ظاهرة الارتفاع في سعر السهم هي ما يتطلع إليه جميع المستثمرين، إذ إنها تعني أنهم سيحققون أرباحًا أعلى. ومع ذلك، يعتمد ارتفاع سعر السهم على عدة عوامل مختلفة، بعضها يرجع إلى الشركة نفسها وبعضها الآخر يتعلق بالعوامل الاقتصادية والتي تؤثر على سوق الأسهم بشكل عام.
العوامل الرئيسية التي تؤثر في ارتفاع سعر السهم
من بين العوامل الرئيسية التي تؤثر في ارتفاع سعر السهم: النمو الاقتصادي للشركة والارباح المستقبلية.
عندما تنمو الشركة، فإنها تحتاج إلى مزيد من رأس المال للاستثمار في نموها. لذلك، يكون رفع رأس المال عن طريق طرح أسهم اضافية بمثابة شيء مفيد للشركة. وعندما يشتري المستثمرون هذه الأسهم، فإنها تزيد خزينة الشركة وتعمل على رفع سعر السهم.
علاوة على ذلك، يؤدي تسجيل الشركة أرباحاً مرتفعة إلى زيادة الثقة بالاستثمار فيها. بالنسبة لأصحاب الأسهم، فإن يكون السعر أعلى يعني أنهم سيحققون أرباحاً أكبر. لذلك، يكون هناك اهتمام كبير من جانب المستثمرين لشراء الأسهم الخاصة بهذه الشركات.
كما أن العوامل الاقتصادية الوطنية والدولية تؤثر أيضاً على ارتفاع سعر السهم. فعلى سبيل المثال، عندما يتحسن اقتصاد المملكة، فإنه يؤدي إلى زيادة في الاستهلاك والإنفاق ويعمل على تحفيز النمو الاقتصادي. وهذا بدوره قد يؤدي إلى زيادة الطلب على منتجات الشركات المحلية وبالتالي يؤثر على ارتفاع سعر السهم.
في الوقت نفسه، فإن العوامل الدولية مثل الأزمات السياسية أو الاقتصادية المفاجئة يمكن أن تؤثر سلباً على سوق الأسهم، بما في ذلك سعر السهم. على سبيل المثال، عندما يجري الاتفاق التجاري بين بعض الدول، فإنه يؤدي إلى انخفاض التوتر السياسي والاقتصادي، مما يساعد على زيادة الثقة بين المستثمرين وفي النهاية يؤدي إلى ارتفاع سعر السهم، في حين أن الحروب والأزمات السياسية تؤدي إلى هبوط في سعر الأسهم.
بالإضافة إلى ذلك، هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى ارتفاع سعر السهم لشركة، وهي على سبيل المثال لا الحصر: ارتفاع العائد على الاستثمار، توقعات إدارة الشركة للنمو في المستقبل، رد فعل السوق لأخبار حول الشركة، وقدرة الشركة على تحمل التغيرات السوقية.
تحليل الطلب والعرض في سوق الأسهم وأثره على الأسعار
تعتبر القوى الدافعة لسوق الأسهم هي العرض والطلب، حيث يتغير سعر السهم بشكل مباشر حسب تغير نسبة العرض والطلب عليه. العرض هو الكمية الكلية للأسهم التي تتاح للبيع في السوق، بينما الطلب يمثل الكمية الكلية التي يرغب المستثمرون في شرائها. وعندما يكون العرض أعلى من الطلب، فإن سعر السهم ينخفض، بينما عندما يكون الطلب أعلى من العرض، يرتفع سعر السهم. يؤثر ذلك بشكل مباشر على أسعار الأسهم في السوق المالية. وإذا قل المستثمرون الذين يرغبون في شراء الأسهم، فإن الأسهم ستقلص العرض وبالتالي سيزداد سعر السهم. وفي المقابل، إذا زاد الطلب على الأسهم، فإن أسعارها سترتفع لجذب المستثمرين. لذلك، ينصح المستثمرون بمتابعة مستويات العرض والطلب على الأسهم قبل الإقدام على الشراء أو البيع في سوق الأسهم. ويعتمد تحليل العرض والطلب بشكل كبير على الأخبار والأحداث الاقتصادية في العالم، من خلال متابعة تغيرات حجم العرض والطلب على الأسهم، وعلى هذا الأساس القيام باتخاذ القرار الصحيح بشأن استثماراتهم في سوق الأسهم. يجب على المستثمرين الإلمام بمفهوم العرض والطلب، وتحليلها بدقة وعناية، والتعرف على كمية السلع والخدمات التي يود المزودون توفيرها، مع إيلاء الاهتمام البالغ للنتائج المترتبة على هذا التحليل وتأثر سوق الأسهم.
الحالة الاقتصادية للعالم: مُؤثر في قيمة الأسهم
1. المؤشرات الاقتصادية العالمية
تتأثر قيم الأسهم بالكثير من المؤشرات الاقتصادية العالمية، مثل مؤشرات النمو الاقتصادي ومعدلات التضخم ومؤشرات سوق العمل ومعدلات الفوائد. إذا كان النمو الاقتصادي للدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين وألمانيا يتراجع، فإن هذا يؤثر على الأسواق العالمية بشكل كبير.
2. تحركات البنوك المركزية
تؤثر تحركات البنوك المركزية بشكل كبير على الأسواق المالية، حيث تتبع هذه البنوك سياسات نقدية بما في ذلك معدلات الفائدة ومشتريات السندات وسياسات التسهيل الكمي. عندما تقوم البنوك المركزية بخفض معدلات الفائدة، فإن هذا يشكل دعمًا كبيرًا للأسواق، بالتالي يتم إنعاش النشاط التجاري وتحرك الأسهم في الاتجاه الصحيح.
3. الحروب التجارية
قد تؤثر الحروب التجارية بين الدول على الأسواق المالية، حيث يحاول البلدان المتصارعة فرض رسوم جمركية إضافية على السلع الأخرى، مما يعرض قيم الأسهم للخطر، خاصةً الشركات التي تعتمد على التجارة الدولية.
4. النزاعات الجيوسياسية
تلعب النزاعات الجيوسياسية دورًا هامًا في تحديد قيم الأسهم في الأسواق المالية. على سبيل المثال، عندما يحدث نزاع جيوسياسي، مثل الحرب في سوريا أو النزاع بين الهند وباكستان، يتأثر الاقتصاد ويؤثر على قيم الأسهم في الدول المتصارعة وأيضًا الأسواق العالمية.
5. تحليل الكفاءة السوقية
يتم تقييم أداء الأسواق المالية بشكل عام عن طريق تحليل الكفاءة السوقية، وهي دراسة لكيفية تعامل الأسواق المالية مع المعلومات المتاحة. إذا تم تقدير السوق بشكل كاف وتأثرت قيم الأسهم بمعلومات تفصيلية، فإن السوق ليست فعالة ومستقرة ويمكن الاستفادة من ذلك لتحقيق مكاسب.
الخاتمة
في النهاية، يرتفع سعر السهم نتيجة تفاعل متعدد الأطراف بين الأسواق والمستثمرين. كلما تحسنت الأداء المالي للشركة والمعتقدات الإيجابية في السوق، كلما تزايدت الطلب على الأسهم، مما يؤدي إلى ارتفاع سعر السهم وتحقيق الأرباح الضخمة التي يتطلع إليها المستثمرون.
