مقالات دينية

ملكوت الله وآراء شهود يهوه الخاطئة

الكاتب: وردا اسحاق

 

 

ملكوت الله وآراء شهود يهوه الخاطئة
بقلم / وردا أسحاق قلّو
في العهد القديم نقرأ عن الله الخالق هو الملك الجالس على عرش قدرته . أما في العهد الجديد فيصف يسوع الرب نفسه بالملك ، وكان يسوع الملك الذي قال لبيلاطس مملكتي ليست من هذا العالم ، فرد عليه بيلاطس ( فهل أنت ملك إذن ؟ ) أجابه ( أنت قلت ) أي نعم . فَضَلَ يسوع إستخدام (ملكوت السموات ) بدل ( ملكوت الله ) إحتراماً وتقديراً للعزة الإلهية رغم كونه هو الإله المتجسد بيننا . وكذلك لأن اليهود كانوا يتجنبون ذكر أسم الله ، أو كانوا لا يتلفظون ألبتة أسم الجلالة ( الله ) فكانوا يستبدلون أسم الله بلفظة ( أدوناي ) أي السيد ، وملكوت الله له معاني عديدة يصعب التميز بين معانيها ، خصوصاً أن ملكوت الله حاضر بيننا بحسب أنجيل لوقا ( 2:71) ومتى ( 28:12) وفي بعض النصوص لم يحضر الملكوت بعد ( مر 15:1 ) ومن معاني الملكوت ، التقوى في القلب ” مت 33:6″ ( فأطلبوا أولاً ملكوت الله وبره ، وهذا كله يزاد لكم ) ، ويسوع ينذر الناس قائلاً ( توبوا فقد أقترب ملكوت السموات ) ” مت 11:3″ . وفي اعمال الرسل إشارات كثيرة من الرب القائم الذي تراءى للمؤمنين لمدة أربعين يوماً وكان يكلمهم بما يخص بملكوت الله . وهكذا علّمنا يسوع الصلاة الربية لنقول ( … ليأتِ ملكوتك .. ) والملكوت هو ذلك الكنز المدفون ويحتاج إلى من يبحث عنه ، أو هو الجوهرة المدفونة في قلوبنا فعلينا أن نكتشفها ونعيش حياة الملكوت الطاهرة ونحن على هذه الأرض ، ويسوع الرب قال ( أن ملكوت الله في داخلكم ) ” 20:17″ . كذلك الملكوت هو الله ، هو يسوع الموجود في قلوبناً ، هو الروح القدس الذي أخذ من أجسادنا هيكلاً له . كما يشبه الملكوت بحبة خرذل ، إنها صغرى الح*بو-ب كلها فعلينا أن ننميها لكي تكبر في داخلنا لنشعر بوجودنا في ملكوت هذه الأرض . ملكوت السموات إذاً تتجلى على هذه الأرض بحضور الله في داخل الإنسان فيملك عليه ، إنه فينا وبيننا جميعاً وحسب قول الرب ( … فها أن ملكوت الله بينكم ) ” لو 17: 20-21 ” . 
الله محبة ، إنه يحب كل الناس ويريد الخلاص للجميع ، وليس لفئة واحدة ، عكس ما يعتقدون جماعة شهود يهوه الضالة ، ففي كتاب برج المراقبة 1973/5/1 ص 213 ، يصّوِر الكتاب الله بأنه ملكاً طاغية يق*ت*ل ويبيد . إله شهود يهوه يستخدم قوات ملائكية تحت إمرة المسيح لتنفيذ حكم إعدام الأشرار ( إن الذين سيق*ت*لهم يهوه سيكونون من طرف الأرض إلى الطرف الآخر ) ” راجع كتابهم ( الحق الذي يقود إلى الحياة الأبدية ) ص 97-98 ” . ليس لهذه الجماعة أي محبة مسيحية لغيرهم ولا إنتماء قومي أو وطني للبلد الذي يعيشون على أرضه ، ويبررون موقفهم بقول الرب يسوع ( إن مملكتي ليست من هذا العالم ) إنه إستخدام خاطىء ، والصحيح هو أن المسيح قال عن نفسه هو ، وذلك لأن طبيعة ملكوته ليست سياسية عسكرية قومية كما كان هدف اليهود الذين كانت أمنيتهم تحريرهم من الأستعمار الروماني ، بل كان كلام المسيح خاص بشخصه فقط ولم يقصد أن على أتباعه التخلي عن كل إنتماء وطني ، بل هو نفسه كان يحب وطنه ويشعر بالحزن لأن أهاه في الناصرة لم يتجاوبوا معه ، كما بكى على أورشليم ( لو 41:19) وتنبا بالأسى والحزن عن حصارها وتميرها ، وعن عدم معرفة أهلها بزمن مجيئه . لهذا نقول بأن منظمة برج المراقبة أخطأت التفسير ، هذه المنظمة التي أعطوا لها الحق المطلق لتفسير الكتاب المقدس ، هؤلاء الذين ترجموا الكتاب المقدس كما يوافق عقيدتهم فقاموا بحذف وتحريف وتغيير وتبديل العبارات والآيات لكي تدعم تعاليمهم الخاصة ، وسميت نسختهم ب ( ترجمة العالم الحديث ) ويزعمون بأن القيادة الإلهية تأتي فقط من برج المراقبة ، ورجالها اليوم هم بمثابة الرسل في الكنيسة ، وأنها القناة الوحيدة على الأرض ، وهذا الإيمان يقودهم إلى عدم الأعتراف بجميع الكنائس ، بل أعتبار منبع كل الكنائس هو الشيطان . 
أما تشارلز راسل المؤسس الحقيقي لجماعة شهود يهوه فوضع نفسه في مرتبةٍ أعلى من الرسول بولس ، وقال ( إن أراد الناس أن يختاروا بين قراءة الكتاب المقدس وكتبي ، فالفضل لهم أ يقرأوا كتبي ) . خدع جماعته بإعلان أكذوبته التي أدعى أن المسيح قد جاء إلى العالم عام 1914 م واعتبر هذا العام هو سنة حلول ملكوت الله على الأرض . 
قال يسوع لتلاميذه ، الروح القدس ينزل عليكم فتنالون قوّة وتكونون لي شهوداً ( لم يقل تكونون شهوداً ليهوه ) بل ( لي ) ” أع 1: 6-8″ فالملكوت الحق هو الشهادة لصلب وموت وقيامة يسوع إبتداءً من الذين رأوه ميتاً ثم حياً ، وعلى هذا الأساس نقول لجماعة شهود يهوه ، لا يكفي أن يكون المرء شاهداً ( ليهوه ) إله العهد القديم ، بل لله الثالوث كما في عهد النعمة والمصالحة . 
ليكون المؤمن مسيحياً حقيقياً وعاملاً في الملكوت من هذه الأرض ليشهد للجميع ولقيامة الرب يسوع من بين الأموات ، والحال أن حركة شهود يهوه لا تشهد أبداً لقيامة المسيح ، بل تقول ( إنه لم يقِم بالجسد المصلوب ، بل قام بالروح في جسد آخر) والرد على هذه الهرطقة نقول : إذا قام بجسد آخر فمعنى ذلك أنه لم يقم ، بما أن الجسد المصلوب لم يقم ، إذاً أين ذهب ؟ ومن أخفاه ؟ وما حالته ؟ 
الرسول بولس قال لأهل روما عن طبيعة الملكوت ، فقال  ( ملكوت الله ليس أكلاً وشرباً ، بل صلاح وسلام وفرح في روح القدس ) ” رو 14: 17-19″ .أما حركة شهود يهوه فإنها تعد أتباعها  بأكل وشرب للأبد على الأرض ، والخلاص يكون لمائة وأربعة وأربعون ألفاً فقط من الصنف السماوي ، وهذا الإيمان الخاطىء جاء بسبب تفسيرهم الحرفي لقول أشعياء النبي ( .. يقيم الرب القدير مأدبة مسمناتٍ لجميع الشعوب ، مأدبة خمر صافية معتقةٍ ، مأدبة لحوم وأمخاخ ) ” 6:25″ ومن قول الرب في العشاء الأخير لتلاميذه ( أشتهيت بشوق أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم . فإني لن آكل منه بعد حتى يتحقق في ملكوت الله ) ” لو 22: 15-16″ . وعن الخلاص سيكون لبعض آلاف فقط ، بل الله أرسل أبنه الوحيد ليخلص كل من يؤمن به ، فهو يريد الخلاص للجميع . 
 ختاماً نقول : جماعة شهود يهوه تزعم أن الموضوع الرئيسي للوحي الإلهي هو إعلان مقاصد الله المتعلقة بملكوت الله على الأرض بقيادة الرب يسوع أبن الله . أما الكتاب المقدس فيعلن لنا أن موضوع الوحي والخلاص هو ربنا يسوع المسيح له المجد ، لهذا قال لليهود ( فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية . وهي التي تشهد لي . ولا تريدون أن تأتوا إليّ لتكون لكم الحياة ) ” يو 5: 39-40 ” كذلك طالع ( 2 تيمو 1: 9-10″ ..
 كما نقول لشهود يهوه ، ملكوت الله يبدأ من هنا , فالملكوت هو هيمنة الله الوجدانية العقلانية على العقول والقلوب عن طريق الله والإنسان . ومحبة الإنسان لله تبدأ من محبته لأخيه الإنسان ، لكل إنسان مهما كان معتقده ، والمحب لكل البشر هو محب لله خالق البشر ، والمحبة تطرد الخوف ، فأبناء الملكوت هم قوم لا يخافون الرب ليحميهم في معركة هرمجدون ( رؤ 16:16 ) حيث سيدمر الأشرار ! لأن الله ساكن في المؤمن وهو يدافع عنه . كذلك الملكوت هو مسيرة وراء المسيح والإقتداء به ، لأن التلميذ ليس أفضل من معلمه ( حامل الصليب ) لهذا يجب أن نقول كبولس ( أما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح ، الذي فيه أصبح العالم مصلوباً عندي ، وأصبحت أنا مصلوباً عن العالم ) ” غل 14:6 ” ، علينا إذاً بصليب المسيح الذي مات المسيح عليه من أجلنا ، لا ببرج المراقبة ، فصليب الفداء هو راية الملكوت وراية المسيحية ، وعنوان الأنتصار ، بل هو موضع الأفتخار لكل مسيحي .
ولإلهنا يسوع المنتصر المجد إلى دهر الداهرين 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!