الحوار الهاديء

موقع مانكيش يجري حواراً هادئاً مع القنصل العام لجمهورية العراق في ديترويت/ أمريكا

الكاتب: المشرف العام
موقع مانكيش يجري حواراً هادئاً مع القنصل العام لجمهورية العراق في ديترويت/ أمريكا

 
مانكيش كوم / كتب الدكتور جورج مرقس منصور من ديترويت:

النقاط العراقية المضيئة غدت قليلة بعد أن غلبت على العراقيين النقاط  الداكنة والمعتمة ، فنادرا ما نلتقي اناس محسوبين على الدوائر العراقية ونحس بعد لقائهم بالامل في مستقبل مضيء ، حيث اننا في الغالب نشعر اننا فقدنا الامل ، ولكننا نبقى نبحث عن مصادره بين الطيات المعتمة ونتشبث به ، لذلك فعندما نلتقي بصيص من الضوء ينتابنا شعور الغيرة العراقية لنركز على ذلك البصيص ونملأ اعلامنا عنه لعلنا نساهم في الاقتداء به وتوسيع الدائرة التي يضيئُها.
كنت قبل فترة في زيارة للقنصلية العامة لجمهورية العراق في ديترويت ، والحقيقة كانت زيارتي لغرض عمل بعض الوثائق العراقية الرسمية التي كنت بحاجة اليها ، بالرغم من انني اسكن مدينة ويندزر الكندية وللعراق سفارة في كندا الا ان بعد المسافة بين اقامتي والعاصمة الكندية اوتاوا جعلني استسهل الامر واعبر الى مدينة ديترويت القريبة لعمل تلك الوثائق.
تطلب موضوع انجاز تلك الوثائق زيارتين خلال اسبوع واحد وكانت تلك الزيارتان فرصة لمعرفة الكثير عن ما تقوم به هذه القنصلية للجالية العراقية.
ففي زيارتي الاولى لاحظت شخصا يرتدي هنداما انيقا طويل القامة ووجهه مبتسم دائما يتجول بين المراجعين الذين اكتضت قاعة الانتظار بهم ويستفسر عن ماهية المعاملات التي جاءوا من اجلها ويسأل عن الولاية والمدينة التي جاءوا منها وماهي المعوقات التي تعيق او تؤخر انجاز معاملاتهم. وكان يشرح لهم بعض التفاصيل المتعلقة بمعاملاتهم ، وبصدر رحب كان يستمع الى مقترحاتهم ، ورأيته يجلس مع كبار السن يسألهم عن احوالهم ويوجه لتسهيل معاملاتهم.

لم يصلني في زيارتي الاولى حيث قبل ان يصل ليسألني كان دوري قد جاء لمراجعة الموظف المسؤول عن معاملتي وبعدها غادرت القنصلية ولم اعلم من كان هذا الغيور الذي كان يتجول بين المراجعين في القنصلية.
تطلب انجاز معاملتي الرجوع الى القنصلية بعد يومين ورأيت الشخص ذاته ، وفي هذا اليوم أحسست انه احد المسؤولين لأنه كان يأخذ المراجع الى شباك المراجعة ويتداول معه ومع الموظف المسؤول لغرض اكمال معاملته.

وفي هذا اليوم كنت قريبا منه فسألني عن معاملتي وعن المكان الذي قدمت منه فاجبته اني جئت من كندا/ مدينة ويندزر ، فرحب بي أجمل ترحيب وقال هذه الدائرة لخدمة كل العراقيين ، وهنا عرفته بنفسي وهو ايضا عرفني وقال انا القنصل العام “المنهل حسين الصافي”.
كان الاسم معروفا لدي وتفاجأت بان قنصلنا الاصيل يقضي وقته بين المراجعين والموظفين فتارة تراه يسأل المراجع وبعد فتره تراه يتجول بين الموظفين في الداخل يحثهم على العمل باخلاص وتسهيل معاملات المواطنين ويشد من عزيمة موظفيه ، وهكذا يقضي وقته في ادارة ميدانية قلما نراها في هذا الزمن عند المسؤولين العراقيين.
طلبت منه ان التقيه في مكتبه لكي اقترح عليه اجراء حوار صحفي وتسليط الضوء على هذه القنصلية العراقية الاصيلة ففي الحال قال “لنصعد الى مكتبي وندردش قليلا”.
كان لقائي الاول معه ممتعا للغاية وتعرفت على شخصيته اكثر فهو ابن الهامة العراقية المعروفة السيد حسين الصافي رجل العدالة والقانون والقضاء والسياسة والادب في العراق رمز من رموز الوطنية في تاريخ العراق الحديث.
ليس غريبا اذن ان نجد سليل تلك العائلية العراقية الاصيلة هذا اليوم نموذجا عراقيا وطنيا نزيها في زمن غلبت المصالح الشخصية على مصلحة الوطن.
طلبت من الاستاذ المنهل ان يوفر لنا وقتا في يوم آخر نخصصه للحوار في امور تخص قنصليته والجالية العراقية التي تقدم هذه القنصلية لها الخدمات فاتفقنا على يوم الاثنين 22/6/2015  واختار يوم الاثنين لأنه اكثر الايام ازدحاما في القنصلية حيث قال اريدك ان ترى زخم العمل وتتحدث مع مراجعي السفارة وتستقريء رأيهم ميدانيا فيما تقدمه لهم هذه القنصلية.
وفعلا كان لي لقاء مع عدد من المراجعين للاستماع الى آرائهم ومقترحاتهم:

فقد التقيت الاخ جعفر صادق ظاهر وعائلته والقادم من شيكاغو/ ولاية إلينوي وقال انها زيارته الثانية لهذه القنصلية واشاد بتعامل موظفي القنصلية وتعاونهم المتميز وبشكل خاص اشاد بالسيد القنصل العام وصدره الواسع في سماع المراجعين وتفهم ظروفهم وتسهيل معاملاتهم.
كما التقيت الاخ مصطفى الزبيدي القادم من اوستن في ولاية تكساس وايضا اشاد بالقنصلية وابدى بعض الملاحظات والمقترحات لاغراض تطويرية ، نقلتها للسيد القنصل عند لقائي به.
ولدى لقائي بالاخ نصير حداد الذي يسكن مشيكن قال انه هنا لاستلام جواز السفر بعد تجديده واثنى على القنصلية بقوله ان الاداء اكثر من ممتاز حيث ان المعاملات هنا تنجز بدقائق والقنصلية تستوعب اعدادا كبيرة من المراجعين من الجالية العراقية.
بعد تلك اللقاءات مع المراجعين دعاني الاخ المنهل الى مكتبه لانجاز الحوار المتفق عليه فطرحت عليه بعض الاسئلة واجابني عليها مشكورا وكما يلي:

س1: سيادة القنصل العام بعد ان تعرفت عليكم واجريت بعض التقصي عن شخصكم الكريم في مشيغان وعموم امريكا لاحظت ان لكم رصيدا شعبياً واسعا ومكانة خاصة لدى الكثير من ابناء الجالية العراقية وهذا ان دل على شيء انما يدل على اخلاصكم في عملكم ونزاهتكم التي تميزتم بها وهذا بحد ذاته فخر لنا جميعا.
هل لكم سيادة القنصل ان تحدثنا متى استلمتم مهامكم هنا في هذه القنصلية وما هي خطواتكم العملية في تطوير العمل؟
ج: في البداية اشكركم على مبادرتكم هذه وكما اخبرتكم فانني لست رجل اعلام وانما رجل عمل ميداني أسعى الى خدمة ابناء وطني باخلاص ، ونزولا عند رغبتكم وافقت على اجراء هذا اللقاء اعتزازا بكم وبموقعكم الاغر.
هذه القنصلية حديثة في قياسات الزمن حيث افتتحت في العام 2009 واستلم المهام فيها عند افتتاحها الاخ الاستاذ لؤي نوري بشار لغاية العام 2012 حيث تم تكليفي بمسؤولية القنصل العام فيها في اكتوبر من العام 2012 ومنذ ذلك الوقت ولغاية الان وانا اعمل مع اخوتي واخواتي  طاقم هذه القنصلية على تقديم افضل الخدمات لابناء الجالية الكريمة؛ حيث عملت من البداية على تطوير القنصلية واعادة ترتيبها كبناية اولا ثم عملنا على ادخال عدد من التقنيات الحديثة في عملها لغرض تسهيل الاداء وانجاز المعاملات باسرع وقت خاصة وان مراجعي هذه القنصلية يأتون الينا من ولايات كثيرة وبعيدة  في امريكا وكندا.
كما تم اعتماد الارشفة الالكترونية  لتسهيل معاملات المواطنين.
وقد عملت على التطوير حتى قبل وصولي الى ديترويت واستلام المسؤولية في أكتوبر 2012؛ من خلال توفير وتأمين ماتحتاجه القنصلية لأستيعاب الزخم الكبير.

س2:  هل لديكم أحصائيات لعدد العراقيين الذين تقدمون لهم خدمات قنصلية وما هي طبيعة تلك الخدمات؟
ج: في الحقيقة ان قنصليتنا تقدم خدماتها لأربعة عشر ولاية أمريكية في الوسط الأمريكي وبأحصاء تقريبي يساوي اربعمائة الف مواطن اضافة الى الجزء القريب من كندا كمدينة ويندزر الكندية وهذه الخدمات تشمل جميع ما يحتاجه المواطن العراقي من خدمات قنصلية كالوكالات وشهادات الحياة وسمات الدخول واستخراج الوثائق الرسمية من شهادات الجنسية العراقية وهويات الاحوال المدنية وبيانات الولادة الى غير ذلك من خدمات يحتاجها المواطن.
اما فيما يخص جواز السفر فان قنصليتنا تقدم خدماتها لكل العراقيين المتواجدين في عموم الولايات المتحدة كونها تتوفرعلى منظومة الجوازات الوحيدة في امريكا، فأبناء الجالية يأتون الينا من جميع انحاء الولايات الأمريكية؛ من اوريجون وكاليفونيا في الغرب الى نيويورك وفرجينيا وكارولاينا في الشرق ومن مونتانا وداكوتا في الشمال الى فلوريدا واريزونا في الجنوب.

س3: ماهو عدد موظفي القنصلية وهل القنصلية بحاجة الى موظفين اضافيين؟
وهل ابنية القنصلية ومواقف السيارات فيها تستوعب الزخم الذي يحصل من مراجعة هذا العدد للقنصلية؟
ج: يتكون كادر القنصلية من ستة عشر موظفاً دبلوماسياً وأدارياً وستة عشر موظفاً محلياً والجميع يعمل في القنصلية كفريق عمل واحد هدفهم خدمة المواطن واحدهم مكملا للآخر يسود بينهم التعاون ويجمعهم شيء واحد نبيل وهو المواطنة والاخلاص في العمل.
لذلك وبالرغم من زخم العمل فان منتسبي القنصلية يؤدون مهامهم على أكمل وجه ولا اظن اننا بحاجة الى موظفين اضافيين في هذه المرحلة خاصة وان ابنية القنصلية  لا تستوعب المزيد من الموظفين.
اما عن استيعاب الابنية للمراجعين فان الحاجة الى التوسيع قائمة وقد قدمت لذلك مقترحات وأن شاء الله في المستقبل القريب سنجري تطوير بهدف توسيع قاعة الانتظار لكي تستوعب زخم المراجعين وسنباشر بمشروعنا التوسيعي قريبا.

س4: هل تواجهون مشاكل في العمل؛ وكيف تتعاملون معها؟
ج: لا يوجد عمل بدون مشاكل تبرز بين الحين والاخر وفي بعض الاحيان تكون الاسباب مرتبطة بالوضع النفسي للمراجع القادم من مكان بعيد؛ ونحن نقدر ذلك؛ ولكننا نحرص ان نتعامل مع تلك الحالات ونعالجها بهدوء وحكمة واستيعاب الجميع وتسهيل معاملاتهم بحسب ما تسمح به التعليمات والقوانين.

س5: نريد هنا من سيادتكم التحدث قليلا عن الوطن وما يحصل فيه ، فكيف تقرأ وضع العراق وما السبيل للخروج من هذا النفق المظلم الذي تولد نتيجة احتلال تنظيم د*اع*ش الار*ها*بي لمناطق كثيرة في الوطن؟
ساختصر الكلام في ذلك بالقول بان علينا جميعا التمسك بالثوابت والمباديء الوطنية وهي كفيلة بأن تجعلنا نحن وبلدنا متعافين اقصد ان علينا التمسك بالصدق والنزاهة والأخلاص وان يكون انتماؤنا للوطن في الصدارة ولا نفضل اية مصلحة على مصلحة الوطن فعندما نكون صادقين وامينين ومخلصين لن يكون هناك تقصير وعلينا ان نتذكر دائما ان الأمين لم ولن يخون.

المحاور: شكراً لك استاذ المنهل ، وقد تركت لك الملاحظات والمقترحات التطويرية التي اقترحها المواطنون المراجعون للقنصلية وندعو لكم التوفيق والله يبارك جهودكم في خدمة العراق والعراقيين…

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!