلية العالمية والتحول الجنسي  

المثلية العالمية والتحول الجنسي 

بقلم / وردا إسحاق قلّو  

قال الرب ( إن الصراخ على سدوم وعمورة قد أشتد وخطيئتهم قد ثقلت جداً . أنزل وأرى هل فعلوا أم لا بحسب ما بلغني من صراخٍ عليها ، فأعلم ) ” تك 20:18 ”  

المثلية العالمية والتحول الجنسي  

  موضوع المثلية الجنسية قديم جداً  ، مارسوه سكان مدينتي سدوم وعمورة قبل 4000 سنة في عهد لوط إبن أخ أبينا أبراهيم فأرتكبوا خطايا جنسية مخالفة لقوانين الطبيعة . وأستمر ممارسة هذه الرذيلة على مر العصور وفي حضاراتٍ مختلفة ، وتعددت أشكال هذه الممارسات واستمرت لحد يومنا هذا . فتلك المدن التي أحرقها الله بنار وكبريت بسبب خطيئة المثلية الجنسية حيث كانوا يفضلون الذكور على الإناث ، عاد ذلك الشذوذ في عصرنا ليزداد عدد هؤلاء الذين يمتلكون ذلك الميل الشاذ والذين يطلقون عليهم بالمثليين ، وصار لهم علماً ملوناً بألوان كثيرة يرفع في الشوارع العامة وعلى البيوت والمحلات والحدائق ، والسلطات تدافع عن حقوقهم وتساندهم رغماً على إرادة الشعب وتتحدى كل القيم الدينية والمذهبية . 

   إزداد إلحاح الغرب على إنتشار المثلية في العالم وخاصةً في أميركا في عهد الرئيس جوزيف بايدن فأدارته عينت الكثيرين من المثلين ومنهم في إدارته ، وسيمارس الضغط حتى على دول العالم الثالث كما مورس في القطر أثناء ألعاب الموندريال رغم قوانين الدولة وعلى أراضيها . الحركة الأولى في أميركا بدأت سنة 1969 فبدأ الدفاع عن حقوق المثلين ، ثم بدأت مسيرات هؤلاء الشاذين لكي يظهروا للعالم على أنهم ليسوا مجرمين ومعلنين عن هويتهم الجنسية الجديدة . إستمرت حركتهم ونشاطاتهم وتطورت في العقود الخمس الأخيرة وخاصةً في أميركا فتطور الأمر في سنة 2015 فأقرت المحكمة الدستورية العليا بمبدأ الزواج من نفس الجنس ، ولا يحق لأي ولاية أمريكية أن تعترض من الزواج من نفس الجنس ، والدفاع عنهم صار رسمياً ، ليس في أميركا فحسب ، بل في 32 دولة في العالم إعترفت رسمياً أيضاً بحقوق المثليين وخاصةً في دول الغرب .    

 فلماذا هذا الهوس للمثلية علماً بأن الأديان السماوية تفسر الأفعال الجنسة المثلية بالإختلال ، فالذي يمارس هذه الأفعال يشوّه الفعل الجنسي الحقيقي الذي هو هبة الحياة للإنسان . فقوانين الكتب السماوية نابعة من الله الذي خلق الإنسان ، فعلى المخلوق أن ينفذ أوامر الخالق لكي لا ينال غضب الله كما نال شعب لوط لأن خطيئتهم وصلت إلى السماء ، والسماء أنتقمت من أفعالهم وأبادتهم . ذلك القوم الذي أراد أن يمارس الفحشاء حتى مع ملائكة الله الذين أستضافهم لوط في داره . تلك الخطيئة تتكرر اليوم وتنتشر بشكل مخيف ، بل طال خطرها حتى على الأطفال لكي يحولوا جنسهم رغماً على إرادة الأبوين . إنسان اليوم يبحث عن جديد وإن كان ممنوعاً لهذا أرتأى أن يفضل الإنحراف وبإختياره ليتخذ القرار المضاد للقانون الأخلاقي الذي وضعه الله ليتنجس بتلك العلاقات الخاطئة التي تتحدى وصايا السماء الذي قال ( والذكر لا تضاجعهُ مضاجعة النساء : إنه رجس ) ” لا 22:18 ” .   

   الله خلق الإنسان ذكراً وأنثى ولم يخلق جنساً ثالثاً . كما لا يخلق ذكراً مع ذكر ، أو أنثى مع أنثى ليمارسوا الجنس مع بعضهم ، بل خلق ذكراً وأنثى . فالذين يتجاوزون على قوانين الله والطبيعة لا يعتبرون هذه السلوك إنحرافاً . والطبيعة تشهد لهم بأن حتى الحيوانات لا تمارس المثلية الجنسية مع بعضها ، بل ذكر مع أنثته . فهل العقل والحرية قادوا أؤلئك الشاذين إلى هذا السقوط لكي يصبحوا أدنى من الحيوان ؟ كان بولس الرسول يزدري الجنسانية ، بل يرفضها لأنها منفصلة عن نظام الوجود . إذ رفضنا الجسد الموجود فإننا نرفض الرب في آخر المطاف ، في حين أنه هو الذي يسمح بالعلاقة بين جسد وآخر ، على عكس الذين يعيشون حياة الفجور ويشيدون بحياة متحررة من كل إلزام .   

أما تعاليم الكنيسة فتنص على أساس إرتباط الرجل والمرأة برباط مقدس لن يتغير ولم يتم التصويت على تغييره ، فلا يسمح للكهنة بإجراء مراسيم زواج المثليين لأنه مناقض للإيمان .  

   العهد الجديد يذكر أيضاً هذه الممارسات السدومية كسلوك غير طبيعية ، فكتب عنها الرسول بولس وقال ( إستبدلت إناثهم بالوصال الطبيعي ، الوصال المخالف للطبيعة ، وكذلك ترك الذَكران الوصال الطبيعي للأنثى وإلتهب بعضهم عشقاً لبعض ، فأتى الذَكران الفحشاء بالذَكران ، فنالوا في أنفسهم الجزاء الحق لضلالتهم . ولما لم يروا خيراً في المحافظة على معرفة الله ، أسلمهم الله إلى فساد بصائرهم فأتوا كل منكر ) ” رو 1: 27-28 ” .  

   أما عن جزاء تلك الأعمال فهو الهلاك الأبدي بحسب الآية ( أما تعلمون أن الفجار لا يرثون ملكوت الله ؟ فلا تضلّوا ، فأنه لا الفاسقون ولا عباد الأوثان ولا الزناة ولا المخنثون ولا اللوطيون ” المثليون ” ولا السارقون ولا الجشعون ولا الشتامون ولا السالبون يرثون ملكوت الله ) ”  1قور 6: 9-10 “ .   

   هناك من يبرر أعمال المثليين بحجة تكوينهم النفسي أو العقلي ، وهذا لا يبرر أعمالهم للميل إلى إقتراف الزنى .   

   أما من الناحية العلمية فيذكرعالم النفس التحليلي ( كارل غوستان ) بأن هناك ميولاً أنثوية تعتمر التركيبة النفسية للذكر تسمى ( آنيما ) وبالمقابل هناك ميول ذكرية تسكن الأنثى تدعى ( آنيمو ) وبعبارة أخرى أن في كل رجل هناك أنثى مخفية . وفي المرأة كذلك ، والتنشئة البيئية تلعب دوراً هاماً في إيقاظ مثل هذه الميول . فالولد الذي يعيش في بيت مليء بالأناث فقط ، فجَو ذلك البيت يصبح أرضاً خصبة لأيقاظ الميول الأنثوية ، والعكس صحيح . فعندما يكبر الولد يتخذ سلوكاً مثلياً لأن جَو البيت خلقَ سلوكاً مسبقة لذلك . كذلك عاطفة الأم المفرطة بحنانها لولدها في جميع عوامل النمو فعواقبها ستكون حتماً وخيمة فينتج لذلك الولد شخصية هزيلة يميل إلى الأنوثة وخاصةً عندما يغيب الأب بإستمرار عن البيت . كذلك لوجود نسبة من الجينات الوراثية الخاصة التي تشجع صاحبها للقيام بهذه الأعمال .   

  كما هناك أسباب أخرى تحفّز الشخص لأسقاطه في شرك المثلية الخبيثة ، مثل الأباحية المجتمعية ، ونقص الوازع الديني والتربوي ، وتشجيع الدولة لمثل هذه الأعمال الخاطئة وكذلك أعمال أخرى كالطلاق والإجهاض والموت الرحيم  والزواج المدني وغيرها . فنسبة المثليين والمتحولين جنسياً في أميركا في السنوات الأخيرة إزدادت كثيراً ، فهناك 11 مليون مثلي ، وأكبر مدينة أمريكية تحتوي على المثليين هي نيويورك ثم لوس أنجلوس . تشير التقديرات لبعض الدراسات التي قامت بها مؤسسة غالوب الأمريكية بأن 5.6 % من الأمريكيين يعتبرون مثليي الجنس أو ثنائي الجنس أو متحولين جنسياً .    

  هناك خطة غربية لتقليل النسل في العالم الذي وصل إلى  7.794 مليار ، علماً بأن الأنفجار السكاني مستمر وسريع ومخيف فيجب إتخاذ السبل اللازمة لتقليله إلى الثلث . فيفكرون بتطبيق نظرية العالم البريطاني ( توماس مالتوس ) 1798م والذي يقول ، العالم يتزايد وفق متوالية هندسية متضاعفة ، فمن الأمور المهمة التي يجب تطبيقها : 1- فرض سياسة الطفل الواحد كما تفعل الصين . 2- ترويج فكرة منع الحمل . 3- نشر فكرة الشذوذ الجنسي ( المثلية ) . 4- عدم زيادة رواتب العمال . 5- محاولة رفع سن الزواج . 6- إشعال نار الحروب في الكثير من بلدان العالم . فالشذوذ الجنسي بحسب خطتهم له إيجابياته لتقليل النسل .   

   أما إيران في عهد الشاه فلا تعرف كثيراً عن المثلية ، وكانت القوانين تجرم إجراء عمليات التحول الجنسي . أما إيران الأسلامية فتجيز إجراء عمليات التحول الجنسي بشكل واسع ، والآن أصبحت تحتل المركز الثاني عالمياً بعد تايلاند في إجراء العمليات . ف ( مريم مولكارا ) هي أول متحولة إيرانية بفتوى الخميني . فإيران يعتبرها البعض جنة المتحولين جنسياً ، ويراها آخرون جهنم المثليين . وعمليات التحول الجنسي التي تجرى في إيران رخيصة لا تتجاوز ثلث الكلفة في دول الغرب نظراً لفقر إيران إقتصادياً وخاصةً في فترة الحصار الدولي عليها فعملية التحول لا تتجاوز ال ( 7000 ) $ . وللمزيد طالع الرابط التالي :  

عملية التحول الجنسي في ايران | افضل دكتور ونتائج وتكلفة | آريا مدتور (ariamedtour.com)   

وفي العراق أيضاً تسربت هذه الممارسات الخاطئة فبدأ الكثيرين وخاصةً في المحافظات الجنوبية التي إنتقلت إليها بالعدوة من إيران فيفضل الذكور ممارسة الجنس مع الذكور ، أي اللواط . وأماكن تواجد هؤلاء المنحرفين معروفة للكثيرين . وهكذا سيتطور الأمر دون ردع من السلطات ، لا وبل المثلية دخلت إلى ثلاث جامعات عراقية منها الجامعة الأمريكية في السليمانية والتي تعاونت معها ومولها ( الإتحاد الأوربي ) لترويج ” الجندر ” الذي يهدف إلى القضاء على نوع الجنس ، لأنهم يؤمنون بأن الجنس قابل للتحويل إلى جنس آخر . مصطلح ( الجندر ) بدأ يتردد في المجتمع العراقي وأصبح معروفاً ليتحدى كل القيّم والثوابت الدينية رغم تقاطعه مع قوانين الدولة وشرائعها ، والدستور العراقي يرفض موضع المثلية ، وكذلك يرفضه المجتمع بمختلف طوائفه ومعتقداته لأن ممارساتها مخلة بالآداب والأخلاق . أما الغرب فيسند المثلية ويربطها بموضوع حقوق الإنسان كحجة لدعم هذه العادات الشاذة ، وستعمل تلك الجهات إلى  تطبيق هذه العادات قسراً وجعلته قانوناً في أميركا وأوربا وبدأ العمل بأفلام الكارتون للأطفال لترويج أفكار المثلية الجنسية وهذه المؤامرة الشيطانية هدفها مسخ للخلق وتفتيت العائلة  ، فعلى قادة الكنيسة وغيرها من الأديان التي تؤمن بالله أن تتحرك بقوة مع العائلة  لمقاومة هذه الممارسات قبل أن تفرض على الأسرة لتصبح أسيرة وضعيفة للدفاع عن ما يجري في المدارس وعلى شاشات التلفاز والإعلام لتعليم أطفالهم ولأقناعهم بالإيمان بتلك العادات وممارستها ، إضافة إلى تحويلهم إلى جنس آخر دون موافقة الأبوين .   

أميركا تشجع وتريد أن تفرض آرائها على جميع الشعوب لقبول المثلية مقابل إقامة علاقات جيدة مع المعسكر الغربي . وأعلنت مدينة ميامي كمدينة حرة لمشتريات الجنس العامة ، وهذا يعني بأن حرية ممارسة الجنس ستزحف لتمارس حتى في دور العبادة والحدائق العامة وفي الشوارع  . فأميركا التي سمحت بفتح الكنائس الشيطانية علناً غايتها هي ضرب كل القيم الإنسانية والدينية لتحل محلها قيم وقوانين الشيطان . أما ألمانيا فوقعت على قانون ينص على إلغاء رابط القرابة من أجل ممارسة الجنس بحرية حتى بين أفراد العائلة الواحدة .   

   قالت العذراء أثناء ظهورها في الفاطيمة – برتغال عن الزواج المثلي :   

 ( أن المعركة الأخيرة للشيطان ستتمحور حول الزواج والعائلة . فظهر الزواج المدني ، وهذا ليس زواجاً بل طريقة مدنية لممارسة الزنا ) . وهكذا تطورت الأمور إلى ما هو أسوأ وهو الزواج المثلي المخالف للطبيعة كأهل سدوم وعمورة في زمن البار لوط . كما أخذت الخطيئة مسارها لتثمر ثمار أخرى جديدة ومتنوعة كالتعدي على الأطفال . كل زواج خارج الكنيسة نتائجه ضرب وصية الزنا . والرب يريدنا أن نمتنع من الزنا لكي نحافظ أجسادنا طاهرة لأنها مخلوقة لسكنى الروح القدس . فكل من يعبد الشهوة فأنه يتحول إلى عابد أوثان .   

  في الختام نقول :  الكنيسة لا تعترف بالزواج المثلي فالبابا فرنسيس قال عن المثلية الجنسية بأنها ليست ج#ريم*ة ، بل خطيئة . لأن الممارسة الجنسية بين المثليين زنى , والله يحب جميع أبناءه ، وحتى الخطاة ، لكنه يرفض ممارسة الخطيئة ، كما لا يتدخل بحرية الإنسان الذي خلقه حراً في إختيار طريقه وآرائه . والكنيسة لا تعترف بالزواج المثلي إلا الزواج الكنسي الصحيح والمثمر لأجل إنجاب الأطفال .   

رغم كل المبررات التي يدّعونها المثلين فهم مدعون كسائر البشر إلى الإق*ت*لاع من هذه الأعمال ، وترك تلك الرغبات الشاذة والإبتعاد عن أفراد الجنس المثلي للبحث عن الحياة الجنسية الصحيحة وما يشجعه إلى العودة إلى الصلاح بكل قدراتهِ الحسية والروحية والسيطرة على أفعاله وقراراته ونظام الأهواء التي تسيطر عليه ، والبحث عن الفضيلة بترويض النفس لكي يسير مع المجتمع وقوانين الطبيعة فيتزوج من تثمر له أولاد وبنات يفرح بهم ويترَبون في عائلته 

فيكونوا له فرحاً وسنداً تخدمه وتخدم المجتمع الذي يحتاج إلى طاقات بشرية للعمل والتطور.

الخطيئة تثير غضب الله ، وأجرة الخطيئة هي الموت ، والله العادل ينتقم عندما يكبر حجمها كثيراً وتهدد المجتمع برمته كما أنتقم من أبناء مدينتي سادوم وعمورة .

   التوقيع ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) ” رو 16:1 “

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!