مقالات دينية

اوراق الخريف (القسم الاول)

اوراق الخريف (القسم الاول)
الشماس ایشو توما
ابرع الخالق في مخلوقاته لاسیما بعدان صمم لكل مخلوق شكله وطبيعته وحياته .اضاف الى ذلك دورة حیاة ونھایة تزيله من الوجود.ضمن ھذه المفاھیم اذا القینا نظرة الى الطبیعة مثلا ونختار فصیلة الاشجار …ھناك فصل الربیع فیه تورق جمیع الاشجار وتحمل اوراق خضراء یافعة مفعمة بالحیاة ویلونھا الاخضر رمز الحیاة …ونرى كیف یتلاعب بھا النسیم فتتجاوب معه فترقص یمینا وشمالا … …وھي في اوج حیویتھا مانحة دیمومة حیاة للشجرة التي تحملھا
لكن الامر لا یستمر ھكذا طویلا …ھناك فصل الصیف ثم الخریف وفصل الشتاء …وكل فصل یلعب دوره في تلك الاوراق ،اذ یتغیر لونھا وشكلھا الاخضر حتى تنتھي وفي الخریف تصفر ھذه الاوراق وتبدأ …… تتساقط واحدة تلوة الاخرى
ھذه الظاھرة الغریبة لفتت انتباھي ھذه الایام لما یجري او یحدث حوالینا في مجتمعنا البشري …كل یوم نقرأ ونشاھد في وسائل التواصل الاجتماعي ما یلي :انتقل الى الحیاة الابدیة فلان بن فلان ، او فلانة بنت فلان … وكأنھم اوراق الخریف تتساقط واحد بعد الاخر دون ان نعیر لھذا الحدث ایة اھمیة تذكر نحسبھا روتین اعتیادي او عادة جاریة تمر مرور الكرام … كما تسقط اوراق الخریف ھكذا ھو حال ……الانسان …یولد صغیرا ویكبر ثم یبیض شعره ویھرم جسده ویذھب واحد بعد الاخر
ھل ھناك من یفكر ان ھذا ھو مجرد روتین مثل اوراق الاشجار في الخریف ؟ ھل بسبب دورته الحياتية انها قد اكتملت ؟ ام ھناك مغزي اخر لھذه الحیاة ؟
نعم الخالق خلق ھذا الكون ومن ضمنه الانسان حسب مخطط الھي …وجود…حیاة…وموت …لكن الانسان خصه الله بمیزة مختلفة بين باقي المخلوقات: احبه …وخلقه على صورته تكوین:١- ٢٧ …ولكن حتى بعد سقوطه في الخطیئة بذل ذاته لاجل خلاصة واعطاه حیاة جدیدة حیاة النعمة والقداسة والاشتراك في … الحیاة الابدیة مع الخالق
نستنتج من ھذا ان انا الانسان لست مثل اوراق الخریف تتساقط وتزول واحدة بعد الاخرى بل سانتقل الى . الحیاة الابدیة ،حیاة النعمة مع الخالق وھذه ھي غایة وجودي على ھذه الارض
اطرح لنفسي ھذا السؤال :ھل. انا الانسان عندما اموت اكون ضمن من یشترك مع الخالق في الحیاة الابدیة؟ام سوف احرم منھا ومصیري العذاب الابدي بسبب جھلي او معصیتي امام الرب …؟
لاننسى اننا نتساقط یوما مثل اوراق الخریف وھذا السؤال كل واحد منا ھو فقط یستطیع ان یجاوب عليه … لا احد غیرنا
لا سمح الله اذا كان الرد سلبیا …ھناك فرصة لا زالت في ایدینا لكل واحد منا اذا اردنا ذلك …فرصة التوبة والمغفرة من المسیح الحي الذي ھو رب الكل ومخلص الكل ،الذي قدم نفسه ذبیحة على الصلیب
لاجل خلاص كل البشر …ذراعيه وقلبه مفتوحة لكل واحد منا دون تمییز لیس لنا سوى قبول نعمته وفتح قلبنا له وطلب العون منه ھو لا یغیب املنا …انا ھو الطریق …والحق…والحیاة…من امن بي لا یموت بل ینتقل الحیاة الابدیة
اذن فلنؤمن ونتمسك بالمسیح وننتقل الى الحیاة الأبدیة اذا اردنا ذلك ،مصیرنا لیس مثل مصیر اوراق … الخریف ،نحن نسقط ولكن نقوم ونحیا مع المسیح وھذه ھي عظمة نعمة المسیح لنا
من منا لا یرید الحیاة الابدیة مع المسیح ؟الطریق مفتوح للكل لا یحتاج الا الارادة والایمان وقبول نعمة المسیح …ھذا سھل كل وسائل النعم متوفرة في تعالیم المسیح …كل ما نحتاج ھو اتباع المسیح … والاتكال عليه وھو یقودنا الى الحیاة الابدیة
كلنا نخطأ …الكل خطأ وزاغ ولم یبقى احد… ھكذا یقول الكتاب المقدس ،ولكن وسائل النعمة فاقت … الخطیئة بواسطة المسیح بھا نتغلب على الخطیئة ونتوحد من جدید مع المسیح
ھذه الایام المباركة یأتي الطفل یسوع لخلاصنا ویقودنا الى الحیاة الابدیة،فلا نضیع الفرصة التي ھي اثمن شيء في الحیاة طالما نحن في ھذه الحیاة …لنختار ما ھو سعادتنا الابدیة مع الخالق والا … سوف نتساقط مثل اوراق الخریف فلا ینفعنا بعد شي ٍء
….الحكیم السعید من ینال الحیاة الابدیة مع المسیح والقرار لكل واحد منا

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!