هكذا نتصرف بمال الظلم

الكاتب: وردااسحاق
هكذا نتصرف بمال الظلمة( تصدق مِن مالك ولا تحول وجهك عن الفقير ، فوجه الله لا يحول عنك )  ” طو 7:4″ .   المال بحد ذاته اله يتحدى الهنا الحقيقي . إنه إله مخادع يستعمله الشرير لإيقاع الكثيرين وإسقاطهم ، كمحاولته للأيقاع بيسوع المسيح ، فقال له ( أعطيك هذا كله أن جثوت لي ساجداً ) ” مت 9:4 ” .على المؤمن أن يتسلح ببصيرة أيمانية ثاقبة لكي يميّز ويحدد علاقته ومحبته بمال الظلم ، ويفهم ما هو مال الظلم الذي يمتلكه . نحن المؤمنون يجب أن نعتبر المال وسيلة زمنية في حياتنا البشرية نستخدمه للحصول على خبز الكفاف هكذا نحدد محبتنا له ونكشف خداعه في حياتنا . وأن زادت أموالنا فعلينا أن نستخدمها من وجهها الآخر ، وجه الخير والرحمة فنطعم به ونكسي الفقير ، أو نصرفه لخدمة الكلمة من أجل كسب الظالين الى طريق البر. لا ضير أذاً بأن يكون لنا المال ، لكن يجب أن لا نحيد عن طريق الأيمان القويم ، علماً بأن طريق الغنى شائك وضيق لمن يريد السير به ، وحسب قول الرب ( يعسر على الغني أن يدخل ملكوت الله …) ” مت 19: 23-24″ . فمن الأفضل أن لا نغني بأموالنا ، بل بأيماننا فنصارح العالم قائلين ومتفاخرين : نحن فقراء لا شىء لنا ، لكن نغني كثيرين بما نملك من كنوز روحية لخلاص النفوس . المال هو حلالنا لأنه ثمرة جهدنا اليومي ، لن نسرقه من أحد لكن رغم ذلك قد يحتوي على مال الظلم . أذاً ما هو مال الظلم الذي نصنع منه أصدقاء ؟مال الظلم هو ذلك المال الذي ليس لنا يدخل مع أموالنا ، وتبقى مع أموالنا لسبب أو لآخر كانت مخصصة للعشور وللتقدمات والمحتجزة لدينا . أنها ليست لنا بل لله ، لهذا يُذّكِرنا بها الله في سفر ملاخي ” 8:3″ ( أيسلب الإنسان الله ؟ فإنكُم سلبتموني . وتقولونماذا سلبناكَ . العشور والقرابين ) هكذا نلوث نقاوتنا وسيرتنا بسبب مال الظلم . لهذا حظرنا الرسول ، فقال ( لتكن سيرتكم خالية من محبة المال . كونوا مكتفين بما عندكم ، لأنه قال الرب ر أهملك ولا أتركك ) ” عب 5:13″ . ليس المقصود بمال الظلم اذاً مال الحرام لأن الله لا يقبله والكنيسة ترفضه وكما يقول صاحب المزمور “5:41″ ( زيت الخاطىء لا يدهن رأسي ) فهناك عطايا ترفضها الكنيسة لأنها من مصدر خاطىء . أذاً مال الظلم ليس المال الحرام الذي يقتنيه الأنسان عن طريق السرقة  أو بطرق أخرى . فالأموال المسروقة من الآخرين أو من المتاجرة بالممنوعات كالمخ*د*رات أو التي يكسبها الزناة وغيرها لا يقبلها الرب ولا يستطيع بها المؤمن أن يكسب أصدقاء ، وكلام الرب واضح لنا وحسب الآية ( لا تدخل أجر الزانية ولا ثمن كلب الى بيت الرب ألهك عن نذر ما لأنهما كليهما رجس لدى الرب إلهك ) ” تث 18:23″ . أموال الظلم الباقية لدينا نستطيع بها أن نصنع لنا أصدقاء فنعطي منها للمحتاجين فنسدد عوازهم فيصيروا لنا أصدقاء ، ويصلّوا من أجلنا ، والله يسمع دعاء الفقير فيبارك أموالنا ” ملا 10:3″ . لم تكن أموالنا لكن أستخدمناها بحكمة كما أستعمل الوكيل الخائن أموال سيده التي كانت تحتوي على مال الظلم ، لهذا تعجب بحكمته وأثنى عليه لأنه عرف كيف يتملص من مأزقه ولم يثن ويعترف به بسبب خيانته للأمانة . هكذا سيرضى علينا الله . وهكذا رضى يسوع من زكا الذي صرح أمام الجميع قائلاً ( أنا أعطي نصف أموالي للفقراء وأن كنت قد أختصبت شيئاً من أحد ، أرد له أربعة أضعاف . فقال له يسوع اليوم قد حصل الخلاص لهذا البيت لأنه هو أيضاً ابن أبراهيم ) ” لو 19: 8-9″ . لو كان وكيل الظلم الذي مدحه سيده يدفع للفقراء العشور من مديونيتهم لسيده لكان قد خفف عنهم ثقل الفقر ، وكان الرب يبارك تجارة سيده . لكن أستبقاه فصار مال الظلم في داخل أموال سيده . فعندما قرر السيد طرده أستدرك الأمر في اللحظات الأخيرة فأعاد تلك الأموال التي هي أموال الظلم الى الفقراء ، فوجد له ملاذاً وشكراً وصداقة منهم بسبب تصرفه الحكيم .العشور تعطى للكنيسة لكي تطعم بها الفقراء ( هاتوا جميع العشور الى خرنة ليكون في بيتي طعام وجربوني بهذا قال رب الجنود ان كنتُ أفتحُ لكم كوى السموات وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع ) ” ملا 10:3″ . قصص كثيرة في الكتاب المقدس تتناول هذا الموضوع نتعلم منها طرق التعامل مع مال الظلم . فالشاب الغني الذي كانت أمواله تحتوي على هذا المال أوضح له الرب كيف يستخدمها لكي ينال الحياة الأبدية . وكيف يحول أرصدته الى كنوز السماء بتوزيعها على الفقراء . لكنه مضى حزيناً لأنه فضل أن يكنزها في خزائن هذه الدنيا لورثته بدلاً من تحويلها الى رصيده السماوي ” مت 6: 19-21″ . لكن هناك آخرون عملوا بنصيحة الرب كمتى العشار فترك مصدر مال الظلمة وتبع يسوع ” مت 9:9″ .وكذلك عمل بطرس وأندراوس وباقي الرسل ، وقد سبقهم موسى بترك قصر فرعون وأموال الظلمة لأنه حسب عار المسيح غنى أعظم من كنوز وخزائن مصر ” عب 26:11″ . وهكذا أضاء موسى النور في قلوب الكثيرين ، لا وبل شع الله نوره بوجه موسى فأضاء وجهه أمام شعبه .مال الظالم تجعله يتكبر على الآخرين فيجعلهم عبيداً له . أنه لا يعمل ، بل هم يكدون ويجتهدون ويكسبون أمواله بعرق جبينهم وهو الذي يقبض تعبهم وعشورهم من ذلك المال ويبقون جياع ومهانين وعبيداً له . يجعلهم يعبدونه بتفكيرهم بأرضائه أكثر مما يفكرون بعبادة الله كما ينبغي . يبذر الغني من تلك الأموال بأسراف لكنه لا يشعر ولا يكترث بعوز الفقير كمثل الغني ولعازر . كل تلك الأموال هي عطية من الله ، والغني يبذرها على ملذاته . وهكذا يصير وكيل لمال الظلم لأن أمواله تحتوي على مال الظلم فيحصل على غضب وأنتقام الله . يقول الكتاب ( من يرحم الفقير ، يقرض الرب ، وعن معروفه يجازيه ) ” أم 7:19″ . وكيف سيجازيه الرب ؟ يجازيه بعمل النعمة في حياته . وهكذا في مثل وكيل الظلم ، يقول الرب ( أصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم ) ” لو 9:16″ هؤلاء الفقراء الذين أحسنت اليهم بهذا المال الذي كنت قد ظلمتهم قبلاً بعدم أعطائهم إياه ، يعبرون بأحسانك اليهم أصدقاء لك فيشفعوك عند الرب بالدعاء والطلبات ، ومكافئتك عند الرب لا تضيع ، لأن الله لا ينسى حتى كأس الماء البارد ” مت 42:10″ .    ليتمجد أسم الرب الذي ينصف الفقراء والمظلومينبقلموردا أسحاق عيسىونزرد – كندا..