مقالات سياسية

المستفيدون من هذه الفوضى والمستقبل المجهول

الكاتب: قيصر السناطي
الأحداث المتسارعة في العراق تنذر بدخول البلاد في الفوضى والمجهول ، بعد الفشل من قبل الحكومة والقضاء في محاسبة الفاسدين وتقديمهم للعدالة ،لقد كانت الحكومات التي توالت على الحكم منذ السقوط ولحد الأن تفكر في تقسيم الكعكة العراقية ضمن مصالح حزبية وطائفية وشخصية ، لقد اشترك معظم العراقيين في الفساد سواء بصورة مباشرة او غير مباشرة ،ولم يعملوا من اجل مصلحة الشعب ، وأصبحت اطراف السلطة كلها مستفيدة من خيرات العراق ولكن بصورة غير مشروعة ، مما ادى الى اهدار مئات المليارات من الدولارات من اموال العراق دون ان تقدم الحد الأدنى من الأخلاص للعراق وفشلت في تقديم اي خدمات للشعب طوال13 سنة من حكم المحاصصة ، وكان السيد المالكي اكبر المستفيدين من اموال العراق وهو يتحمل كامل المسؤولية في اهدار المال العام بالمشاركة مع القضاء العراقي المسيس والذي شارك بصورة او بأخرى في استشراء الفساد في كافة مفاصل الدولة لكونه رئيس لوزراء العراق لمدة ثمان سنوات وتستر على الفاسدين، ولم يقدم اي وزير فاسد الى المحكمة ،والسبب لكون القضاء فاسد وشريك مع الفاسدين في مراكز السلطة ،وهنا السؤال كيف السبيل الى الحل في ظل التهديد الد*اع*شي والقوى الفاسدة ؟ التي وضعت العراق في هذا المأزق التأريخي ، لقد قلنا سابقا ان الفوضى ليست هي الحل بل هي حبل النجاة للفاسدين الذين يتنظرونها بفارغ الصبر لكي يهربوا الى خارج العراق ويتمتعوا بالأموال المسروقة بعد ان يتم توزيعها الى اسرهم وعندها سوف يضيع الخيط والعصفور .
 لقد اضاع السياسيون  في العراق فرصة ذهبية في تغير الواقع الأقصادي والأجتماعي والسياسي خلال 13 سنة من حكم المحاصصة وقبلها اضاع صدام والبعث 35 سنة في الحروب العبثية،اي ان جيلان  قد سحقا في العراق وارجعوا البلاد عشرات السنين الى الوراء بالرغم من الخيرات الكبيرة التي لو استغلت في الأستثمارات لكان العراقيون يعيشون في بحبوحة من العيش الكريم ،والأن ماذا ننتظر من الفوضى الراهنة؟ هل ينتظرا العراقيون عشرة سنوات اخرى لكي يأتي الأستقرار والأصلاح ؟،حقا الوضع الراهن يدعوا الى الرثاء ، حيث الملايين هاجرت الى اوطان بديلة وأخرى مهجرة داخل الوطن بسبب العمليات العسكرية وأخرون يعانون من البطالة والمرض والفقر والسياسيون الفاسدون يتصارعون من اجل المغانم او من اجل خلط الأوراق لكي ينفذوا بجلودهم ، لأن الأستقرار يمكن ان يضعهم خلف القضبان ، والمشهد العراقي لا يبشر بأي خير ، بسبب تداخل المواقف فالسارق اصبح ضمن المعتصمين والشريف اصبح في حيرة من امره ازاء هذا الوضع الذي ينذر بكارثة اشد قوة من كل الكوارث السابقة ، وكما قال احد الشعراء العراقيين حقا نحن شعب لا نستحي ،فالفاسد اصبح وطنيا والوطني اصبح خارج المعادلة والله وحده عالم بما ينتظر شعب العراق من ويلات قادمة تضيف الى معاناته ويلات اخرى والى مسلسل حزين اخر يضاف الى المآسي السابقة. والله من وراء القصد.  ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!