مقالات

بغياب رؤساء حكومات اليمين.. قمة بلدان أمريكا اللاتينية والكاريبي تنهي أعمالها

اختتمت السبت الفائت القمة الثامنة لمجموعة بلدان أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي (سيلاك) في سانت فنسنت وجزر غرينادين. وكانت محاور القمة الرئيسية هي عمليات السلام في بلدان المنطقة، والتكامل الإقليمي، والتضامن مع الشعبين الفلسطيني وكوبي، والدور المتنامي لبلدان المجموعة إقليميا ودوليا.

وتضم المجموعة جميع البلدان ذات السيادة في القارتين الأمريكيتين باستثناء الولايات المتحدة الامريكية وكندا. ومنذ تأسيسها في عام 2011، أصبحت مجموعة «سيلاك» بشكل متزايد بمثابة ثقل سياسي موازن لمجموعة الدول الامريكية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة الأمريكية. وبهدف تفعيل نشاط المجموعة بين مؤتمرين، ومواصلة التنسيق في فترة انتقال رئاسة المجموعة من دولة الى أخرى، تم اقتراح العودة الى انتخاب سكرتارية عامة.

غالبية الدول الأعضاء الـ 33 مثلت برؤسائها أو ورؤساء حكوماتها. وغاب عن اعمال القمة رؤساء البلدان التي يحكمها اليمين، واكتفوا بإرسال من يمثلهم من دبلوماسيي الدرجة الثانية، وقد ضمت القائمة كلاً من: الأرجنتين وباراغواي والإكوادور وأوروغواي. وكان رئيس الإكوادور دانييل نوبوا في زيارة رسمية للولايات المتحدة اثناء انعقاد القمة.

وسلط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في كلمته أمام المشاركين في القمة، الضوء على الدور المهم لدول المجموعة في إنجاح عمليات السلام في المنطقة: «لقد أثبتت أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي إمكانية الاتحاد الفعال من اجل السلام». واستشهد غوتيريش بعمليات السلام بين الحكومة والحركات المسلحة في كولومبيا، التي تحظى بدعم نشط من دول المنطقة. كذلك أشاد بالتزام فنزويلا وغويانا عبر بيان مشترك بالتسوية السلمية للصراع في منطقة إسكويبو.

ودعا رئيسا البرازيل وفنزويلا، لويز إيناسيو لولا دا سيلفا ونيكولاس مادورو، إلى إنهاء «الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني». وأعلن الرئيس الكولومبي غوستاف بيترو: «إن المتواطئين مع الإبادة الجماعية يأتون لتثقيفنا بالديمقراطية». واتهم كذلك «ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا العظمى والولايات المتحدة الأمريكية بدعم الإبادة الجماعية».

وأيّدت القمة قرار الأمم المتحدة الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غ*ز*ة، والإفراج عن جميع الرهائن ودعم حل الدولتين. ومع ذلك، لم توقع على هذا الإعلان سوى 24 دولة من أصل 33 دولة. وقالت وسائل الإعلام إن الموقعين هم: البرازيل وكولومبيا وكوبا وفنزويلا والمكسيك وهندوراس ونيكاراغوا وجميع دول الكاريبي تقريبا. ولم يكن مفاجئا عدم توقيع حكومة اليمين المتطرف في الأرجنتين.

ونُقل عن وزير خارجية هندوراس إدواردو إنريكي رينا قوله في المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد انتهاء القمة: «هذا الإعلان لم يوقع من قبل جميع أعضاء سيلاك»، لان الأمر يخضع «لنقاش داخلي».

وفي ما يتعلق بهايتي، أشير الى أن البلد بحاجة ماسة إلى إيجاد حل سياسي لمشاكله الإنسانية واستعادة الأمن الداخلي، بمشاركة جميع القوى السياسية والاجتماعية. ومن أجل تحقيق هذا الهدف بسلاسة، هناك ضرورة لدعم دولي وإقليمي فعال.

ومرة أخرى، تمت إدانة الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا منذ ستة عقود، والمطالبة برفعه وفقاً لقرارات الأمم المتحدة. كما دعت الدول الأعضاء الـ 33 إلى «شطب اسم كوبا من قائمة واشنطن التعسفية للدول التي تدعم الار*ها*ب». وان العقوبات قد أثرت على «القارة بأكملها».

وتناول البيان الختامي مواضيع أخرى مثل تحسين البنية التحتية الإقليمية لدمج إمدادات الطاقة والحاجة إلى «نظام مالي دولي عادل وديمقراطي وقائم على التضامن». ونظراً للمشاكل الصحية في المنطقة ونتيجة للأوبئة، يجب زيادة التطوير والإنتاج المشترك للقاحات والأدوية وإمدادات الاغاثة الحيوية.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!