هل نحن بحاجة الى انتفاضة ثانية؟؟

الكاتب: نوزاد بولص
هل نحن بحاجة الى انتفاضة ثانية؟؟

نوزاد بولص

في الذكرى 23 لانتفاضة اذار المجيدة التي كانت بمثابة تحول جديد للشعب العراقي عموما واقليم كوردستان خصوصا، حيث اعطت المواطن العراقي بكل انتمائاته فرصة للتخلص من الدكتاتورية المستبدة بحق شعبها و تعرضت كافة مكونات الشعب العراقي الى الظلم والق*ت*ل والتهجير وخصوصا في اقليم كوردستان الذي انتزع  الانتصار لصالحه  بعد اندحار ازلام النظام وسقوطهم في الاقليم ، و تشكلت اللبنة الاولى لنجاح مسيرة التجربة الكوردستانية في الانتخابات الاولى لبرلمان اقليم كوردستان وتشكيل حكومتها، واستمرت المسيرة بنجاح رغم الاقتتال الداخلي المؤسف بين الحزبين الرئيسين انذاك الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، وفي ظل ذلك تواصلت مسيرة التطور في الاقليم بالرغم من وجود النظام وبدعم ومسانذة القوى الاقليمية ومنظمات الامم المتحدة ، مما مهد الطريق لتشكيل  حكومة الاقليم ..
وبعد سقوط النظام البائد عام 2003 شهدت المنطقة والعراق متغيرات جديدة خاصة على الساحة العراقية واخذت التجربة الكوردستانية دورها المميز لتشكيل العراق الجديد على أسس جديدة تقوم على احترام مبادئ حقوق الانسان والديمقراطية والسلم الاجتماعي، وقد ساهمت كوردستان في صنع القرار السياسي من منطلق ما يتمتع به الاقليم من استقرار وأمن  فقد شاركت كوردستان في العملية السياسية بنجاح وأدت دورها كلاعب سياسي في المنطقة.
وحيث تعرض العراق بعد ذلك الى عمليات ار*ها*بية ضد كافة مكونات شعبه فقد أصبحت كوردستان ملاذا أمانا للمهجرين من داخل الوطن نظرا لما يتمتع به الاقليم من استقرار سياسي وأمني وهكذا استمرت المسيرة لسنوات بعد سقوط النظام وتطور الاقليم من النواحي الثقافية والاجتماعية والاعمار وبناء المدن والبنية التحتية الى مستوى ربما يضاهي مستوى التطور في منطقة الشرق الاوسط.
واليوم نحن نعيش تجربة اخرى بعد الانتخابات الاخيرة في الاقليم التي جرت في أيلول 2013 التي تبلورت بنتائج غير طبيعية بعد سيطرة الحزبين الرئيسين على الساحة الكوردستانية لاكثر من عشرين سنة مضت حيث طرأت متغيرات جديدة في الاقليم وبروز قوى سياسية اخرى وفي أجواء الهامش الديمقراطي فيه ، برزت الازمات في مسار تشكيل الكابينة الثامنة لحكومة الاقليم التي أثرت على المسيرة الديمقراطية والاجتماعية كما أصبحت خطرا على مستقبل الاقليم بسبب  تداعيات ازمة تشكيل الحكومة الجديدة والتي ما تزال مستمرة لحد اليوم وخلقت فراغا سياسيا وخاصة الازمة الاخيرة بتأخير رواتب الموظفين واشتداد الازمة بين الحكومة الفدرالية وحكومة الاقليم وفي نفس الوقت عدم التوصل الى نتائج ملموسة في مسعى تشكيل الحكومة الجديدة التي مر عليها أكثر من 169 يوما ولاتزال الازمة مستمرة والمواطن الكوردستاني يدفع الثمن، حيث تثار الكثير من الشكوك لعدم حل هذه الازمات، اذا السؤال الوحيد الذي يبقى في مخيلة المواطن الكوردستاني هو، هل نحن بحاجة الى انتفاضة جديدة وضد من:؟ ضد كل من يحاول تعكير الاجواء في كوردستان وكل من يريد أن يوقف حركة الاعمار والتطور وضد كل النيات المبطنة التي لاتريد الخير لكوردستان وتجربتها الجديدة.
   فلنمضي قدما من أجل كشف الحقائق التي تريد النيل من ارادة شعب اقليم كوردستان الذي يواصل المسيرة بكل همة وفخر واعتزاز.
  وأخيرا نقول: لنبني كوردستان بعيدا عن التخلف والعنجهية والطائفية المقيتة ولنكن قدوة لمجتمع تسوده قيم حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية والسلم والديمقراطية، ولنبتعد عن الانانية والحزبية الضيقة ولنتكاتف جميعا من أجل كوردستان زاهرة متطورة بشعبها وأبنائها وقيادتها الحكيمة، واللبيب تكفيه الاشارة…..
 ..