مقالات دينية

يسوع هو آلمسيحُ آلمخلص  .. وهو الله

يسوع هو آلمسيحُ آلمخلص  .. وهو الله

إعداد / جورج حنا شكرو

يسوع هو آلمخلِّصُ آلموعود لآدم لِيُعيد لهُ المجد الذي خسره بخطيئته. تغرَّب آدمُ آلأنسانُ و نسلُه عن آلله ، عن مجده وخيراته التي كان يتمتع بها وهو في آلفردوس. فوعده آلله بِـ ” إِبنٍ ” ، لا يشتركُ بخطيئة آلإنسان ، ويتمَتَّعُ بآلقدرة التي خسرها آلإنسان ، فيسحق رأس ابليس آلشرير ، ويُحَرِّرُ آلإنسان ويُعيد إليه مجدَه ، إِنمَّا يدفعُ ثمنًا عن ذلك بحياته (تك3: 15) . تمَّجدَ يسوع بموته إِذ أطاع آلله ولم يخطأْ وفدى آلبشرية من آلهلاك آلمحتوم .

 يسوع هو آلمسيحُ آلملك ، إبن آلله !

هذا آلمُخَلِّص ، الشخص آلأيماني ، سيولد من نسل أبراهيم آلمؤمن ” ومن نسلك يخرج ملوكٌ واُقيم عهدًا أبديًا بيني وبينك وبين نسلك من بعدك ..” (تك 17: 6-7 ) . وبعد ابراهيم بمئات آلسنين سيظهرُ في شعب آلله نظامُ قيادةٍ ملكية. وسريعًا سيتَحَدَّدُ مولد ” المسيح آلملك “ من نسل داود آلملك ، يكون إبنًا لله ومُلكه يدوم للأبد (2صم7: 13-16). هذا الذي يقوله آلملاك لمريم عن يسوع :” تدعين إسمه يسوع، فيكون عظيمًا وآبنَ آلله آلعَليِّ يُدعى. ويُعطيه آلربُّ آلإله عرشَ أبيه داود، ويملك على بيت يعقوبَ للأبد” (لو1: 31-33). ولمَّا سألَ يسوعُ آلرسلَ من هو بآلنسبة إليهم إعترفوا أنه ” المسيح إبن آلله آلحَّي “ (مت 16: 15-16). أما لقبهُ آلأشهر وآلرسمي عند آلكتبة وآلفريسيين وحتى عامّةِ آلشعب فكان” المسيح ابن داود”

 وبهذا آللّقب إِسترحمَه العُميان وآلبرص وشفاهم : ” يا يسوع إبن داود إرحمتي” (لو 18: 38؛ مت 9: 27؛ 20: 30 ) وحتى آلكنعانية آلوثنية نادت عليه بهذا آللقب (مت 15: 22) . ولمَّا سأل يسوع آلفريسيين عن لقب آلمسيح :” إبن من هو؟.. أجابوه إبنُ داود”. ثم كشف لهم كيف أنه في نفس آلوقت هو ” ربُّهُ ” أي ألله في هيئة إنسان (مت 22: 42045) . و هكذا دعاه آللهُ إبنَه (متى3: 17؛ 17: 5) .  ونعت يسوع نفسَه في أغلب آلوقت بلقب ” إبن الإنسان “ و” رب آلسبت” (متى12: 8)، وتظهر آيته في آلسماء (متى24: 30). وسألوه عن ” من هو ابنُ آلإنسان الذي يرمز به ألى آلمسيح ” أجابهم أنه “هو نورُ آلحَّق آلألهي” و دعاهم إلى آلأيمان به ليكونوا ” أبناءَ آلنور” (يو12: 34-36؛ 8: 12).

 يسوع هو آلله !

فيسوع هو إذًا إبن آلإنسان ” ابن ابراهيم ، إبن داود ، إِبن مريم”. لكن ليس له أب إنساني ولد من زرعه. بل ولد من مريم. وقال آلأنجيل :” في آلبدء كان آلكلمة. وآلكلمة كان عند آلله. وكانَ الكلمةُ آللهَ… الكلمة هو آلنور آلحَّق جاءَ إلى آلعالم ..وآلكلمة صار بشرًا ..فرأينا مجدَه كإبنٍ له أوحد “ (يو 1: 1-14). وهكذا فآلآبنُ آلأوحد لله صارَ إبنًا للأنسان . فآبنُ مريم ، يسوع ، ليس سوى إبن آلله ، أو كلمة آلله ، الذي تجسَّد أي أخذ آلناسوت من مريم آلعذراء. و يسوع يعني ” الله يُخَّلص”، وقد دعاه إشعيا ” عمانوئيل ” اي ” الله معنا “ (مت 1: 21).

 قال يسوع بأنَّ اللهَ أبوه !

لم يتحدَّث يسوع عن هويته بقدر ما تكلم عن رسالته ، وآلحقَّ الذي جاء لينشره في آلعالم ليعيش آلبشر في سلام وإخاء . لكن مع ذلك أعلن كثيرًا عن أزليته وعن أنه مُرسَل آلله آلآب ، وعن أنه واحد معه في آلقول وآلفعل ، مما يُشير إلى لاهوته . لكنه لن يُقَصِّر أيضًا في قوله آلصريح عن هويته آللاهوتية . في جدالٍ حامٍ مع آليهود قالوا له : ” إلى متى تُبقينا حائرين؟. قُل لنا بصراحة ” هل أنتَ آلمسيح “؟ . فعرضَ عليهم سيرته وأعماله التي هي من الله ولا يمكن أن تتحقق بقدرة بشرية ، طريقًا سهلاً ليفهموا هويته ، أنه ” المسيحُ إبن آلله آلحَّي “ (لو5: 36) . لكنهم أبدوا شكوكًا . فقال لهم بآلقول آلصريح : ” أنا وآلآب واحد “ (يو 10: 30).

أراد آليهود أن يرجموه فآعترضَ عليهم : ” أَرَيتُكم كثيرًا من آلأعمال آلصالحة من عند آلآب، فلأيِّ عملٍ منها ترجموني”؟. أجابوا … بل نرجمك لتجديفك . فما أنت إلاّ إنسانٌ ، لكنَّكَ جعلتَ نفسَك إِلَهًا “. رفض آليهود أن يشفي في يوم آلسبت ، كما حصل لمَّا شفي في آلسبت كسيحَ بركة بيت حِسدا . لا فقط رفضوا آلأيمان به بل : ” إزدادوا سعيًا إلى ق*ت*له ، لأنه مع مخالفته الشريعة في آلسبت قال إنَّ آلله أباه ، فساوى نفسَه بآلله “ (يو5: 18) . فقال لهم يسوع : ” أما جاءَ في شريعتكم أنَّ آللهَ قال: أنتم آلهة؟. فإذا كان الذين تكلموا بوحيٍ من آلله آلهةً … فكيف تقولون لي، أنا الذي قدَّسه آلآب وأرسله إلى آلعالم، أنتَ تُجَدِّف، لأني قلتُ ” أنا إبنُ آلله … صَدِّقوا أعمالي حتى تعرفوا وتؤمنوا ” أنَّ آلآبَ فيَّ وأنا في آلآب “ (يو10: 31-36).

 من رآني رأى آلآب !

بعد أن قال يسوع أنه ” واحد مع آلآب “ لم يهضم آلتلاميذُ هذا آلقول بسهولة . كيف يكون يسوع ” آللهَ “ وهم يرونه أمامهم ويتعاملون معه كلَّ حين كما يتعاملون مع بعضهم . بقي آلغموضُ يلُّفُ فهمَهم . يتمَّنون أن يروا آلأمور بشكل أوضح أو أبسط . ولمَّا تحدث معهم عن غيابه آلقريب بآلموت ، وأنهم يعرفون آلطريق إلى أين يذهب ، فكروا ربما يلحقون به . و لكن من يدُّلهم على آلطريق ؟. سألوه عنها . فردَّ : ” أنا آلطريق وآلحَّق وآلحياة. لا يجيءُ أحدٌ إلى آلآب إلاَّ بي “. ربما فكروا أن يختصروا آلطريق فرأوا أنَّ آلأفضل هو أن يروا آلآب قبل مغادرة يسوع . وهذا يكفيهم فلا يقلقون ولا يتحملون مشَّاق آلطريق وهو مجهول عليهم . فقال له أحدُهم : ” أرنا آلآبَ وكفانا “. فقال له يسوع : ” أنا معكم كلَّ هذا آلوقت، وما عرفتني بعدُ يا فيلّبس ؟. من رآني رأى آلآب … أنا في آلآب وآلآبُ فيَّ “ (يو14: 5-11) .

إِذا كان آلآبُ اللهَ فيسوعُ أيضًا ألله . ليس سهلا فهم جوهر حياة آلله ، هويته . نحن نعلن آلحقيقة أن آلله واحدٌ ، هو آلآب وآلآبن وآلروح آلقدس . كما ظهر في عماد يسوع (متى3: 16-17). وهو ليس ثلاثة آلهة . بل إله واحد في ثلاث صفات جوهرية نُسَّميها أقانيم ، هي ألقدرة ( الآب ) ، و آلمعرفة ( الآبن ) ، والمحبة أو آلحياة ( الروح آلقدوس ) ، تتميَّز بينها ، لكنها لا تنفصل عن بعضِها بل تعمل عملا واحدًا متناسقًا . وليس آلفرق بينهم بآلطبيعة وآلجوهر بل بآلدور آلمنسوب إلى كل أقنوم . ففي يسوع آلمسيح رأينا آلله آلمُتَجَّسد (1يو1-3).

بقلم / القس بـول ربــان

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!