الحوار الهاديء

عقدة اس*رائ*يل معنا !

اوراها دنخا سياوش

بلا شك ان كل مجتمع او عرق اثني يعيش مع آخر مختلف عنه يتأثر احدهما بالآخر. هذا التأثير يكون وقعه اكبر على الاثنية الاقل عدداً، اي بمعنى ان الاكثرية يكون لها تأثير اعمق على الاقلية. والسياسة على العموم تتأثر ايضاً بهذا الواقع. ومجتمعنا الكلدو آشوري السرياني، كان منذ امد بعيد يتمتع بخاصية الاقلية، خصوصا، وان ارضه تقع ضمن ما اصبح يطلق عليها البلاد العربية. وبما ان البلاد العربية جميعها تعادي اس*رائ*يل، فكان من الطبيعي ان نتأثر نحن ايضاً بهذه العداوة، واصبح من الصعب جداً حتى الاقتراب والتشاور من اس*رائ*يل لأي غرض كان، كي لا نقع في خانة الخونة والعملاء وما شابه ذلك من التصنيفات التي تؤدي الى الكراهية ضدنا، والتي قد تكون سببا او حجة للاعتداء على مكوننا، بالرغم من الاعتداءات كانت على قدم وساق ضدنا، وقبل ان تظهر اس*رائ*يل، ومنذ مذابح بدرخان مرورا بسميل وصوريا وآخرها ما تعرض له ابناء شعبنا على ايد جيرانه في من الموصل نزولا الى البصرة، وقبل مجيء د*اع*ش، ثم ما جرى تحت بنادق د*اع*ش بعد ذلك.
بمعنى آخر، نحن مستهدفين من جيراننا، اولا ومن ثم القوى غير المنظورة الاخرى ثانيا، التي تساعد الاخرين على ازاحة شعبنا او تشتيته وبالتالي اق*ت*لاعه من معقله.
ومن هذه القوى، هي اس*رائ*يل، التي وضعت يدها بيد السلطة الكردية في شمالنا، وساندتها وتدعو الى استقلال الاكراد على حساب ارضنا وحقوقنا القومية المغتصبة من الاكثرية من جيراننا، عربا كانوا ام كرداً.
الكثير من ابناء شعبنا يعزو هذا التعاون بين اس*رائ*يل، والسلطات الكردية، الى عقدة الشعب اليهودي التاريخية المتمثلة بالسبي البابلي والآشوري لهم، ومحاولتهم الحاق اقصى الاضرار بشعبنا من خلال ابعادهم عن ارضهم، وتمزيقهم.
ان شعبنا ومنذ سقوط امبراطورتيه الآشورية والبابلية، واتخاذه المسيحية دين له، تغيرت فلسفته في الحياة واصبح شعباً وديعا، بعيدا عن العن*ف والتسلط، محباً للغير، متسامحاً، حتى ان جيرته مع المسبيين من اليهود، كانت جيرة طيبة، وعلاقات طيبة، الى ان تم تهجيرهم قسرا الى اس*رائ*يل. ولم يسجل التاريخ اي حادثة دموية بيننا وبينهم، طيلة فترة مكوثهم في العراق، والى حادثة الفرهود الشهيرة، حيث تم نهبهم وق*ت*لهم من قبل العرب المسلمين، ومن بعدها بحوالي عشر سنوات، تعرضوا الى ضغوط لغاية تهجيرهم، فتم اسقاط الجنسية عنهم ومصادرة اموالهم، وطردهم من العراق.
وسواء كانت العملية مبرمجة ام لا، فان ما يخصنا هو كنه العلاقة التي كانت ما بين يهود العراق وبين شعبنا الكلدوآشوري السرياني، التي لم ترتقي الى علاقة عداوة بالشكل التي افرزها الفرهود.
اما بقية الدول العربية والاسلامية فلم تشذ عن ما حصل في العراق فيما يخص اليهود، والاسباب معروفة للجميع، وهي ظهور اس*رائ*يل على ارض فلسطين. لا بل امتد العداء لإس*رائي*ل الى اكثر، ليشمل الدول الاسلامية، والدول المتعاطفة مع هذه الدول. وها هي ايران تريد محي اس*رائ*يل من الوجود، بعد ان كان اليهود يعتبرون الفرس، تاريخيا، منقذين لليهود.
لقد انقلبت افعال التاريخ، واصبح المنقذ، خطراً على وجود اس*رائ*يل، والذي سبا اليهود، لا يشكل اي خطرٍ عليها، ومع ذلك حمل اليهود وحملت اس*رائ*يل ضغينتها، ووقفت عدوة غير منظورة، في وجه شعبنا، تساعد في وضع اسس دولة على انقاض آشور، غير عابئةً، بأمة آشور وبابل.
اليابان، وبرغم ضربها بقنبلتين نوويتين من قبل أميركا، ومق*ت*ل مئات الالوف منهم، وقبل حوالي اربع وسبعين عاما الا انهم الان يقفون يدا بيد ويتعاونون في كل شيء، حتى في المجال العسكري والدفاع عن بعض، وما عملية ارسال اسلحة وقوات الى اليابان، اثناء قيام كوريا الشمالية بإطلاق صاروخ تجريبي في البحر باتجاه اليابان، الا افضل مثال على هذا التعاون. فلم تحمل اليابان عقدتها معها، ولم توظفها للشر.
وحتى نستطيع ان نفهم اكثر هذه العقدة ان لم نفكها، عقدة اس*رائ*يل معنا، علينا وعلى احزابنا ان تتحلى بالجرأة، وبسياسة رشيدة ورصينة، من اجل فتح قنوات حوارية، سياسية، مع اس*رائ*يل، على الاقل لإبعاد شبح هذه العقدة، اولاً، وكي لا تستمر اس*رائ*يل في دعم جيراننا من الطامعين بارضنا ثانيا.
ختاماً نقول: بارك الله بكل جهد سياسي يصب في مصلحة شعبنا، وينقذه من براثن الطامعين !

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!