مخطط الله للأنتقام من بابل والدولة الكلدانية وأسقاطها بدون حرب

الكاتب: وردااسحاق
مخطط الله للأنتقام من بابل والدولة الكلدانية وأسقاطها بدون حرب

 
يتميّز الله بصفات كثيرة وهذه الصفات نتعرّف عليها ونفهمها من خلال قراءتنا وفهمنا للكتاب المقدّس . وفي هذه الدراسة سنتطرّق إلى صفتين لله ، الأولى ، هي المحبة اللامتناهية للبشر . والثانية ، تتمثّل بالعدل الذي يفوق على كل عدل لدى الخليقة كلها . أي أنه مُحب وعادل ، لهذا يحكم بالعدل على كل خطأ يصدر من الأنسان . فلأجل دراسة الأحداث التي تتعلق بعنوان المقال علينا أن لا نشك بعدل الله وأعماله ومعاملته مع أخطاء بني البشر . وحتى وأن كان الخطاة من المؤمنين به ، لأن الخطيئة تشمل الجميع وأجرتها هي العقاب
الموضوع الذي سنعالجه في هذه الدراسة هو الأخطاء التي إرتكبها ملوك بابل بعد سبيهم لشعب الله والتي كانت سبب سقوطهم ونهاية عصرهم . ولأجل البدء بدراسة الأخطاء التي أرتكبها ملوك بابل علينا أن نبحث عن مصدرها وأسبابها . المصدر هنا كان الملك حزقيا بسبب إِطلاعه للوفد القادم من بابل بكنوزه وممتلكاته (الوفد قَدِمَ لتهنئته بمناسبة شفائه المعجزي من المرض المميت الذي أشفاه الله بقوته الآلهية). ولكنه بدلاً من أن يتحدث ويتواضع وأنكسار الى الوفد عن تلك العطية والرحمة التي كانت له من الله القدير الذي شفاه من مرضه الخطير ويعطي للوفد رسالة واضحة عن إلهه وقوته ومحبته ، لم يتطرق الى هذا الموضوع أبداً ، بل قام بفتح خزائن نفائسه الثمينة من فضة وذهب وأطياب وعطور وبكل ما كان يحتفظ به في خزائنه ، فلم يترك شيئاً ثميناً في قصره وفي كل مملكته لم يُطلعهم عليه . السبب الذي دفع حزقيا الى هذا العمل هو كبريائه وغبائه لكي يُظْهِر كلَّ نفائس دولته للغرباء الأجانب لكي يجعلوا من تلك الخزائن هدفاً لهم وبسببها غضب الله على حزقيا الملك ، وهو الذي سيحول اولئك الأصدقاء الى أعداء . فلم ينتظر الله كثيراً بل أرسل الى الملك نبيَّه أشعياء . حينها حضر أشعياء عند الملك وطلب منه سماع تفاصيل عمله الخاطىء مع الوفد البابلي ، وبعدها شرع بقراءة رسالة الله له والتي عبّرت عن سخطه على حزقيا ، فقال له ( أسمع كلام الرب، ها أيام تأتي يُنقل فيها الى بابل كل ما في قصرك، وما أدَّخره أسلافك الى هذا اليوم، ولا يبقى منها شىء، يقول الرب. ويسبي بعض أبنائك الخارجين من صلبك ليكونوا خصياناً في قصر ملك بابل ) ” 2مل 20 : 16- 18″.
في زمن الملك صدقيا زحف نبوخذنصر ملك بابل العظيم بكامل جيشه على أورشليم واحتلها . فقُتِلَ أبناء صدقيا على مرأى منه ، وأقلعوا عينيه ، وقيدوه بسلسلتين من نحاس ، وساقوه الى بابل . وتم الأستيلاء على كل النفائس الموجودة في هيكل الرب وفي مخازن الملك وسبي القادة وشعب يهودا من أرضه الى أرض بابل الكلدانية
أعتبر الله الملك البابلي نبوخذنصر في تلك الأيام عبده وسمي ب ( المنتصر بأمر الله )  فاستخدمه كعصاً لضرب شعبه المرتد . أي أن الله يستخدم الأعداء الوثنيين لخدمته ، ومن الممكن أن يتخلى عن شعبه فيمررهم في تجارب كثيرة بسبب أخطائهم وتمردهم لأجل تطهيرهم ، كمن يمرر الذهب في نار لتطهيره من الشوائب ، لهذا استخدم نبوخذنصر لضربهم وتشتيتهم ، فقال الرب القدير ( لأنكم عصيتم كلامي ، فها  أنا أجند جميع قبائل الشمال بقيادة نبوخذنصر عبدي . وآتي بها الى هذه الأرض فيجتاحونها ويهلكون جميع سكانها مع سائر الأمم المحيطة بها ، وأجعلهم مَثار دهشةٍ وصفير، وخرائبَ أبدية ) ” أر 9:25
هل كان نبوخذنصر فعلاً عبداً لله أم كان لديه معتقدات وثنية وأصنام ؟ الجواب ، نعم لم يكن الله إلههِ بل الله هو الذي إعتبره عبده لكي يستخدمه كعصا تأديب لشعب اس*رائ*يل . ولكن نرجع ونقول بأن الله سينتقم أيضاً من نبوخذنصر ومملكته بسبب تطاوله على شعب الله ولتدمير هيكل قدسه والسيطرة على الأواني المقدسة وأهانتها من قبل أبنه الملك بيلشاصر عندما استخدمها في الوليمة العظيمة التي أعدها لألف شخص من قادة مملكته ، فشرب الخمر بتلك الأواني الذهبية والفضية التي استولى عليها والده وأهان الله عندما كان بيلشاصر يشرب الخمر بتلك الأواني مع المدعويين وهم يسبحون آلهتهم ، إله الذهب والفضة والنحاس والحديد والخشب والحجر . فبرز في الحال غضب الله ، فظهرت يد أنسان وكتبت على الحائط أمام عيني الملك بيلشاصر كتابةُ لم يفهمها فانزعج الملك جداً وصرخ في السحرة والمنجمين طالباً منهم تفسير الكتابة لكنهم عجزوا فزاد الملك فزعاً ورُعباً وارتعاشاً ، فاقترحت له الملكة أحضار دانيال النبي ، ذلك الحكيم المقتدر الذي فسر أحلام أبيه
حضر دانيال أمام الملك الذي وعده بهدايا ثمينة ومركز كبير في مملكته . لكن دانيال رفضها وأجاب الملك برصانة ( لتكن عطاياك لنفسك وهب هباتك لغيري ) ثم لقنه درساً قاسياً وأفهمه بأنه لم يستفد مما جرى لأبيه بعد أن أعطاه الله مملكةٍ عظيمة وجلالاً وكانت ترتعد أمامه جميع الشعوب ولكنه بسبب كبريائه انتقم منه الله فضربه بمرض عقلي فطرد من بين البشر وتساوى قلبه بالحيوان ، فكان سكناه مع الحمير الوحشية وأكل العشب كالثيران حتى علم وأعترف أن الله هو المتسلط على كل ممالك الناس، وأنه يقيم عليها من يشاء . وأضاف دانيال قائلاً ( وأنت يا بيلشاصر أبنه لم تضع قلبك مع أنك عرفت كل هذا ، بل تعظمت على رب السماء وأحضروا أمامك آنية بيته ، وأنت وعظمائك وسراريك شربتم بها الخمر وسبّحتَ آلهة الفضة والذهب والحجر التي لا تبصر ولا تسمع ولا تعرف. أما الله الذي بيده نسمتك فلم تمجّده . فأرسل لك طرف اليد الكاتبة ، فكتبت لك ( منا منا تقيل وفرسيين ) وتفسيره ( أحصى الله ملكوتك وأنهاه . وزنت بالموازين فوجدت ناقصاً. قسمت مملكتك وأعطيت لمادي وفارس ) . في تلك الليلة ق*ت*ل بيلشاصر آخر ملك للكلدانيين وأخَذَ مملكته داريوس ملك مادي وقورش ملك فارس وأسم قورش بالآرامية ( قورو ريشو )  فكلمة ( قورو) تعني ( قَرّا ) بلغتنا المحكية أي بارد ، و ( ريشو) أو ( ريشا) تعني الرأس ، أي معنى اسمه ( صاحب الرأس البارد ) . قورش في الترجمات الكاثوليكية هي أفضل من كورش في الترجمات الأخرى.
كيف تم أسقاط بابل العظيمة بدون حرب ؟
من أعجب معجزات الكتاب المقدس هي النبوات التي تناولت أحداث عجيبة غير متوقعة قيلت قبل حدوثها بمئات السنين وتحققت بحذافيرها وتفاصيلها الدقيقة . فنبؤة أشعياء الجزء الأخير من أصحاح 44 والجزء الأول من الأصحاح التالي ، ذكر قورش قبل أن يولد بأسمه والدور الذي سيعطيه الرب لتنفيذه . فمن هو قورش ؟  قورش ملك بلاد فارس ، تحدث عنه أشعياء النبي في الأصحاحَين 44 و 45. كما يظهر في الكتابات البابلية ان قورش كان ابناً لقنبيز ويعتبر مؤسس المملكة الفارسية وهو الذي أفتتح عدة ممالك ووَحّدَ مملكتي مادي وفارس . وأشهر الممالك التي فتَحها وسيطر عليها قورش هي مملكة بابل العظيمة سنة 539 ق.م بدون حرب في عهد الملك بيلشاصر أبن نبوخذنصر . كَتَبَ عن هذا الحدث النبي دانيال الذي عاش الأحداث فقال ( قُتِلَ ملك بابل في نفس الليلة للوليمة العظيمة التي أقامها وشرب الخمر في أواني الهيكل وسَبّحَ آلهة الذهب والفضة والخشب والحجر التي عبدها ) ” دا 30:5″. وقبل هذا أنذر دانيال الملك بيلشاصر بأن مملكته ستعطى لمادي وفارس ” دا 28:5″. يعطي لنا الأصحاح الخامس من سفر دانيال النبي شرحاً تفصيلياً للخلفية التاريخية لنبوة أشعياء وتطبيقها وأن هذه النبوءة أخبرتنا أيضاً بتفاصيل ق*ت*ل بيلشاصر والأستيلاء على مدينة بابل العظيمة
الله استخدم قورش لتنفيذ عدله ضد مملكة بابل التي دمرت الهيكل وأخذت شعب الله سبايا الى بابل . هنا يستخدم الله قورش في مخططه العادل وكرّمه ودعاه ( مسيحِهِ ) وحسب الآية 45:1 ( هكذا يقول الرب لمسيحِهِ . لقورش الذي أخذتُ بيمينه لأخضع الأمم بين يديه وأحل أحقاء الملوك لأفتح أمامه المصاريع ولا تُغلَق الأبواب. أني أسير قدامك فأقومُ المعوجَ واُحطم مصاريع النحاس واُكسر مغاليق الحَديد واُعطيكَ كُنوز الظلمةِ ودفائن المخابىء لتعلمَ أني أنا الربُّ الذي دعاك بِاسمك، إلهُ إس*رائي*ل… دعوتك باسمكَ ولَقّبتكَ وأنت لم تعرفني. أنا الربُّ وليس مِن رب آخر لَيس من دوني إله. ) ” أش 45: 1- 5
حمل قادة اليهود هذه البشرى الى الملك قورش وشرحوا لذلك الوثني أن الله الحي والإله الحقيقي الوحيد خالق السماء والأرض والبحر قد أوصي وأعلنَ لأشعياء نبيهم العظيم الذي مات قبل 180 سنة. هذه النبوة العجيبة التي ذكرت ملك فارس بأسمه وأنه دعاه مرة ( راعي ) وأخرى ( مسيحهِ ) والله العالم بأحداث المستقبل قد ذكر اسمه قبل ولادته وأعطى له تلك الألقاب . وقورش لا يعرف الله ، لكن الله هو الذي أختاره للأنتقام من مملكة بابل التي أذلّت شعبه لمدة 70 سنة حسب نبوءة ارميا . وأن الرب سيسير أمام قورش ويمهد له كل شىء ويحل أحقاء ملوك ويجعل الأبواب المغلقة والمصاريع النحاسية مفتوحةً أمامه لكي يعرف قورش أن الرب هو هو الإله الحقيقي ولا إله سواه
 تحرك قورش بجيش عرمرم تجاه بابل وبلغها ليلاً فتعجب من تحقيق النبوءة ، وذلك عندما رأى أبواب المدينة ومصاريعها النحاسية الضخمة مفتوحةً له وكأنه يدخل مدينةً مهجورة ، أذ كان الجميع مشغولين بالوليمة العظيمة التي أقامها بيلشاصر لألف من عظمائه الذين سكروا من خمره ، فق*ت*ل قورش الملك بيلشاصر حسبما أخبره دانيال النبي وأستولى على بابل بدون حرب ! بهذا تمت نبوءة أشعياء العجيبة بدقة وهي التي قال فيها أيضاً ( أن قورش سيتمّم كل مسرتي ويقول أن أورشليم ستبنى والهيكل سيؤسّس ) ” أش 28:44″.
ويكمل الوحي الألهي على لسان عزرا الكاتب في بداية سفره قائلاً ( في السنة الأولى لحكم قورش ملك فارس. لكي يتم ما تكلم به الرب على لسان إرميا، أثار الرب روح قورش، ملك فارس، فأطلق نداءً في مملكته كلها…الخ ) ” عز1: 1-4″
بعودة اليهود المسبيين الى أورشليم وأعادة بناء الهيكل ، وأعادة كل أواني الذهب والفضة التي كان قد أستولى عليها نبوخذنصر، وشرب فيها أبنه بيلشاصر الخمر وسبح آلهة الذهب والخشب والحجر… أمر قورش بأعادتها الى مكانها في هيكل سليمان
  بعد أن أصدر قورش نداء لعودة اليهود الى أرضهم، والسماح لهم بأعادة بناء الهيكل، أعطاهم من خزائنه الغنية مالاً وفيراً وأرجع لهم أواني الهيكل المقدسة ، فأغتنم الكثير من اليهود هذه الفرصة السانحة فرجعوا الى أورشليم سنة 537 ق.م
  في الختام نقول أن الله هو المتسلط على كل الممالك . وهو الذي ينتقم من المعتدين ويقيم ملوكاً ورؤساء ويعزل آخرين ويقاوم المستكبرين والأشرار الذين يسيئون اليه. ويعمل لخير المؤمنين به ويحفظهم من المعتدين أو يسلمهم بأيدي الأعداء عندما يتمردوا على قدسه لكي يعرف الجميع بأنه الأله الحي الخالق لكل شىء فيمجدوه ويسبحوا لأسمه القدوس وهو يكون معهم ، لا وبل يتمم عهده لشعبه لهذا قال في سفر أشعياء 45 ( أنا أسير قدامك والهضاب أمهّد . أكسر مصراعّي النحاس ومغاليق الحديد أقصف…). كذلك التمسنا من هذه القصة دروساً روحية كدقة مواعيد الله ودقة تنفيذ تفاصيل نبؤاته وسرعة تنفيذها في ساعة الصفر، مع أنتهاء السبي البابلي بعد 70 سنة كاملة التي قررها الله لتأديب شعبه كما أعلن على فم أرميا وزكريا. وهكذا تقول الآية ( وزنت بالموازين فوجدت ناقصاً وأسأل نفسك ما هو النقص في حياتي حسب موازين الله ؟ ) ومثل تنبيه الرب روح قورش فكم ينبه أرواحنا نحن لهمسات معينة وخاصةً المؤمنين، كما يقول الرسول ( أن الذين ينقادون لروح الله يكونون أبناء الله حقاً ) ” رو 14:8
أما رأينا عن كلدان اليوم المضطهدين والمطرودين من ديارهم فعلينا أن لا نفسر السبب بأنه أيضاً أنتقام الله عليهم ، أنهم الآن هم شعبه المختار بدلاً من شعب أسرائيل ، وهم المبشرين بكلمته . هم الملح ونور الأرض التي يطردون منها ، فلأجل الوصول الى مخطط الله اليوم علينا أن نقرأ كلمته المباركة أولاً ومن ثم نتأمل بدقة الى مستقبل المنطقة والى تخطيط السياسة العالمية لأرض ما بين النهرين فنقول : بلادنا يتجه نحو طو*فا*ن مرتقب والله يريد أن ينقذ عائلته المباركة كما أنقذ عائلة نوح المؤمنة من الطو*فا*ن . لن نتأمل بالسلام والأسقرار في مستقبل الشرق الأوسط لأن على الغرب العمل لأحتواء خطورة الأسلام الراديكالي نحو الغرب فعليه أن يعالج الموقف قبل أن يصل النار الى دياره . على قوة الغرب أن تفكر بتقسيم المنطقة برمتها لأضعافها وهذا سيحصل بخلق صراع دائم بين المذاهب الأسلامية وها نحن الآن نعيش المرحلة الأولى ، فطردنا اليوم من أرضنا علناً ونهب ممتلكاتنا علينا أن لا نثني أيماننا ، بل نتذكر قول الرب لخرافه الذين أرسلهم بين الذئاب الخاطفة ( أذا طردوكم من هذه المدينة فأذهبو الى مدينة أخرى …) وأرض المؤمنين به ليست في هذا العالم بل معه هو وحسب قوله ( حيث أكون أنا أيضاً يكون خادمي ) ” يو 26 : 12 ” . أرض كلدان والمسيحين الحقيقية هي في السماء مع راعيها وفاديها الذي هيأ لقطيعه المنازل التي تليق بهم . كانت المسيحية ملح ونور بين العراقيين والمنطقة لكنهم رفضوا النور وفضلوا ظلام الأسلام السياسي الذي يقودهم الى الألم والدمار والظلام . ليس الغرب هو المخطط في أجلاء المؤمنين من أرض الرافدين بل هوالله المخطط وما الأستعمار الا كقورش وسائل في يد الله . الله سيرعى خرافه ويحفظهم حتى في خروجهم من كل مدينة وقرية . كانت يده الجبارة واضحة مع شعب موصل فخرج الجميع دون أن يق*ت*ل واحداً منهم أو يصفع كما حافظ على كل العذراى عكس ما شاهدنا مع شعب الأيزدي المظلوم . وهكذا تفرغت كل مدن وقرى حوض نينوى بدون خسائر . بنفس الطريقة أخرج الله لوط المؤمن وعائلته بدون ممتلكاته من سادوم وعامورة ، فعلى الأرض التي لفظت النور والأيمان وكسرت الصلبان المقدسة من فوق القباب تشبه عمل نبوخذنصر في هدم هيكل الله المقدس فعلى هؤلاء المجرمين أن ينتظروا أنتقام الله القادم والقريب أما الشعب المسيحي المختار فسيكون في أرض أخرى تحت حماية الرب يسوع .    
ولألهنا العادل والمنتقم المجد دائماً
بقلم
وردا أسحاق عيسى
ونزرد – كندا
المصدر: الكتاب المقدس فقط
 ..