مصر تفضل الكلاب التي تعضها على البشر الذي يرحمها

الكاتب: وردااسحاق
مصر تفضل الكلاب التي تعضها على البشر الذي يرحمهاقال الرسول بطرس : ( عاد الكلب الى قيئه يلحسه ، وما اغتسلت الخنزيرة حتى تمرغت في الطين ) 2 بط 22:2 ” .    وهل يترك الكلب والخنزيرة عاداتها ؟ هكذا عادت الأنظمة العربية الجديدة الى عادات أسلافها الساقطة بسبب ثورات الشعب المناهضة والمطالبة للحرية والديمقراطية . وهل تنجح الحرية مع الأحزاب الأسلامية المتطرفة ؟ لنركز الآن على مصر المضطرب بعد ثورته الناجحة التي أكتسحت نظاماً دكتاتورياً قابعاً على رقاب أبنائها منذ عقود لنرى أين وصلت آمال الشعب الثائر وهل حصل على تلك الحرية ؟ نعم بدأ المسلم المتطرف في مصر بكل قوة لأجهاض تلك الثورة وأسقاط تلك الآمال وبمباركة ومساعدة النظام السعودي السلفي الهادف الى أشعال نار الفتن والنعرات الطائفية ونشر الخراب والدمار في المنطقة كما فعل في العراق والبحرين واليمن وسوريا .  الشعب المصري ثار على نظامه اللامبارك الفاسد ونجح ، لكن سرعان ما ظهر المسلم السياسي الموالي الى الأجني في جزيرة العرب ، جزيرة الجهل والحقد لكي يسقط كل الحوارات الوطنية التي برزت نتيجة تكاتف أبناء الأنتفاضة الباسلة منذ البداية . نهضت في الداخل عصابات الأخوان المسلمين وفتاويهم الحاقدة الخارجة من أفواه شيوخها كسيد قطب وغيره ، ومن الخارج ظهرت الشبيبة الوهابية السلفية وبدعم مالي ولوجستي كبير من النظام السعودي الذي وضع أموال شعبه لخدمة الحركات الوهابية في العالم .نعم بدأت تلك المجموعات بزرع الفتن والتفرقة بين أبناء الشعب فبدأوا بالأقباط لكي يجردوهم من حقوقهم كمواطنين أسوة بالمسلمين رغم تثبيت حقهم في المادة الأولى من الدستور الجديد الذي يهدف الى ( المواطنة ) . رفض المتطرفون المادة التي يساوي بها الدستور بين جميع أطياف الشعب لكي لا تمنح السلطة للمصري الغير المسلم لأن قوانين جزيرة العربان لا تسمح لغير المسلم أن يولي على المسلم . أجل هؤلاء الحاقدون يفضّلون حسب شريعتهم المسلم الباكستاني أو الأندونيسي على المسيحي المصري علماً بأن الوطن هو مصدر الحقوق وليس الدين . لهذا السبب عارضوا بشدة المجلس العسكري عندما طرح المبادىء الفوق الدستورية وهددوا باللجوء الى العن*ف أكثر مما كانوا في عهد مبارك ، وهكذا سيعود الكلب الى قيأه ليظهر على حقيقته ، فبدأوا بالتعدي على الكنائس والأديرة وخطف النساء وحرق ونهب ممتلكات الأقباط العزل وفرضوا مبادئهم على المجلس العسكري لكي ينفذ أهدافهم الشيطانية على أرض الواقع فبدأت فعلاً هذه الأيام الدبابات والمدرعات بسحق أجساد المعارضة القبطية والرصاص الحي يخرق أجسادهم وأمام كاميرات المراسلين . أما الأعلام المصري فظهر الى حقيقته الأولى لكي يناقض الفضائيات العربية التي نقلت الحقائق مصورة . هكذا سيعود النظام أكثر سوءاً من السابق فتتحول مصر الى دولة دكتاتورية قمعية ويبرز النظام الديني لكي يجعل أرض مصر مرة أخرى مستعمرة الى دول الجوار لعدم قبولهم الفصل بين الدين والدولة .  كلما تعمق المسلم في مبادئه كلما زاد حقداً وكراهية ، بينما كلما تعمق المسيحي في أيمانه كلما زاد محبتاً للآخر . الشاب المسلم يتآمرعلى أسقاط كل الأنظمة في المنطقة لصالح تلك المبادىء المتخلفة التي تسعى الى زرع الحقد والكراهية والتميز العنصري وعدم قبول الآخر ، لا وبل العمل من أجل تركيع العالم كله وأخضاعه الى تلك الشرائع البدوية .  المسلم المصري السياسي هو العدو الأكبر على بلده لأنه يفضل الغزو الأسلامي لبلاده على العطايا والدعم السياسي التي تقدمها له وبسخاء الدول المسيحية التي تريد له الحرية والتقدم . كانت مصر قبل غزو عرب الجزيرة لها بقيادة عمر بن العاص من الدول المتقدمة تمتلك أكبر مكتبة في العالم ( مكتبة الأسكندرية ) والتي كانت بمثابة جامعة يدرس فيها العلوم والفلسفة حرقها الغازون ونهبوا أموال مصر وأستعمرت وأجبرت الى ترك دينها ولغتة آبائها وعاداتها لكي يركع المصري تحت أقدام بدو الجزيرة ويخضع الى مبادئهم . نعم رحبت مصر بعد ذلك بالأستعمار الأموي الحاكم في سوريا فخضعت له لأنه مسلم . وأفتخرت مصر بالأستعمار العراقي الحاكم في بغداد في زمن الدولة العباسية لأنه مسلم وكانوا الخلفاء يجمعون خيرات البلدان المستعمرة لكي يأتوا بها الى بغداد وكانت نهاية ذلك النظام على يد هولاكو الذي وجد جبالاً من الذهب في قصر المستنصر بالله والمسلوب من الدول الأسلامية . كذلك الحال في فترة حكم الدولة الفاطمية الآتية من المغرب . كما أعتزت مصر بحكم صلاح الدين الأيوبي العراقي لنفس السبب . وهكذا رحب العرب ومنهم مصر بأعتى أستعمار حاقد سلب كل خيراتهم وقدراتهم وهو الأستعمار العثماني المسلم  الذي جعل الجميع تركع أما أقدام التركي ولأكثر من خمسمائة سنة . لا وبل كان يخطط الى نقل الكعبة الى أسطنبول لكي لا يبقى للعرب شيئاً . وهل قدم ذلك الأستعمار لهم خدمةً أنسانية واحدة كبناء المستشفيات أو المدارس …الخ ؟ لكن يا للوقاحة والحقد والعنصرية أشتهينا يوماً أن نقرأ أو نسمع من يقول عن ذلك النظام عبارة ( الأستعمار العثماني ) لكننا لم نفلح لأنهم لا يعتبرونه أستعماراً لكونه مسلم . هذا هو الحقد بعينه ولكي نوضح صورة هذا الجهل فنقول ، جاء البريطانيون والفرنسيون فشكلوا لهم دولاً نظامية وعملوا لكل منها دستوراً وأعطوا لها سيادة ورسموا لها الحدود وأعترفوا بها وقدموا لها خدمات كثيرة كبناء المدارس والمستشفيات وشق الطرق والجسور ودوائر الدولة وأكتشفوا للعرب ( النفط ) وأخرجوه من أعماق صحاريهم الرملية ولم يبقوا في المنطقة الى عقوداً قليلة ولكن رغم كل ذلك لُعنوا وشُتموا وقيل عنهم : ( الأستعمار الغاشم )  والأستعمار هو الذي نهب خيراتنا وهو السبب في تخلفنا . لماذا لأنهم ليسوا بمسلمين .   هكذا أستعمر الفكر الديني العنصري أفكارهم التي لا تقبل التطور لكي يعودوا مئات السنين الى الخلف فيرفعون شعارهم العنصري في وسط شوارع مصر قائلين ( الأسلام هو الحل ) ويرفعون بكل أستهتار العلم السعودي بدلاً من المصري على أراضيهم وهكذا يحتالون على كل القوانين من أجل أحتوائها ومن أجل تطبيق القوانين الوهابية الفاسدة . وهكذا عاد الكلب الى قيئه ، والخنزيرة الى وحلها .بقلم وردا أسحاق عيسىونزرد – كندا      ..