مقالات دينية

أهمية الصلاة في حياة المؤمن

الكاتب: وردااسحاق
أهمية الصلاة في حياة المؤمن
( وكل ما تطلبونه في الصلاة بأيمان ، تنالونه ) “مت22:21 ”
الصلاة هي الصلة بين المؤمن والخالق . والصلاة النابعة من القلب تُعَبِر عن صلة صاحبها بالله أو بألهه . وتختلف الصلواة عن بعضها في المسيحية بسبب شدة حرارتها النابعة من قلب محب وأيمان طاهر وشعور الفكر بالوجود الكامل لذلك المصلي في محضر الرب الذي يسمع الى كلماته . فالذي يريد أن لا يبتعد عن الله عليه أن يستمر في الصلاة لكي ينقطع عن العالم ويتواجد بقرب الله الذي قال لنا ( صلّوا ولا تملوا ) . أما الرسول بولس فقال للمؤمنين ( صلوا بلا أنقطاع ) ” 1تس 17:5″ . وهكذا كانوا يفعلون النساك . أما أسلوب تقديم الصلاة الى السماء فيجب أن تكون نقية فيكون فكر المصلي مخصص الى الله وحده دون أن يسمح لذهنه بالشرود . أي الموت عن العالم وأفكاره ومصالحه وشهواته ومشاكله وغيرها ، هكذا يرتقي المصلي نحو الأمور الروحية فتتحول حياته وأفكاره الى صلاة دائمة والتي قيل عنها : من يشأ أن يطهر قلبه جداً ، فليتخذ له كل حين الذكر الصالح الذي هو أسم ربنا يسوع القدوس عملاً وهذيذاً وكلاماً وفكراً وبغير فتور وبمحبةٍ فائقة تفوق كل محبة العالم وما فيه والشوق للقاء به فمن يتمسك بيسوع المخلص فلن يستطيع أكمال الخطية لأنه الحصن العظيم والمنيع ضد سهام العدو الموجه الى كل مؤمن . يسوع هو الكنز العظيم الذي لايسرق ، والجوهرة الثمنة التي يجب على المصلي أن يجاهد من أجل الحصول عليها والتي تحتاج الى العزلة عن كل شىء في العالم للبحث الجاد على ذلك الهدف . فالصلاة إذاً هي العزلة وهي الفضيلة التي تتحد بها كل الفضائل . فالأنسان الذي يمتلك روح الصلاة فسيبقى يصلي وهو مستيقضاً أو راقداً أو في أثناء العمل ، وحتى وإن كان صامتاً من الكلام فأنه يصلي صلاة الصمت والأصغاء الى صوت الجانب الآخر الذي يتحدث معه ، هكذا كل أفعاله ستتحول الى حركات ونيات صادقة متجهة نحو الله .
فحتى صلاة الخفاء الصادرة من القلوب والأذهان يجب تكون متقدة وحارة  وصامتة لا يعرف بها عدو الخير ، بينما الله القدير يصغي الى القلوب ويعلم ما في الكلى . فصلاة المخدع التي طلبها الرب يسوع مهمة جداً لأنها تستنير القلب وتخلق علاقة بين المؤمن والخالق .
الصلاة هي الوسيلة التي تبعد العقل عن العالم فينجيه من التجارب . لهذا قال الرب لرسله في بستان الزيتون ( … صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة ! ) ” لو 46:22 ” هكذا تتحول الصلاة الى حجاب تحجب المصلي عن التجارب ، والمجرب لا يقدر أن يؤلم النفس القريبة من الله . وكما هو مكتوب ( اقتربوا الى الله فيقترب منكم ) ” يع 8:4″ . بينما عندما نكون بعيدين عن الله فالعدو يشتت أفكارنا ويلقينا في أوجاع الخطيئة . وأقوى جهاد يقاوم به المؤمن أعمال الشرير هو الصلاة القلبية الى الله لكي يغفر للأنسان الذي أساء اليه . فبذلك يفارق روح الغضب والعداوة والأنتقام والكراهية ذلك الأنسان . هكذا يقدم الأنسان صلاته القلبية لأجل أعدائه وبمحبة صادقة قبل أن يصلي من أجل نفسه لأنهم بحاجة الى المغفرة أكثر منه ، بهذه الطريقة يستجيب الله له في كل ما يسأله عنه . فمن لا يطلب ويصلي لأجل الآخرين لا يقبل طلبته أيضاً . والذي يصلي من أجل مبغضيه فهو يصرع الشياطين ويقاوم سبلهم وخطتهم .
ليسمع الرب صلوات المؤمنين ويلبي لهم طلباتهم الزمنية والروحية
بقلم
وردا أسحاق عيسى
وندزر – كندا..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!