مقالات دينية

المبخرة في العهد القديم والجديد

المبخرة في العهد القديم والجديد

بقلم / وردا إسحاق قلّو

    قال الرب ( فيحرق هارون عليه بخوراً عطراً في كل صباح …فيظل البخور موقداً أمام الرب من جيل إلى جيل ) ” خر 30 : 7 -8 “

كانت المبخرة قديمًا بغير سلاسل تحمل باليد بعد أن تملأ جمرًا من النار المضطرمة على مذبح التقدمة. ولا تزال هكذا المجمرة عند الكنيسة السريانية الشقيقة. وكانت توضع على المذبح. وأحيانًا على قبور الراقدين عند الصلاة على نفوسهم ويرش الكاهن البخور على النار فيتصاعد من الرائحة العطرية.

مكان المحرقة أو الذبيحة كانت تمثل المذبح التاريخي في العهد القديم . والمبخرة توضح لنا قصة الذبيحة الإلهية في مخطط الله الخلاصي
والمبخرة هي الذي كان منذ البدء مخططاً ذبائحياً ، يتمَ عليه الخلاص لجميع البشر. فحيثما يخرج دخان المحرقة هناك يكون الذبح ، لذلك تـُشبه المبخرة بالمذبح . والمذبح بالمبخرة .

نذكر بعض الشواهد عن البخور وأهميتها في العهد القديم : قال الله لموسى ( … وتصنع مذبحاً لإيقاد البخور ) ” خر 1:30 ” .

أي كان هناك مذبح لإيقاد البخور ، والبخور يعتبر ذبيحة يقدمونها على المذبح الذي كان يطلق عليه ( مذبح البخور ) . لقد أهتم الله بهذا المذبح وأعطى له أهمية كبيرة لهذا أمر موسى بأن تكون المبخرة مغشية بالذهب الخالص من الداخل والخارج . ويكون للمبخرة إكليل من ذهب أيضاً ، وكانت المبخرة لا تعلق بسلاسل بل كانت تحمل على عصوين مغشيين بالذهب ، وكانوا يضعونها أمام الحجاب الذي كان أمام تابوت عهد الرب ( طالع خر 30: 3-6 ) المكان الذي كان يجتمع الله مع موسى .

أما نوع البخور المستخدم للحرق داخل المبخرة فيجب أن يكون عطراً وبحسب وصايا الرب ، فكان هارون رئيس الكهنة يوقد بخوراً صباح كل يوم ( خر 7:30 ) . كذلك في المساء أمر الرب أن يستمر حرق البخور ، فقال ( … بخوراً دائماً أمام الرب في أجيالكم ) ” خر 8:30 ” وأكد الرب قائلاً ( لا تصعدوا عليه بخورًا غريبا ولا محرقة أو تقدمة ، ولا تسكبوا عليه سكيبًا. يصنع هرون كفارة على قرونه مرة في السنة . من دم ذبيحة الخطية التي للكفارة مرة في السنة يصنع كفارة عليه في أجيالكم ) . وقد ذكر في ( خر 34:30 ) المواد التي يصنع منها البخور ، قال الرب لهارون :

( خذ لك أعطاراً. ميعة وأظفاراً وقنة عطرة ولباناً نقياً. تكون أجزاء متساوية؛ فتصنعها بخوراً عطراً صنعة العطار مملحاً نقياً مقدساً، وتسحق منه ناعماً، وتجعل منه قدام الشهادة فى خيمة الاجتماع حيث اجتمع بك. قدس  أقداس يكون عندكم . والبخور الذى تصنعه على مقاديره ) ..

وإعتبر البخور المصنوع للتقدمة مقدساً للرب ، بل قيل أكثر من هذا أنه ( قدس الأقداس ) يكون عندكم ( طالع خر 36:30 ) فلا يسمح لأحد أن يصنع مثله ليستخدمه في بيته  ، فتلك البخور الذكية العطرة كانت تصعد إلى الرب الإله .

أما في العهد الجديد إستمر طقس حرق البخور . قال الرب ( فيظل البخور موقداً أمام الرب من جيل إلى جيل ) ” خر 30 : 7 -8 ” ، ففي العهد الجديد صرح يسوع بأن لا يلغي نقطة واحدة من الناموس ، بل جاء ليكمله ، كذلك لا توجد آية أو نص العهد الجديد يمنعان وقف حرق البخور في الكنيسة لهذا إستمرت كل الكنائس الرسولية الشرقية والغربية بحرق البخور أثناء قيام الذبيحة الإلهية على مذبح الكنائس . دخان البخور الصاعد نحو السماء يرافقه صلوات أبناء الكنيسة المقدسة لتصعد صلواتهم معطرة إلى محضر الرب .

يذكر العهد الجديد عن مبخرة العهد القديم ويقول : ( كان وراء الحجاب القبة التي يقال لها قدس الأقداس ، وفيها الموقد الذهبي للبخور وتابوت العهد وكله مغشى بالذهب … ) ” عب 4:9 ” . في المسيحية المبخرة لا تحمل على عصوين بل تعلق بأربع سلاسل يحملها الكاهن أو الشماس من الجزء العلوي ، وتتكون من الأجزاء التالية المثبتة في هذا المخطط :

المبخرة في العهد القديم والجديد

كتب المتروبوليت باسيليوس منصورعن المبخرة وقال :

لماذا ينحني المؤمنون عندما يبخرهم الكاهن؟

لأن المبخرة والبخور يمثلان الكنيسة بأكملها.. فالاثني عشر جرساً هما رمز للرسل الاثني عشر وإلى بشارتهم التي خرجت بأصواتهم إلى كل الأرض، كما يسمع رنين الأجراس إلى أماكن بعيدة عن موقع الرنين..

والبخور هو رمز للإله أي المسيح..

والغطائين الذين يحتويان البخور يرمزان إلى أحشاء البتول التي احتوت نار اللاهوت بداخلها..

ودخان البخور المتصاعد يجمع صلوات وطلبات المؤمنين ويرفعها موحدَّة إلى حيث الله يقيم (رمزياً إذ لا مكان محدد لله)..

وعندما يخرج المبخر حاملاً المبخرة وبعد تبخير أيقونتي السيد والسيدة يبخر عرش الأسقف اعترافاً منا بحضور الله غير المنظور بيننا .

 في الختام نقول : إستمر حرق البخور بعد العهد القديم في الكنيسة المقدسة ، فهل سيستمر حرق البخور في السماء أيضاً ؟

 يذكر كاتب سفر الرؤيا في أكثر من موقع وجود مذبح من ذهب خاص لحرق البخور أمام عرش الرب ، فيقول : ( وجاء ملاك آخر فقام عند المذبح ومعه مجمرة من ذهب ، فأعطى عطوراً كثيرة ليقربها مع صلوات القديسين على المذبح الذهب أمام العرش ، وإرتفع من يد الملاك دخان العطور مع صلوات القديسين في حضرة الله ) .  ليقبل الرب صلواتنا المرفوعة إليه بعطر البخور .

توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) ” رو 16:1″

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!