مقالات دينية

الفلاّح والحصان

الفلاّح والحصان  

 إعداد / وردا إسحاق قلّو 

الفلاّح والحصان

   وقع حصان أحد المزارعين في بئر ميته عميقة وجافة . أجهض الحيوان بالبكاء الشديد من الألم لأثر السقوط ، واستمر في هذا الحال لعدة ساعات . أما الزارع فكان يفكر ويبحث عن حل لإعادة الحصان . لم يستغرق الأمر طويلاً ليقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزاً ، وأن تكلفة إستخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر ، هذا إلى جانب أن البئر جافة منذ ومن طويل وتحتاج إلى ردمها والتخلص من مخاطرها .  

   طلب هذا الفلاّح معونة جيرانه لمساعدته في ردم البئر لكي يحل مشكلتين في آن معاً ، التخلص من البئر الجاف ، ودفن الحصان حياً .  

بدأ الجميع بالمعاول والمجاريف لحفر الأرض ودفع الأتربة في البئر . في بادىء الأمر أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عالٍ يملؤه الألم وكأنه يطلب النجدة والرحمة . وبعد قليل من الوقت  إندهش الجميع لإنقطاع صوت الحصان فجأةً وكأنه بدأ يحتضر . نظر الفلاح إلى أسفل البئر لينظر إلى مصير حصانه لكنه صعق لما رآه ،. سبب إنقطاع صوت الحصان كان لإنشغاله بهز ظهره بقوة لكي يزيل الأتربة المرمية على ظهره لتسقط على أرض البئر ومن ثم يرتفع هو بمقدار خطوة واحدة للأعلى وهكذا إستمر الحال ، الفلاّح وجيرانه يلقون التراب إلى داخل البئر فتسقط على ظهر الحصان ، والحصان يستمر في هز ظهره لتسقط على الأرض وهو يرتفع خطوة جديدة إلى أعلى . وبعد الفترة اللازمة لملْ البئر ، إقترب الحصان من حافة البئر وقفز قفزة بسيطة فصار في خارج البئر بسلام ، فنفض ظهره للمرة الأخيرة ليعود إلى صاحبه مرةً أخرى .  

كذلك الحياة تلقي بأوجاعها وأثقالها علينا ، كلما حاولنا أن ننسى همومنا فهي لا تنسانا ، وسوف تواصل إلقاء هموم أخرى فعلينا تحملها بصبر لكي نتغلب عليها وننتصر ، علينا أن لا نستسلم أبداً ، بل أن نقاوم بكل قدراتنا إلى النهاية .  

علينا إذاَ أن نجعل قلوبنا خالية من الهموم  

ونجعل عقولنا خالية من الخوف والقلق  

لنعيش حياة الأمل والطمئنينة ، ونكثر العطاء في حياتنا 

لأن الغبطة هي في العطاء أكثر من الأخذ 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!