نهاية الحرب الباردة وتهديدات أوربا
نهاية الحرب الباردة وتهديدات أوربا
كريم أحمد يونس
الحرب الباردة نشبت مع نهاية الحرب العالمية الثانية ووضعت الاتحاد السوفيتي ودول المعسكر الشرقي في مواجهة الولايات المتحدة الامريكية، إذ كان تحليل العلاقة عبر الاطلسي في أثناء الحرب الباردة يهيمن عليه النقاش الأمني بالنظر للأولويات التي فرضتها تلك المرحلة، وأن نهاية الحرب الباردة غيرت في طبيعة التهديدات على أمن أوربا وأمريكا، إذ أدت الدبلوماسية دوراً مهماً في مواجهة أي تهديدات جديدة، مع العلم ان نهاية الحرب الباردة غيرت مفهوم الأمن نفسه ولاسيما عند الربط ما بين أهم عنصرين هما العسكري والاقتصادي.
لقد عبر الرئيس السابق غورباتشوف عن نهاية حقبة الحرب الباردة إذ وصفها (الحرب الدموية البسيكولوجية والايديولوجية التي نشأت منذ الحرب البلشفية).
وفي عام 1988- 1989 بدأت نهاية الحرب الباردة، فقد اخذ الاتحاد السوفيتي يسحب قواته من افغانستان وبدأ يقلص من حجمها في أوربا وازدادت الديمقراطية والحرية داخل أراضي الاتحاد السوفيتي، ثم بدأت العديد من القيادات الشيوعية بالانهيار وتفكك الاتحاد السوفيتي.
ان الامريكيين يدركون ان الوحدة السياسية الاوربية اذا تمت فستؤدي الى قيام قطب استراتيجي قوي يمكنه ليس فقط تغيير موازين القوى في العلاقة عبر الاطلسية، وهذا ما عبر عنه الرئيس الراحل رتشارد نيكسون في كتابه (الفرصة السانحة) (أن أوربا المتحدة كما لها فوائد منها الفوائد الاستراتيجية للاندماج الاوربي تفوق مساوئه الاقتصادية) وهو يعني بالنسبة لمصالح الامريكان، فإنّ زيادة التكامل الاقتصادي فإنّ الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل أعباء التكامل الاوربي ونتائجه؛ لذا يمكن القول هيمن التعايش السلمي بين المعسكرين الكبيرين على مسرح العلاقات الدولية بدءاً من مطلع عقد السبعينيات وحتى سقوط الاتحاد السوفيتي كلياً عام 1991 ثم دخل العالم مرحلة جديدة في عصر الاحادية القطبية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.