آراء متنوعة

سياسة السوداني .. نقطة تحول للعراق

سياسة السوداني .. نقطة تحول للعراق

الكاتب يحيى الزيدي

حظيت زيارةُ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى الولايات المتحدة باهتمامٍ كبيرٍ من قبل الإدارة الأميركية، من حيث الاستقبال والبرنامج واللقاءات.
زيارة السوداني إلى الولايات المتحدة، التي استغرقت أسبوعا، كانت ناجحة، إذ ترأس السوداني في هذه الزيارة وفدا مهما كان على رأس طاولة المفاوضات.
هذه الزيارة ضمت لقاءً مع الرئيس الأميركي جو بايدن في الخامس عشر من نيسان/ أبريل الحالي، وكذلك عقد عدة جلسات مع كبرى الشركات الأميركية، بالإضافة إلى اللقاءات مع الجالية العراقية في الولايات المتحدة.
واشنطن نظرت إلى السوداني في هذه الزيارة على أنه شخصية عراقية سياسية تجسد واقع الشعب العراقي.. شخصية جاءت على وفق إرادة سياسية عبرت عن صوت الشعب العراقي من خلال صناديق الاقتراع.
زيارة السوداني ركزت على العلاقة بين العراق وأمريكا، وتفعيل دور الاتفاقية الاستراتيجية بين البلدين والوجود العسكري الأمريكي في العراق، بالإضافة إلى ملفات أخرى من بينها العقوبات على المصارف العراقية، والعلاقات الاقتصادية .
نعم.. الزيارة ستحقق هدفا ومرحلة جديدة للشراكة الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن، والتي ستكون الداعم لسيادة العراق، والتأكيد على إبعاده عن أي صراع قد يحدث في المنطقة.
السوداني أكد أن نتائج زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة خرجت بنتائج تصبّ لصالح العراق على صعيد الاقتصاد والسياسة والأمن واستقرار المنطقة، ولصالح بناء علاقات استراتيجية ثنائية، إلى جانب توقيع عدد من مذكرات التفاهم والشراكة بين القطاعين العام والخاص العراقي من جهة، وبين الشركات الأمريكية الرائدة الكبرى والمؤسسات المالية والمصرفية من جهة أخرى.
السوداني نجح داخليّا وإقليميّا ودوليا من خلال نهجه الوضح والملموس للجميع.. واستكمالا الى النهج الحكومي للسوداني وعقد الاتفاقيات مع الدول العربية والدولية والإقليمية، فقد استقبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في الثاني والعشرين من نيسان الحالي في مطار بغداد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وصل العراق في زيارة رسمية.
زيارة أردوغان للعراق تعد زيارة تاريخية، إذ إنها الأولى للرئيس التركي إلى العراق منذ 13 عاماً، وآخر مرة زار فيها بغداد كانت في 2011، حينما كان يشغل منصب رئيس الوزراء.
ووقع رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في بغداد، على اتفاق الإطار الاستراتيجي بين البلدين، الذي يعد خارطة طريق نحو شراكة اقتصادية شاملة.
السوداني وأردوغان أشرفا على مراسم توقيع مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والإمارات، تهدف الى التعاون المشترك بشأن (مشروع طريق التنمية) الاستراتيجي، وذلك بحضور أعضاء الوفدين التركي والعراقي، من وزراء ومستشارين.
أقول.. إن مشروع طريق التنمية الاستراتيجي سيسهم في تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز علاقات التعاون الإقليمي والدولي من خلال تحقيق التكامل الاقتصادي، والسعي نحو اقتصاد مستدام بين الشرق والغرب. كما سيعمل على زيادة التجارة الدولية وتسهيل التنقل والتجارة، وتوفير طريق نقل تنافسي جديد، وتعزيز الرخاء الاقتصادي الإقليمي.
نعم.. إن توقيع اتفاق الإطار الاستراتيجي الثنائي، وتوقيع 26 مذكرة تفاهم مشتركة لمختلف المؤسسات بين العراق وتركيا، سينعكس على الشراكة الاقتصادية والتنموية، إلى جانب التفاهم الرباعي الذي ضمّ العراق وتركيا وقطر والإمارات، بشأن مشروع طريق التنمية، والفرص الاستثمارية التي يحملها، والدخول في مرحلة جديدة من التفاهمات الأمنية والاقتصادية، وفي مجال إدارة المياه والحصص المائية في نهري دجلة والفرات، وكلها ستدفع بالعلاقات إلى الأمام.
السوداني، ولأهمية هذه المذكرات، وجّه من خلال جلسة مجلس الوزراء بـ “متابعة تنفيذ مذكرات التفاهم، وتوفير أقصى الجهود من أجل تحقيق أعلى مستويات المنفعة المتبادلة، ولجميع القطاعات والنشاطات التي تغطيها مذكرات التفاهم”.
ختاما أقول.. انفتاح السوداني وحكومته على البلدان الدولية والإقليمية والعربية يشكل نقطة تحول كبيرة في العلاقات مع العراق، لفتح آفاق تعاون مشتركة على الأصعدة كافة، يجني العراق ثمارها في المستقبل القريب إن شاء الله.
المصدر : صحيفة الزوراء

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!