مقالات دينية

سقوط الصنم وشيء من التأريخ

الكاتب: قيصر السناطي
التأريخ يؤكد ان الدكتاتور صدام جاء من عائلة فقيرة غير معروفة وعاش الحرمان ثم انتمى للبعث وكان احد اعضاء فرقة الأغتيال التي حاولت اغتيال الزعيم عبد كريم قاسم في شارع الرشيد ومن ثم هروبه الى سوريا ومن ثم الى مصر كما هو معروف ،ثم مشاركته مع العسكرين في انقلاب 1968 وبعد ذلك حاول صدام تصفية كافة الرفاق الذين عارضوا سلوك صدام وقد نجح في تصفية رفاقه بين الق*ت*ل والنفي والعزل ومنهم عبد الرزاق النايف وعبد الرحمن الداود وحردان التكريتي وصالح مهدي عماش قادة الأنقلاب في 1968 وعبد الخالق السامرائي  وناظم كزار وتخلص من مجموعة المتـآمرين المزعومة في سنة 1979 وبعد ذلك اجبر البكر على التنازل عن الحكم بعد ان اغتال جميع مؤيدي البكر وحتى ابن البكر  كان صدام وراء الحادث الذي ادى الى مق*ت*له ،وقبل ذلك كان صدام وراء جميع المؤامرات ضد الزعيم مصطفى البرزاني ومن ثم قاد حرب ضد الشعب الكردي منذ اذار1974 – 1975 حيث تنازل صدام عن شط العرب مقابل ان يقوم شاه ايران بغلق الحدود مع الأكراد وبذلك سيطرة على الوضع الداخلي ثم قاد حملة ضد الحزب الشيوعي العراقي وأصبح الحاكم القوي الوحيد في العراق بعد ان دمر كل مراكز القوى الوطنية ، في عام 1980 بدا يفكر في تصدير الفوضى الى الخارج حيث الغى اتفاقية الجزائر وشن الحرب ضد ايران بحجة اعادة شط العرب ، حيث دمر الأقتصاد العراقي وتسبب في ق*ت*ل مئات الألاف من العراقيين ومن الأيرانيين ، وبعد انتهاء الحرب هاجم دولة الكويت  عام 1990وأدخل العراق مرة اخرى في مواجهة العالم واخرج من الكويت بالقوة ثم انقض على الشيعة في انتفاضة  1991وجعل شعب العراق تحت الحصار حتى سقوط النظام في عام  2003 ولا زالت الكوارث مستمرة على العراق والسؤال هنا لماذا الكوارث والمعانات لا تنتهي في العراق ؟ وما هي اسباب هذه المأسي ؟ وقد رصدنا بعض هذه الأسباب وهي
1-طابور المنافقين والمتملقين والمستفيدين من السلطة الذين ساعدوا بصورة غير مباشرة في سيطرة صدام على السلطة وتفرده بها.
2-الروح الأجرامية التي كان يتميز بها الدكتاتور المقبور والقسوة في استخدام القوة المفرطة في معاقبة معارضي حكم صدام .
3-غياب المباديء الوطنية لأغلب العراقيين حيث كانت الأكثرية تتخندق تحت تسميات الأكثرية القوية سواء كانت دينية او قومية او مذهبية او طائفية او حزبية . 
4- وجود النفط الذي ساعد صدام على شراء الأقلام المأجورة ونجح الأعلام المأجور في تلميع وجه النظام ومن ثم ايهام الشعب بقوة النظام الذي وضعه تحت عامل الخوف مما جعله عاجزا على تغير النظام حتى جاء الغرب واسقط النظام في التاسع من نيسان عام2003
5- استخدام حزب البعث والاجهزة الأمنية في خدمة الحاكم والتجسس على الشعب ومن ثم معاقبة كل المعارضين في الداخل والخارج .
6-عدم استفادة السياسيين من اخطاء صدام مما ادى الى ستمرار نهب وسرقة اموال العراق مستغلين مواقعهم في السلطة مما ادى الى اهدار مئات المليارات وجعلوا خزينة العراق خاوية وهو يواجه الأرها ب الد*اع*شي المجرم الذي يريد ارجاع العالم الى زمن التخلف والشعوذة
7- التخلف الذي اصاب المجتمع نتيجة الحروب التي دمرت المجتمع اقتصاديا وتربويا مما جعل الغالبية تتبنى التعصب الديني والطائفي والتي ادت الى هذا التناحر المذهبي  منذ سقوط النظام وحتى هذه الساعة.
ان المرحلة الحالية هي من اصعب المراحل التي يمر بها شعب العراق الذي يخوض معركة وجود ضد الأرهاب وضد الفاسدين ، لذلك على الجميع ادراك خطورة الوضع والتوحد من اجل انقاذ سفينة  العراق من الغرق لأن الجميع سوف يغرق اذا ما غرقت هذه السفينة لا سماح الله.
فهل يتعض العراقيون في عدم تكرار اخطاء الماضي ؟؟؟ هذا ما سوف يجيب عليه المستقبل القريب ……………………

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!