ما هي اسباب الكوارث التي حلت وتحل بالعراق؟

الكاتب: قيصر السناطي
ما هي اسباب الكوارث التي حلت وتحل بالعراق؟

قيصر السناطي
 منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة والعراق يعاني من مشاكل فساد اداري وأخلاقي ،حيث كان الحاكم الجديد الذي يسيطر على الحكم نتيجة الأنقلابات يعلن عن بأن الميزانية خاوية والحاكم السابق كان هو المسؤول عن الفساد وسرقة اموال الشعب ، وما ان يستلم الحكم حتى يأتي بالمقربين ليستمر الفساد من جديد ،لقد كان الزعيم عبد الكريم قاسم النزيه الوحيد بين حكام العراق ،مما حدا بالفاسدين التأمر عليه وق*ت*له في انقلاب عام 1963 ، حيث جاء البعث وجاء الفساد الأداري والأخلاقي بصورة اكبر ، وما شاهدناه في عهد الطاغية صدام من اهدار المال العام نتيجة الحروب العبثية التي قادها ضد دول الجوار وكذلك صرف اموال العراق على بناء القصور وعلى الأجهزة الأمنية التي كانت تحمي عرش صدام ، لقد جاء صدام المقبور بحاشية غير كفوءة من اقاربه وجعلهم قادة ووزراء في العراق امثال حسين كامل الذي جعله وزيرا للتصنيع العسكري ثم وزيرا للدفاع وعلي حسن المجيد وزيرا للدفاع وبرزان مديرا للمخابرات ووطبان ابراهيم وزيرا للداخلية وسبعاوي ابراهيم مديرا للأمن العام ، اضافة لوزراء لم يكونوا كفوئين  ولا مؤهلين علميا وسلمهم وظائف كبيرة في الحزب والدولة.
  اما ابنائه كانوا يحكمون مثل ابيهم في المراكز التي شغلوها ،وكانت اموال العراق بيد صدام وعائلته دون رقيب ، بل كان صدام يعتقد ان العراق كله ملك له والشعب يعمل لديه كالأجير .ونتيجة هذه الأخلاق والسلوك والتعسفي  جعل الشعب يتضور جوعا بينما العراق يمتلك خيرات لو وضعت بأيادي شريفة ونزيهة لكان العراق متقدما على دول الخليج من حيث البناء والأعمار . لقد بدأت خطوات تهديم الأنسان العراقي خلال الحكم صدام عندما قسم المجتمع الى فئات موالية من المقربين وفئات حزبية مخلصة لنظامه وأجهزة  امنية مدللة لأنها تحمي عرشه من السقوط وأمتيازات لأهل العوجة وتكريت اضافة الى امتيازات للجيش عندما كان بحاجة اليه في حربه مع ايران والكويت ولكن اهمله عندما طرد التحالف الدولي الجيش العراقي من الكويت واصبح في حال يرثى لها ، وهكذا اصبح المجتمع يشاهد الأخطاء ولكن لا يستطيع القول انها خطأ.ان ما جرى في العراق من سحق للقيم والعدالة اثرت على السلوك والأخلاق للغالبية من الشعب وهذا ما نلاحظه في الفساد الذي ينخر جسد الدولة مما اثر على عملية البناء والأعمار اضافة الى انهيار الجيش في الموصل والرمادي وتكريت حيث كان الفساد وراء هذا الأنكسارات .لقد كانت افواج الفرسان في عهد صدام تسجل اعداد كبيرة من المتطوعيين ولكن العدد الفعلي كان اقل من الربع حيث كان امراء الأفواج يتقاضون رواتب المسجلين في الأفواج كاملة والفرق كان يذهب الى داخل جيوبهم ،
 وهكذا استمرت هذه الأخلاق الفاسدة وبشكل اكبر بعد التغير في 2003 بعد الفوضى والحرب مع الأرهاب ،وأخيرا ولن تكون الأخيرة هو وجود اسماء وهمية لخمسين الف متطوع في اربع فرق عسكرية كما قال رئيس الوزراء حيدر العبادي ، وهذا ربما اقل من الرقم الحقيقي ، وماذا نقول عن السرقات السابقة التي حصلت من قبل وزراء ومسؤولين كبار في الدولة دون ان نسمع عن عقوبة لمسؤول محدد نتيجة هذا الفساد . ونستنتج مما سبق ان الأغلبية متورطة في الفساد وفي مستويات عالية في الدولة . لذلك نقول لا يمكن بناء دولة مقبولة في الحد الأدنى اذا لم تحارب الفساد وتقلل من سلبياته التي دمرت البلاد ودفعته الى حافة الهاوية . وكما قال الشاعر ( متى يكمل البيت تمامه –  اذا كنت تبنيه وغيرك يهدم ) ان التغيرات التي جرت في وزارة الدفاع والداخلية خطوة اولى على طريق محاربة الفساد يجب تشجيعها وتعميمها على كل الوزرات والمؤسسات في الدولة ، اضافة الى وجوب تقديم المشتركين في سرقة المال العام وفي الأرهاب الى العدالة وتطبيق القانون بحزم  بحق السراق وشركاء الأرهابيين المجرمين لكي ينالوا جزائهم العادل من جراء الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب والوطن. لأن ترك الفاسدين دون عقاب سوف يشجع اخرين على الأستمرار في سرقة المال العام وتدمير اقتصاد البلاد اضافة الى افساد الأنسان الذي هو اساس البناء . والله من وراء القصد….