مقالات دينية

المحبة هي هدف كل الوصايا … وغاية المحبة هي الوصايا

المحبة هي هدف كل الوصايا … وغاية المحبة هي الوصايا

بقلم / وردا إسحاق قلّو

   كمال المحبة يكتمل بتطبيق وصايا الشريعة كلها ، والتي اختصرها الرب يسوع بقوله ( تحب الرب إلهك من كل قلبك …) هذه هي الوصية الأولى . والثانية مثلها ( تحب قربك كنفسك ) ” مت 22: 36-40 ” . إذاً المحبة هي هدف كل الوصايا ، أما ( غاية الوصية فهي المحبة ) ” 1 تي 5:1 ” .

  الكمال لا يتم بالإيمان مهما بلغ ما لم يرتبط بالمحبة ( طالع أنشودة المحبة 1قور 13: 1-3 ) . المحبة أفضل من الإيمان والرجاء التي يجب أن تنصهرا ببوتقة المحبة لكي يتأنى المؤمن في حياته فيتحمل الإثارة والإستفزار والإضطهاد ( غل 5 ) ومحبة الإنسان تشفق على المخطئين إليه أو إلى غيرهِ كما ترفق يسوع على المراة الخاطئة التي ضبطت في ذات الفعل ، هكذا نحن أيضاً يجب أن نعامل الخطاة ، لهذا قال الرسول ( إذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم ، والمذلين كأنكم أنتم أيضاً في الجسد ) ” عب 3:13 ” والي يعيش في المحبة لا يحسد أحداً ، بل يتمنى له المزيد . وأفضل مثال في الإنجيل عن المحبة التي لا تحسد ، موقف يوحنا المعمدان من المسيح الذي بدأ يبرز أكثر منه ، فقال ( ينبغي أن ذلك يزيد وأنا أنقص ) ” يو 30:3 ” كما أن الذي يعيش في المحبة لا ينتفخ متكبراً على الآخرين ، بل يتعامل معهم بمودّة عندما نقرأ سيرة القديسين البالغين في علو المحبة فنجدهم يقولون عن أنفسهم بأنهم خطاة ، والرسول بولس العظيم الذي أختطفه الروح إلى السماء الثالثة . خير مثال على هذا ، قال ( والخطاة الذين أولهم أنا ) ” 1 تي 15:1 ” .

  على المؤمن أن ينبذ الكبرياء والتفاخر وحب الذات ، لهذا قال ( لا أفتخر إلا بضعفاتي ) ” 1 قور 5:12 “. وهكذا المحبة لا تقبح أو تجرح أحداً أو تظهر مساوءه للآخرين ، بل ( المحبة تستر كثرة من الخطايا ) ” يع 20:5 ” والمحبة لا تطلب ما لنفسها ، بل تهتم بالاخرين ( فل 4:2 ) فالذي لا يطلب لنفسهِ ، بل يقدم غيره في الكرامة فهو ذلك الإنسان الذي يتكأ في نهاية المجلس . والمحبة لا تحتد لأنها مستعدة لإحتمال الإزدراء والمهانة بكل حب ( أف 31:4 ) وأبرز مثال على هذا محبة داود الملك عندما أساء إليه إبنه وخانه لكي يستولي على عرشه ، لم يحتد عليه بل أوصى قادة جيشه قائلاً لهم ( ترفقوا بالفتى إبشالوم ) ” 2 صم 5:18 ” هذه هي المحبة الحقيقية التي تتانى وترفق والتي لا تظن السوء لأحد مهمابلغت أخطائه . كما أن المحبة لا تفرح بالأثم ، لهذا يقول الكتاب ( لا تفرح بسقوط عدوك ولا يبتهج قلبك إذا عثر ) ” أم 17:24 ” فداود لم يسر بموت شاول ، بل رثاهُ وبكى عليه ( طالع 2 صم 1 ) . أما فرح المحبة فهو بالحق الذي يوافق إرادة الله . فالإنسان المحب يقف مع المظلومين ولو كانوا أعداءه .

   هكذا المحبة تتحمل كل شىء كإحتمال الرسل والشهداء والأنبياء جميع أنواع العذابات حتى آخر قطرة من دمائهم ( 2 قور 6 ) والذي يعيش في المحبة يصدق كل شىء ، لكن أولاً وصايا الله أكثر من أقوال الناس ، فكل ما يعارض كلام الله يجب أن لا نصدقه . كما أن المحبة ترجو كل شىء ، فالرجاء هو أولاً بالله أكثر من الرجاء بأي إنسان مهما بلغت منزلته . لهذا تقول الآية ( الرجاء بالرب خير من الرجاء بالرؤساء ) ” مز 118 ” . والمحبة يجب أن تصبر على كل شىء كإحتمال الآلام من أجل المسيح الذي تحمل من أجلنا .

   أخيراً نقول : أن المحبة لا تسقط أبداً لأنها قوية كالموت كما يقول سفر نشيد الأناشيد . فمياه كثيرة لا تستطيع أن تطفىء المحبة واليول لا تغمرها ( نش 8: 6-7 ) وذلك لأن المحبة متقدة كالنار ، وقوية وثابتة كالبيت المبني على الصخر . لا يمكن أن تزعزعها الرياح . وهكذا يجب أن تكون كاملين في المحبة لأن ( الله محبة ) والله أظهر محبته على الصليب عندما غفر لصالبيه ، قال ( يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يدرون ما يفعلون ! ) .  

  التوقع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) ” رو 16:1 “

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!