مقالات دينية

في الصّوم نعود إلى رحاب العيش في صداقة مع الله

في الصّوم نعود إلى رحاب العيش في صداقة مع الله
إعداد / جورج حنا شكرو
في الصّوم نعود إلى رحاب العيش في صداقة مع الله
يقول السّيّد المسيح : ” لا أعود أسمّيكم عبيداً، لأنّ العبد لا يعلم ما يعمل سيّده، لكنّي قد سمّيتكم أحبّاء لأنّي أعلمتكم بكلّ ما سمعته من أبي”. ( يو 15:15). الأحبّة يتلاقون ويتحدّثون ويتأثّرون ببعضهم البعض، وتغدو العلاقة بينهم حميمة وخاصّة جدّاً. كذلك ينبغي أن تكون علاقتنا مع الرّبّ، علاقة حبيب ومح*بو-ب وبالتّالي الالتقاء به والانفراد به بعلاقة خاصّة حتّى نتبيّن تفاصيله ونتأثّر بها فنعود إلى صورتنا الحقيقيّة الّتي تشبه صورة الرّبّ.
إنّ الصّوم، بدءاً من الانقطاع عن الطّعام وصولاً إلى التّخلّي عن كلّ ما يضع حاجزاً بيننا وبين الرّبّ يعيدنا إلى صورتنا الإنسانيّة الحقيقيّة ويرفعنا إلى فوق ونحن بعدُ في العالم. من هنا، ومن أهمّ مفاعيل الصّوم هو أنّه يبدّلنا جذريّاً ويساعدنا على أن نفهم معنى أنّنا لسنا من العالم مع أنّنا نحيا فيه.
مصافاة الله تظهر لنا حقيقة أنّ حياتنا الأرضيّة هي مرحلة من الأبديّة، فنحن نولد هنا لنصير إلى استمراريّة حياتنا في ملكوته السّماويّ. وما لم نبدأ الآن بعيش ملكوت السّماء لن نتمكّن من بلوغه لاحقاً، وما لم نمسك بيد الرّبّ الآن سنضلّ الطّريق الّذي سيوصلنا إلى عيش الحياة الأبديّة. فكيف لنا أن نصل إلى مكان ما لم نتعرّف على صاحب المكان؟ وكيف لنا أن ندخل مساكنه ونتنعّم بها، ما لم نكن قد تلمّسنا معالم هذه المساكن؟. ونتلمّس هذه المعالم بمرافقة المسيح وملاقاته في الإنجيل المقدّس بل بعيش الأحداث والدّخول فيها. فكلّ حدث إنجيليّ هو مرحلة حياتيّة نعيشها ونختبرها ويكون الرّبّ حاضر فيها بقوّة، وليست قصّة جميلة نمرّ عليها مرور الكرام. الإنجيل هو المسيح الحيّ الحاضر بكلمته بيننا، وهو الخبز الّذي يشبع جوعنا والماء الذي يروي ظمأ أنفسنا إلى إنسانيّتنا الحقيقيّة الّتي تتوق أبداً إلى الله السّاكن فيها.
أهّلنا أيّها المسيح الحبيب، أن نقترب منك أكثر، أنت الحاضر أبداً بيننا وفينا بكلمتك الحيّة. ثبّتنا في محبّتك لنوطّد علاقتنا بك. ربّي زدنا حبّاً وإيماناً بك حتّما إذا أقبلت أيّام الصّوم الأخيرة نلقى وجهك الحبيب، فيلقاك النّاس فينا. أنت الّذي يليق بك كلّ مجد ووقار مع أبيك وروحك الحيّ القدّوس، من الآن وإلى الأبد. أمين.
مادونا عسكر

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!