منتدى مدريد لليمين المتطرف: اليسار هو العدو المشترك
نظمت يومي 5 و6 أيلول الحالي الدورة الثالثة لمنتدى مدريد لقوى اليمين المتطرف في إسبانيا وأمريكا اللاتينية في المركز الثقافي كيشنر، والذي سيغير الفاشيون الجدد اسمه قريبا الى “قصر الحرية” بالعاصمة بوينس ايرس.
ووفقا لما جاء في كلمة الرئيس الأرجنتيني الفاشي الجديد “ميلي”، في يوم المنتدى الأول، شارك بضع مئات من المتعصبين في اعماله. على الرغم من اعلان المنظمين توزيع ألف دعوة مجانية، وتوقعوا ان القاعة لن تسع الحضور.
ولأول مرة منذ تأسيس المنتدى، تتم استضافته من رئيس دولة. وحضر ميلي، الذي يطلق على نفسه “الرأسمالي الفوضوي” العديد من الجلسات. وقال زعيم حزب فوكس الإسباني، سانتياغو أباسكال، الذي كان المبادر لتأسيس المنتدى، في تحيته إن ميلي “يشعر بدعم الأرجنتينيين اليوم” و”يُسمع صوته في جميع أنحاء أوروبا وفي جميع أنحاء العالم”. وعندما وصل الرئيس إلى القاعة، وقف الجمهور وصفقوا والتقطوا الصور معه.
لقد استمتع الرئيس الأرجنتيني بدور المسيح المتخيل، وفي كلمته، التي قوطعت كثيرا بهتافات الجمهور، وصف نفسه بأنه “أشهر سياسي في العالم إلى جانب دونالد ترامب”. لقد جمع في كلمته بين الثناء على الذات واهانة معارضيه وخصومه: “بصفتي قائد هذه الحركة، أجلس في الصف الأمامي وأحظى بمستوى عالٍ من الاهتمام. وبالطبع هذا يزعج حقًا الفئران القذرة والفاشلة والمروضة”. وليس من السهل ذكر المجموعات التي هددها واهانها الرئيس الفاشي، قبل ان ينهي كلمته بـ” “تحيا الحرية”.
العدو يقف يسارا
مرة أخرى كان واضحا ان منتدى مدريد، في بوينس آيرس، يعتمد أساسا على تبسيط توزيع الناس بين صديق وعدو. لقد أكد زعيم حزب فوكس أباسكال في كلمته الترحيبية: “إن الأشرار متحدون، ونحن، الأخيار، كنا منقسمين وغير منظمين”. لذلك، من المهم للغاية أنه “نحن، الأخيار”، بدأنا نجتمع معًا، واضعين جانبا كل الخلافات الأيديولوجية. فالشر، أي العدو، يقف يسارا، وإن ظل تعريفه غامضا. وفي الوقت الذي شدد أباسكال فيه بإيجاز على أن “الاشتراكية” هي “ج#ريم*ة منظمة”، عزز ميلي الأسطورة القائلة بأن “الشيوعية” ق*ت*لت 150 مليون إنسان، وحصر المرشح الرئاسي السابق من تشيلي، خوسيه أنطونيو كاست، “جذر كل الشرور” في كوبا”.
فنزويلا ومواضيع اخرى
وتوقف الفاشيون الجدد بشكل خاص أمام أوضاع فنزويلا على خلفية نتائج الانتخابات الرئاسية فيها، والتي طغت عليها اشكالية حدوث مخالفات. وكان أحد “الأهداف” المعلنة للاجتماع هو “دعم الشعب الفنزويلي وإدانة رد الفعل الفاتر من جانب المجتمع الدولي”. وقد هلل معارضو المنفى الفنزويليون الذين حضروا المؤتمر، وكذلك أنصار الرئيس البرازيلي السابق خايير بولسونارو، لأي مقارنة بين رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو والشيطان.
عكست اعمال المنتدى محدودية الاقتراحات والأفكار الملموسة، على الرغم من مجموعات النقاش التي أعطت انطباعا بأن هناك شيئًا يستحق المساهمة فيه وشملت اهتمامات المنتدى، بالإضافة إلى الوضع في فنزويلا، الأشهر الأولى لحكومة ميلي، وقضايا السياسة الأمنية والدفاعية، واليسار في المنطقة و”الأعداء المشتركون لإس*رائي*ل”.
ولعبت السياسة الخارجية أيضاً دوراً مهماً في الوثيقة النهائية، التي عرضت بعد ظهر الجمعة. وأشارت الوثيقة الى رفض “تقدم القوى الشمولية المعادية للغرب”. وقد تمت الإشارة الى الصين وروسيا وبلدان اخرى. ودعت الوثيقة الى التضامن والدعم اللامحدود لإس*رائي*ل، ولدونالد ترامب في سعيه للعودة ثانية الى البيت الأبيض.
منتدى مدريد
وتأسس المنتدى في 26 تشرين الاول 2020 كإطار جامع للأحزاب والمنظمات اليمينية المتطرفة (فاشيون جدد) في أمريكا اللاتينية وإسبانيا، حينها تم توقيع الوثيقة التأسيسية للمنتدى، الذي عمل برعاية المؤسسة البحثية لحزب “فوكس” الاسباني اليميني المتطرف. وجاء تأسيس المنتدى ردا على منتدى ساو باولا للقوى اليسارية التقدمية في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.