كيف ينبغي ان تكون صلاتنا! الاحد السابع من موسم الصيف

الكاتب: المشرف العام
ننقل لكم هذا اليوم ما كتبه غبطة البطريرك عن موضوع الصلاة وكيف يجب أن تكون مشيرا الى قراءة الانجيل المخصصة للاحد السابع من موسم الصيف حسب طقسنا الكلداني والتي تتضمن الفريسي والعشار والمقارنة بين صلاتهما
الموضوع منقول من موقع البطريركية الكلدانية

غبطة البطريرك مار لويس ساكو يكتب:
كيف ينبغي أن تكون صلاتنا؟! ألأحد السابع من موسم الصيف
الفريسي والعشار
لوقا 18:9-14
 
الصلاة اذا كانت في الاتجاه الصحيح هي أفضل خبرة  للتعرف على صورة الله  فينا وتكشف ايضا عن حقيقتنا نحن!
يعرض لنا يسوع في هذا المثل  موقف شخصين في الصلاة: الفريسي والعشار، ويبين اية صورة يحملان عن الله وعن ذاتهما.
 الفريسي. ينتصب( أي مستقيم) هو تقي مجتهد في تطبيق الشريعة ( القوانين) ويمثل صورة كلاسيكية لليهودي المتديّن.  يسوع يرفض هذا الموقف. وهناك عبارة استعملها في صلاته تكشف لماذا رفضت!
هي: ” لأنني لست مثل هذا العشار .. ” وضع نفسه امام الله بالمقارنة مع العشّار، وكأنه يعرف معيار الله في تقييمه وحكمه للبشر.  لذلك خرجت  صلاته عن مسارها الصحيح. فعاد الى البيت غير مبرر سار ضد التيّار.
أتمنى لك أن تعود فرحا ومليئا بالسخاء
 العشار . عاد  الى بيته مبررا. العشار خاطيء اجتماعي – حرامي يضاعف الارباح على حساب الناس دون النظر الى ظروفهم. عرف انه بائس وغير قادر على ان يعيد الحق لكل من سرقه  وظلمه (بمقدار120 %). يعرف ان هذا غير واقعي.  الامل الوحيد الذي يحمله في صلاته هو ثقته برحمة الله العظيمة  وطيبته .
لننظر الى موقفه كما يصفه لوقا: واقف بعيداً، لا يرفع نظره، يقرع على صدره. انه موقف توبة وليس موقف تواضع. اعتراف عميق بواقعه المرير ويريد ان يضع حدّاً لحالة الخطيئة التي  يعيشها.
كيف؟  لا يدعي معرفة الله مثل الفريسي، بل ينتظر في صلاته، رحمة الله ويؤمن بطيبته غير المشروطة والتي وحدها قادرة  ان تجعله يقف امامه.  من الجدير بالملاحظة  ان المثل لا يتغاضى عن كبر خطايا العشار.
في البداية الاثنان كانا مختلفين  والذي جمعهما كانت الصلاة  وفي النهاية اختلفا ايضا بسببها.  فالفريسي لم يبرر بينما برر العشار،  وهذا شكك  مستمعي يسوع  من الناحية الدينية والسلوكية! عاد الى عائلته فرحًا،  ومليئا نعمة وسخاء!
 لنتخذ  من المثل عبرة لحياتنا:
–  ان نكون صادقين امام الله وامام ذاتنا. لان الله يقبل كل انسان كما هو.
– ان نعترف بحدودنا وبحاجتنا الى رحمته تعالى وان نحافظ على الثقة به وبالأخرين، و ان ننبذ كل الاحكام على الاخرين ولنتركها لرحمة الله!

المصدر/ موقع البطريركية الكلدانية

..