لترفرف راية الرابع عشر من تموز علما وعيدا وطنيا للعراقيين جميعا

الكاتب: نوزاد بولص
 
لترفرف راية الرابع عشر من تموز علما وعيدا وطنيا للعراقيين جميعا
 

نوزاد بولص

مرت هذه الأيام الذكرى الخامسة والخمسون لثورة الرابع عشر من تموز بقيادة الزعيم العراقي الأوحد عبد الكريم قاسم ، كأي يوم عادي في تاريخ العراق المعاصر لعدم أهتمام الدولة العراقية الحديثة التي تأسست بعد سقوط النظام البائد على أيادي التيارات الدينية البعيدة كل البعد عن هذا الأنجاز التاريخي ، ولم يقرر هذا اليوم عيدا وطنيا يحتفل به العراقيين جميعا على الرغم كونه أول يوم لتحرير العراق من الملكية الى النظام الجمهوري في تاريخ العراق المعاصر الذي شهد الكثير من الويلات والنكبات بعد سقوط هذه الثورة العظيمة في شباط الأسود على أيدي البعثيين عام 1963 ، وعند الوقوف على أهداف الثورة سوف نرى لأول مرة تحرر الأنسان العراقي من الطغيان ، وخير دليل على ذلك قانون الأصلاح الزراعي وتأمين شركات النفط والمساوات والعدالة الأجتماعية والثورة الشعبية بمشاركة الملايين من أبناء الشعب ، كما أن ثورة 14 تموز أعطت للقوميات حقوقها وتظامنت معها وأعطت الحماية الازمة لهم ولجميع العراقيين ولم تفرق بين أحد ، فأصبحت ثورة العراقيين جميعا عربا وكوردا وكلدانا سريانا أشوريين وتركمانا وأخرون … بل حملت راية الثورة معاني ودلالات تعبر عن جميع مكونات الشعب العراقي  علما للعراق الحديث ، ولكن مع الأسف الشديد لم يتم أقراره في العراق الجديد بعد سقوط النظام ، و نستذكر هنا بهذا الشأن موقف القيادة الكوردية برئاسة مسعود بارزاني وكيف رفع علم ثورة 14 تموز في مبنى برلمان أقليم كوردستان بعد 2003، ولكن جوبه بمعارضة شديدة من القوى الاسلامية التي أحتكرت الساحة السياسية في العراق الجديد ، ولم يقر علما للعراق ،وبهذا الصدد كنت في جولة في محافظة أربيل قبل يوم من ذكرى الثورة  وأذ شاهدت علم ثورة 14 تموز الأغر مرفوعا على يافطة أحدى حدائق اربيل العاصمة الأقليمية لكوردستان العراق ، وقلت في نفسي كم أرى جميلا هذا العلم للعراق ، ولماذا لايرفع في كل المحافل الدولية ؟ وعند سؤالي لماذا رفع العلم هناك قال لي صاحب كازينو كورد وعرب بأنه تم افتتاح هذه الحديقة عام 1959 في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم الذي نكن له كل الأحترام وقد بقى هذا الأسم لحد هذا اليوم وقال بأنه كان هناك تمثال للأخوة العربية الكوردية تم أزاحته في زمن النظام البائد لكن أسم الحديقة باقي كما هو اليوم تشهادونه لمحبة أهل اربيل للزعيم ومدى أصالة هذا الشعب في الأحتفاظ بالأخوة مع أخوانهم العرب وتذكر السيد محسن صاحب هذه الحديقة الأغنية الشهيرة التي غناها المطرب أحمد خليل هنا ( هةربزي كورد وعرب رمز للنضال )

 
هذه هي أصالة الكورد وأصالة العراقيين جميعا ومحبتهم للثورة وزعيمها الخالد في قلوب الاحرار والوطنيين العراقيين ،لانها تمثل عنوانا للعراق وستبقى شامخة في ذاكرة الأجيال بلا منازع لانها ثورة الطبقة العاملة وثورة الكادحين والفلاحين ثورة الشعب العراقي بكافة مكوناته الدينية والقومية .

وفي الختام أدعوا جميع المناضلين الأحرار من المثقفين والسياسين والكتاب الأعلاميين  والقوى السياسية الديمقراطية واللبرالية ،المطالبة بأعادة علم العراق، راية ثورة 14 تموز الى العراقيين جميعا، ولترفرف راية الثورة في ربوع العراق الزاهي الجميل ، وليكن شعارنا  (ثورة 14 من تموز عيدا وطنيا وعلما للعراق في كافة المحافل الدولية )

 
 
 ..