مسقعة سعاد حسني.. 3 مشاهد من البراءة للشقاوة حتى مأساة العشاء

السندريلا سعاد حسني، التي فازت بقلوب الملايين بأدائها الفريد والمميز وجمالها الطبيعي، والتي قال النجم الراحل نور الشريف إنها قادرة على تجسيد أي دور، بدءا من زوجة فلاح بسيطة إلى فتاة أرستقراطية واحدة، مرورا بأدوار الطفولة. سعاد حسني لم تكن ممثلة بارعة فحسب، بل جسدت بعمق الأوضاع النفسية والإنسانية في السينما المصرية.

ومن التفاصيل المثيرة للاهتمام في مسيرتها، أكلة “المسقعة” التي ظهرت في ثلاثة من أفلامها الشهيرة: Young for Love، Showgirl وDiner Date. ورغم ظهور مسقعة المتكرر، إلا أن الحالة النفسية وأداء سعاد حسني تغير بشكل ملحوظ في كل مشهد، مما يعكس قدرتها على نقل المشاعر المختلفة.

الفتاة المبهجة والمرحة التي تحب الفن وتدعو الفرقة التي تتواجد فيها لتناول وجبة مسقعة لذيذة، شخصية “سهير” الفتاة التي تسعى جاهدة لتحقيق حلمها في عالم العرض ويقف بجانبها زميلاتها مسرعين لتناول الطبق اللذيذ الذي أحضره زميلهم،

وفي فيلم فتاة الإستعراض قدمت سعاد حسني شخصية “سهير”، وهي فتاة مرحة تحب الفن. دعت زملائها إلى وجبة مسقعة لمساعدتهم والسعي لتحقيق حلمها، ويعكس هذا المشهد محاولة سهير التخفيف من ضغوط الحياة والبحث. وكأنها لحظة راحة وسط الضغوط التي يتحملونها، وحتى سرقة الضحك والحب وسط كل تلك الضغوطات.

أما في فيلم «القليل من أجل الحب»، فتظهر سعاد حسني في مشهد لطيف يجمع بين الغضب والرفض والمجاملات الساخرة، انسجاماً مع الأجواء الكوميدية للفيلم. وعكست المسقعة بساطة وخفة شخصية “سميحة”. الفتاة التي تتظاهر بأنها فتاة صغيرة لتفوز بمسابقة فنية. وتعكس صينية المسقعة في هذا الفيلم روحها الجميلة، ورغبتها في التلاعب بالقدر، وغضبها الكبير من صلاح لأنه فرض نفسه عليها وعلى «طبخه». “

كان المشهد الأكثر دراماتيكية في فيلم «موعد عشاء»، يعكس القسوة والقوة والتفاني، حيث يأخذ هذا المشهد بعداً مأساوياً. وتؤدي سعاد حسني في هذا الفيلم دور شخصية “نوال” التي عانت من مرض مرير وخطير. زواج غير سعيد جعلها تفقد شغفها بالحياة وتدخل في حالة من الاكتئاب حتى تجد حبيبها. تتزوج منه ولكن سرعان ما تستيقظ من لحظاتها الجميلة لتعلم أن هذا الحبيب قد مات وعاد زوجها السابق إلى الظهور في محاولة للسيطرة عليها ولكن بعد أن فقدت كل معاني الحياة وأسباب عيشها مشهد المسقعة في يحمل هذا الفيلم رمزية قوية حيث تظهر نوال وهي تتناول المسقعة، طعامها المفضل، وقد غرقت في حالة من الحزن والكبت والإخلاص، والقوة جعلتها تأكله بشهية كاملة، وهي تعلم جيداً أن فيه سماً. لقد وضعت فيه للتخلص من الشخص الذي دمر حياتها، الطعام الذي كان رمزا للبساطة في فيلم “صغير جدا على الحب”، هنا يصبح رمزا لليأس والرحيل.