مقالات سياسية

العشيرة و المرجعية العراقية

الكاتب: رعد ألسيد
 
 
العشيرة و المرجعية العراقية
                   
                   
رعد السيد (ابن الجنوب)

تتميز العشيرة في العراق بقيم المروءة والشهامة والشجاعة والكرم والاصالة ويكون شيخ العشيرة وزعيم القبيلة اكثر كمالا ويتصف بالصفات التي تؤهله ان يكون مثالا يحتذى به ، والعشيرة في العراق لعبت ادوارا خطيرة في تاريخ الحياة السياسية للدولة العراقية منذ تأسيسها عام 1921 .

فكان اتجاهان للعشيرة جانب العز والكرامة والاصالة وجانب الانبطاح للدينار والدرهم والزحف والتملق نحو المناصب الزائلة بزوال الشهامة والرجولة .

وقد اولت مرجعية السيد الصرخي الحسني الجانب العشائري اهتماما كبيرا لا نظير له في مشهد تفاعل المرجعية والعشيرة فكثير من شيوخ العشائر الذين تشرفوا بزيارة المرجعية العراقية العربية انعكست وترسخت فكرة ان المرجعية هي جزء من العشيرة بل هي احد افرازاتها ، وقد سمع ابناء العشائر وشيوخهم اجوبة وكلام المرجع السيد الصرخي ونصائحه في تقويم الجانب العشائري خصوصا في الدولة المدنية حيث قال :

(عند الكثير من العشائر وعند الكثير من شيوخ العشائر كان المفروض ان يربطنا الجانب الديني والمرجعية الدينية واذا فقدت هذه فعندنا الجانب العروبي كما يسمى والقبائلي لنا عادات وتقاليد واعراف ويتميز رئيس العشيرة بل يتميز من يتشرف بالعقال يتميز بالكرامة والشرف والمبدأ والاصالة )

فهذه رسالة ذات معان سامية لها اتجاهان لتقييم العشيرة

الاول :- الارتباط القبلي بالمرجعية : وهذا يعزز من قوة العشيرة وسداد رأيها ويعمق الاصالة والعراقة في العشيرة وشيخها ووجائها لأن المرجعي بحد ذاتها منهل للمعاني السامية والاخلاق الفاضلة والسيرة الحميدة وحلقة الوصل بين عصر التشريع والامامة الغائبة.

الثاني : الارتباط القبلي العروبة : وهذا الجانب هو المعدن الاولي لكل عشيرة وقبيلة فاذا فقدت العشيرة دينها فعليها من باب الاصالة والاخلاق ان ترجع الى العروبة والتقاليد والاعراف حيث شدد الامام الحسين عليه السلام من قبل بقوله (ان لم يكن لكم دين فكونوا عربا احرار)

ومن جهة ثانية ينتقد المرجع الصرخي انخراط العشيرة وشيوخها في دهاليز المفسدين والمستعمرين بحيث يكونون الوسيلة لتحقيق المآرب والاهداف بل بهم ومن خلالهم يكون التصرف على اسس فاسدة وطائفية حتى صارت هذه العشيرة او تلك هي عشيرة السلطة او عشيرة المنصب الفلاني او عشيرة المحافظ وغيره وهذا مؤسف جدا حيث يقول المرجع الصرخي بهذا الصدد (ومما يؤسف له اننا بدأنا وسرنا نفكر بأنفسنا لم نفكر للمستقبل بل لم نفكر لأبناءنا لأجيالنا كل شخص منا صار – وهذا اسلوب الاستعمار واسلوب المنافقين والمرتبطة بالمستعمرين – صار كل انسان ينظر الى نفسه ماذا يحصل ماذا يدخل في جيبه ؟ ماذا سيركب كيف سيكون الديوان الذي سيجلس فيه ؟ من سيصله من المسؤولين ؟ ماهي المحصول المادي الذي سيحصل عليه ؟ السلاح الذي سيكون بين يديه ؟ كيف يتفوق على العشيرة الفلانية ؟ كيف سيكون هو رئيس العشيرة دون غيره ؟ فهذه امور الدنيا اخذتنا وانسقنا اليها وخدعنا بها من قبل المستعمر من سار في ركبه)

نعم هذا ما عمله المستعمرون والمفسدون في نفس ذلك العام 1921  حيث عمدوا الى تقريب رؤساء العشائر والشيوخ والسادة الى كراسي السلطة واروقة البرلمان ومناصب الجيش، وكان رئيس العشيرة او الشيخ او الاغا هو نفسه الاقطاعي، وابنه او اخيه او نسيبه قائدا في الجيش او وزيرا او متصرفا او ذو منصب رفيع، ويتمتع بالمدارس العليا والبعثات العلمية لنيل الشهادات، هؤلاء الذين اطلق عليهم الشعب نعت ابناء الذوات، وقد سن قانون غريب في عرف القوانين الدولية سمي بقانون العشائر
وهذا هو عين (ممن انبطح وزحف للدينار والدرهم وانخدع بزيد وعمر من الناس) كما قالها السيد الصرخي ، ولكن يوجد هناك شيخ العشيرة الاصيل وتلك العشيرة الصامدة التي تستحق ان تكون جزءا من اهتمام المرجعية والارتواء من توجيهاتها وريادتها فالوفود العشائرية التي زارت السيد الصرخي في كربلاء تؤكد حقيقة تلاحم المرجعية مع العشيرة وتؤكد ان المرجعية العراقية العربية هي قولا وفعلا متجذرة من العشيرة الاصيلة

ولذا دائما المرجع السيد الصرخي في خطاباته وبياناته وتوجيهاته يبرز الجانب العشائري ففي بيان رقم -74- حيهم..حيهم..حيهم أهلنا أهل الغيرة والنخوة قال :

أين شيوخ العشائر النجباء ..أين التجار  والوجهاء والاعيان المحبّون  للعراق وشعب  العراق  …. أين الرجال..  أين الشيوخ ..  أين  النساء ..أين  أطفال  العراق  ….     فالشرع والعقل والتاريخ والأخلاق  يلزمنا ويوجب  علينا   ان  ننصر  وننتصر  للعراق  وشعب العراق  وثروات العراق  وكرامة  العراق وشرف العراق  وعروبة العراق  واسلام ودين  العراق  وتاريخ  وحضارة  العراق  …  فأين  النساء و الرجال الاصلاء   الشرفاء  النجباء  أهل الكرامة و الغيرة  والشرف والوطنية الصادقة ..  أين أهل  العراق …  أين  اهل  العراق  …أين  اهل العراق …  أين  أبناء ثورة العشرين المضحون الكرماء … أين  ابناء الثوار  وقادة الثورات المباركات  …  أين شعب  العراق   … أين شعب  العراق  … أين شعب   العراق  
 
نعم هذه العشيرة التي لابد ان تكون قاعدة فعالية المرجعية مع المجتمع ومنها تكون الانطلاقة الاصلاحية اما خلاف ذلك من ناحية الانبطاح للدينار والمنصب فهذا خارج نطاق الاصالة والعروبة والدين

لا تقل اصلي وفصلي ابداً     انما اصل الفتى ما قد حصل

فعلى جميع العشائر العراقية ان ترتبط وبسرعة مع المرجعية العراقية العربية لكي تكون هذه العشيرة او تلك القبيلة في منطلق القوة في منطلق الاصلاح في منطلق النفوذ العربي ضد المخططات التقسيمية والطائفية والتجويعية .
 
 
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!