مقالات

أرميتا جراوند ماتت.. هل ستصبح مهسا أميني الجديدة؟!

رغم أن الشارع الإيراني على دراية مسبقة بأن هذه الصبية المسكينة ربما ماتت منذ عدة أيام وأن النظام الإيراني متخوّف ومُتردّد في إعلان خبر وفاتها، إلا أن الإعلان الرسمي عن وفاة أرميتا جراوند أمس من قبل وسائل الإعلام الحكومية خلق حالة من الاحتقان في صفوف الشعب، ولا ندري ما الذي قد يحدث خلال الساعات أو الأيام القادمة، ولو نقارن بين قصة مهسا أميني التي كان مق*ت*لها أحد أسباب اندلاع انتفاضة أيلول/ سبتمبر من العام الماضي وقصة أرميتا جراوند، سنجد أن أرميتا تستحق أن يغضب مِن أجلها الشارع الإيراني أكثر مِن غضبه وحزنه على مهسا، لأن أرميتا الصغيرة قُتلت أثناء ذهابها الى مدرستها وهي ببراءتها مازالت لاتعرف الكثير عن هذا العالم الوحشي الخاضع لقوانين الولي الفقيه التعسفية.
في الليلة الماضية، أعلنت وكالات الأنباء الحكومية الإيرانية الليلة الماضية وفاة أرميتا جراوند، التي كانت في الغيبوبة بالمستشفى بعد تعرضها لاعتداء وحشي من قبل عناصر أمنية تابعة للنظام الإيراني قبل شهر.
وكتبت وكالات الأنباء الحكومية يوم السبت 28 تشرين الأول/ أكتوبر أنها توفيت بعد علاج طبي مكثف و28 يوماً من الرقود في وحدة العناية المركزة.
أرميتا جراوند، فتاة مراهقة تبلغ من العمر 16 عاماً، في صباح الأول من تشرين الأول/ أكتوبر أثناء ذهابها إلى المدرسة، في محطة مترو ساحة الشهداء في طهران، تم الاعتداء عليها من قبل قوة الإرشاد “الأمر بالمعروف” التابعة للنظام الإيراني داخل القطار لأنها لاترتدي قناعاً ولم تلتزم بالحجاب الحكومي القسري، وتم دفعها حتى اصطدم رأسها بحافة باب القطار، فدخلت في غيبوبة بعد إغمائها.
وكان جاويد رحمن @JavaidRehman، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في إيران، قد ذكر في 24 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، في كلمته أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة:
“إنني أشعر بقلق بالغ إزاء الأخبار المحزنة بخصوص أرميتا جراوند البالغة من العمر 16عاماً، وبحسب التقارير، تعرضت الفتاة البالغة من العمر 16 عاماً، للاعتداء من قبل دورية الإرشاد، عادت الدورية بعد كل الكارثة التي شهدناها العام الماضي، ويقال أن هذه الفتاة الآن ميتة دماغيا، كما أشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بتسميم أكثر من 13000 فتاة وتلميذة، ويجب محاسبة جميع المتورطين في هذا العن*ف والوحشية وق*ت*ل الفتيات والنساء، خاصة منذ أيلول/ سبتمبر من العام الماضي”.
وفي 5 تشرين الأول/ أكتوبر، نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية كلام شاهدين يقولان إنه بمجرد صعود أرميتا جراوند إلى قطار مترو الأنفاق، بدأت امرأة من مأموري الحجاب الإلزامي تتجادل مع أرميتا التي لم تكن ترتدي الحجاب، وقال أحد الشهود لهذه الصحيفة إن أرميتا كانت لا تزال واعية عندما سقطت على الأرض.
وكانت منظمة العفو الدولية قد أعلنت في وقت سابق، بناءً على تقارير منشورة وبالإشارة إلى أدلة عديدة حول إخفاء سلطات الجمهورية الإسلامية في هذا الصدد، أن أرميتا جراوند دخلت في غيبوبة بعد تعرضها لاعتداء من قبل مأمورة لفرض الحجاب الإلزامي.
وكما ذكرتُ في بداية كلامي، الشارع الإيراني اليوم يسوده الغضب والاحتقان، ولا أحد يستطيع أن يتكهن بما قد يحصل، فهل ستصبح أرميتا غراوند مهسا أميني الثانية؟! وهل ستشتعل الانتفاضة من جديد؟!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!