نبوءات خارج حدود العقل والمنطق
أذهلتنا نبوءات قناة (العربية) التي كررت نشرها في حزمة أخبارها السياسية العابرة للقارات، والعابرة للتوقعات، والبعيدة كل البعد عن فضاءات العقل والمنطق. .
قالت فيها: ان جهاز الموساد الإ*سر*ائي*لي نجح قبل بضعة شهور من استشهاد (ابو العبد) في تحديد مقر إقامته، وزعمت ان عناصر الموساد تسللوا خلسة إلى إيران لزراعة عبوة ناسفة أو قنبلة عالية الذكاء، وشديدة الحساسية، تحت السرير الذي سوف ينام عليه الرجل. وان جهاز الموساد الاس*رائ*يلي كان يمتلك منظومات التحكم الدقيق عن بعد بتلك العبوة. .
بمعنى ان جهاز الموساد كان على علم مسبق بسقوط طائرة الرئيس الإيراني (إبراهيم رئيسي)، ووزير خارجيته (حسين أمير عبد اللهيان) عند عودتهما من مدينة أذربيجان الشرقية داخل إيران، وان جهاز الموساد كان يعلم بمكان سقوط طائرتهما بالقرب من مدينة جلفا على الحدود مع أذربيجان. .
وتعني نبوءات قناة (العربية) ان جهاز الموساد كان يعلم مسبقا بفوز الرئيس الايراني الجديد (مسعود بزشكيان) في الثامن والعشرين من الشهر الماضي. وان الشهيد (ابو العبد) سوف يكون من ضمن المدعويين إلى حفل التنصيب. وانه سوف ينام في الغرفة التي علم بها جهاز الموساد قبل مدة، وسوف يرقد على السرير الذي زُرعت تحته القنبلة. .
وبالتالي فإننا لو قمنا بترتيب الأحداث في تسلسلها الزمني والمكاني، سوف نصل إلى استنتاجات مثيرة للسخرية. توحي بان جهاز الموساد كان ضالعا بالعلوم الغيبية والكونية، وكانت خطواته محسوبة بمنتهى الدقة تماشيا مع معلوماته التي لا يدركها سحرة الفراعنة، ولا سحرة النمرود، ولا يدركها الهدهد في زمن سيدنا سليمان. ولا تراها عيون زرقاء اليمامة. .
لكن السؤال الأهم في هذا السياق هو: كيف توافرت هذه المعلومات الاستباقية للموساد ولم تتوفر له ابسط المعلومات عن انطلاق عمليات طو*فا*ن الأقصى من مكان لا يبعد عن ثكنات الموساد سوى بضعة أمتار ؟. وكيف فشل الموساد في الوصول إلى الأماكن التي يقبع فيها الاسرى تحت ارض غ*ز*ة على الرغم من مرور اكثر من عشرة شهور على الحرب الجارية هناك ؟. .
المخجل بالأمر ان الرواية التي روجت لها قناة (العربية) لم ترد في الافلام الفنطازبة، ولا في حكايات توم وجيري، ولم تخطر على بال ديزني لاند، ولا على بال نوستراداموس وليلى عبد اللطيف. .
وهكذا فقدت (العربية) مصداقيتها وغرقت في الأوهام والأكاذيب. ولم يعد يحترمها احد. لأنها هي التي حكمت على نفسها بالحذف من قائمة القنوات الرصينة. .
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.