كرازة الأب نوئيل… الأحد الثالث للتوبة

الكاتب: مايكل سيبي
كرازة الأب نوئيل… الأحد الثالث للتوبة (الرابع من الصيف)

مايكل سيبي

 بـدأ الأب نوئيل كـرازته مستـوحاة من قـراءته لإنجـيل مرقـس 7 :1-23 بتأريخ 17 آب 2014
فـقال:
من إنجـيل هـذا الأحـد نقـرأ عـن أناس يأتون من أورشليم هم فـريسيّـون مدعـوون ليرَوا المعـلم يسوع وتلاميـذه فجـلسوا يسألون عـن تعـليمه، ولكـنهم رأوا أن التلامـيذ يعـملون شيئاً مخالفاً لتـقالـيد الكهـنة اليهـود وهـو الأكـل بـدون غـسل الأيادي.
طبعاً النـظافة ضرورية حـضارياً وعـلى الإنسان أن يهتم بها، ولكـن لا أنْ يكـون شيئا قانونياً إلهـياً ويوضع ضمن وصايا الله، فـهـذا غـير مقـبول، ولهـذا السبب يسوع يقـول لهم: تركـتم وصايا الله وتمسكـتم بتقاليـد الناس.
هـذه قالها لليهـود قـبل 2000 سنة وليس يقـولها لـنا نحـن كـلـدان لأن أكـيـد جـدي وجـدكم كانـوا أناساً مؤمنين وطاهـرين وأصلاء، ولكـن هـناك مَن يقـبل اليوم بهـذه التقاليـد من أناس غـرباء ، البـدو ذوي ديانة غـير مقـبولة لـدينا … اليوم نرى ما الـذي يفـعـلونه بإخـوانـنا وأخـواتـنا وأبنائكم وبناتكم في قـرانا ومـدنـنا، وهـذا ليس شيئا جـديـداً وليست المرة الأولى ترتـكـب الجـريمة بحـقـنا.
الوصية الإلهية الأولى تقـول: أنا هـو الرب إلهك لا يكـن لك إله غـيري.
إذا هـكـذا هو الله الـذي نعـبـده ونسجـد له في هـذا الـقـداس الإلهي ونـقـول: عـنـدك يا إله إبراهيم وإسحق ويعـقـوب … فإنه إله حـق وعادل، وحـين يشتـرك مع هـذا الله في الكـنيسة إله الهلال للبـدو الـذي هـو حـتى اليوم رمز عـلى عـلمهم، أو إله البوذيّـين والهـنـدوس وكـنـفـوشيوس، أظن أنـنا نـترك وصايا الله ونـشارك آلهة أخـرى.
يجـتمع بعـض رؤساء كـنيسة المسيح ويقـولون: ديانات سماوية إبراهـيمية وحـوار الأديان بحجة أخـذ وعـطاء وحـوار، ونعـرف جـميعـنا بأن هـكـذا حـوار أصبح عاقـراً ولا يزال هـناك أناس يتـغـنـون بهـذه القـوانة المشخـوطة.
الـديانة الإبراهـيمية هي إثـنـتان اليهـودية والمسيحـية وليس ثلاث، فإله إبراهـيم وإسحق ويعـقـوب، ليس إله إبراهيم وإسماعـيل … كما قال الـﭘاﭘا بـينـدكـتـوس.
قالت سارة لإبراهـيم: إن إبني لا يمكـنه أن يعـيش مع إبن هاجـر الخادمة، والله أوصى إبراهـيم أن يطردهما … تكـوين 8:21
إخـواني وأخـواتي المؤمنون: ليس صحـيحاً أن يقـول يسوع لهؤلاء الرؤساء والشعـب المسيحي يؤمنون بإله واحـد… إنّ إله يسوع وإله نبي الـبـدو هـو واحـد… سيقـول لهم تركـتم تـوصيات الله وعـملتم بتـقاليـدكم بحجة الحـوار وتـقارب الأديان.
يسوع قال: لا تـرموا خـزائـنكم وجـواهـركم أمام الخـنازير، ونحـن نقـول لأولـئك، تعالوا لنـصلي في كـنيستـنا، لنسمع صوت ـ ألله أكـبر ـ أذان يصدح في كـنيستـنا، قـد يقـول بعـض الناس الفاهـين: وماذا بها، إنهم يؤمنون بإله واحـد، أليس إله واحـد.

إله يسوع إلهـنا هـو إله الثالوث الأقـدس وكـل ديانة منحـرفة هي ـ شـرك ـ يعـني مشاركة إله آخـر معه. ولهـذا وصية الله هي: أناهـو الرب إلهـك، لا يكـن لك إله غـيري.
أعـزائي الكلدان: تركـتم إله إبراهـيم وإسحق ويعـقـوب وتمسكـتم بتقاليـد الأنبياء الكـذبة عـن الأكلات الحـرام والحلال.

قـطعة كـبـيرة عـلى باب الدكاكـين لحـم حلال، رمضان كـريم …، بمعـنى اللحم فـقـط هـو حلال أما بقـية المأكـولات حـرام …. يا حـيف شعـب واعي يصل إلى هـذا الحال.
طبعا أصحاب الدكاكـين هم كـلـدان مؤمنون وأناس طيـبون، والزبائن هم أبناء الكـلـدان المؤمنون الطيـبون، فـما الـداعي لتـكـون هـذه اللافـتة معـلقة هـناك؟
أقـول لأخي وأخـتي: تركـتم وصية الله وتمسكـتم بتـقـليـد الآخـرين .
إقـرأوا أعـمال الرسل 10 : 9-16
مار شمعـون “كيـﭙا” وهـو جائع قـريب من الشاطىء في مدينة القـيصرية عـنـد رجل إسمه كَـرنـيلـيوس رأى رؤيا، مائـدة نزلت من السماء وفـيها أنـواع المأكـولات وصوت يقـول: ﭘـطرس، قـم إذبح وَ كـل!!! قال ﭘـطرس: كلا، فأنا لم آكـل طعاماً نجـساً … فـقال له الصوت: إنّ ما طهـره الله لا تـحـرمه أنت.

 
قـولوا لصاحـب دكـان: لا تـتـرك وصايا الله وتـتـمـسـك بتـقـلـيـد الآخـرين!.

أما عـن القـطعة ـ الخـبز العـربي ـ التي عـلى الـجـدار، فحـين تخـرجـون من كـنيسة مار ميخا إسألـوا صاحـب الـدكان الـذي أعـرفه هـو كـلـداني جـيـد، هـل هـو بـدويّ؟ هـل أن خـبّازته بـدوية؟ أكـيـد هي كـلـدانية، وحـتى إذا لم تكـن فـلماذا يفـرض عـلينا خـبز الـتـنـور والـصاﭻ الـذي كانت تخـبزه أمي وأمكـم؟
لماذا يا أمي تقـبلين جـهـدكِ وعـرق جـبـينـك يأخـذه إبن هاجـر الخادمة؟
يا أمي: لـيُـدعى بإسم إبن الأميرة سارة! التي هي أخـتـنا الكـلـدانية من أور من قـرانا زاخـو وألقـوش وتلسقف وبطنايا وتلكـيف وكـل القـرى في الجـبال والصحراء.
قـولوا لأولـئك الناس أن يرفـعـوا تلك القـطع ويضعـوا عـوضها أشياءاً تخصنا وبلغـتـنا الكـلـدانية وليس بلسان الـبـدو.
وفي الخـتام: مَن له أذنان للسمع فـليسمع…