مقالات

الكرة المستديرة افيون الطغاة الجزء الثاني

الكرة المستديرة افيون الطغاة الجزء الثاني.
عادت بنا احداث مباراة دهوك والقوة الجوية الى اعوام خلت، حين كانت هذه الافعال تتكرر دائما وتحدث كلما حل نادي من الاندية العراقية ضيفا على ملاعب محافظات الاقليم الشمالية وخصوصا دهوك واربيل وزاخو.
كتبت حينها مقالا تحت عنوان “الكرة المستديرة افيون جديد للطغاة”.
كرة القدم التي هي ومن المفترض أن تكسر الحدود وتقوي اواصر التواصل المجتمعي بين مختلف محبي هذه الرياضة ومتابعيها.
رياضة بات الملايين يتابعونها ويعشقونها بجنون، ولكن للأسف باتت نسبة كبيرة منهم “في المجتمعات المخدرة بالوعظ الديني + سلطة الحاكم الفاسد” تساق ويندفعون كقطيع لا يفقه من الرياضة شيآ سوى التعصب واثارة النعرات القومية والطائفية، تسير خلف وعظ فقيه المنبر الرافض كونها منكرا وفعلا حراما! او لا ضير منها بشرط ان تتوافق مع خطاب السلطان الفاسد ومن يسير ويقود الدفة و قطاع الرياضة وكرة القدم خاصة اللاتي نحن بصددها الان.
لم يختلف شيء فالشحن القومي مستمر وعلى اوجه، وما ان تحل مناسبة صغيرة او كبيرة تخص الشأن السياسي او حتى مباراة كروية الا وتجد امورا وصراعا وسعارا قوميا طائفيا كريها يطفو على السطح وينقسم المتصارعون على صفحات التواصل الاجتماعي على اسس اثنية وحتى طائفية. ليقوم المسؤول الفاسد بتخدير العقل المخدر اصلا ولشغله عن امور تتعلق بحاجاته اليومية والخدمات المتردية وحقوقه المنتهكة.
من المعلوم ان احداث الشغب قد تحصل في افضل واحسن الدوريات والملاعب العالمية في اوربا واسيا وقد تخرج عن نطاق السيطرة احيانا،ولكن ما حدث في مباراة دهوك والقوة الجوية مبرمج وممنهج فهي ليست الحادثة الاولى ولن تكون الاخيرة في الملاعب الشمالية والجنوبية.
المشجعون وعاشقوا كرة القدم في دهوك وغيرها سواء كانوا من ميسوري الحال او ذوي دخل محدود نسى غالبيتهم ما حصل قبيل ايام معدودة ما حصل من دمار جراء السيول والامطار التي جرفت البيوت والسيارات وتسببت في العديد من الاصابات والمفقودين” واجزم ان من بينها بيوت بعضا من عاشقي الكرة المستديرة”.
قد يقول قائل هذا كارثة طبيعية لا دخل لها هنا! فأقول نعم صحيح ولكن البنى التحتية والامور الخدمية الهزيلة وانعدام التخطيط لهذه المدينة الجميلة بسبب كثرة ما تسمى ” بناء التجاوز” والذي تتحمل الادارات الفاسدة المتعاقبة الدور الاكبر في استفحال هذا الشيء، ميسور الحال في حال افضل وبعيد عن الاثار السلبية لأي كارثة طبيعية بشكل وباخر، والضرر الاكبر هو على ذوي الدخل المحدود الذي تضرر بل وحرم من راتبه الشهري لأشهر عدة وعادوا سوية للتشجيع بنفس قومي كريه يقابله نفس قومي اخر كريه يصيبانك بالغثيان ومثير للشفقة لهذه العقول المخدرة، ويعود المسؤول الفاسد ويستغل الحدث الرياضي والكارثة الطبيعية احسن استغلال باستعراض وتعويض القسم وترك الاخر يذرف الدموع ويندب حظه العاثر !
الرياضة في العراق لم تعد بمعزل عن السياسة وتدخل الاحزاب الفاسدة اللاتي هي الداء والسبب الرئيسي لحدوث هذه الاحداث.
كما اسلفت انقسم المتابعون والمشجعون والعامة الى فريق انتقد الادارة الفاشلة للرياضة وادارة مجريات المباراة ودخول المشجعين للملعب والتعدي على لاعبي القوة الجوية ، واخر يكيل الثناء والمديح للاعبي الجوية الذين قاموا بالدفاع عن انفسهم بأسلوب لا يختلف عن همجية الجمهور الذي لا يعرف من قيم الرياضة شيء، هذا يرفع علم العراق والاخر يرفع علم الاقليم ويقوم بتمزيق العلم الاتحادي وبين حانة ومانة ضاعت لحيانا!
حين تنقسم الدولة على اسس اثنية وطائفية ولا تكون للدولة سلطة على مفاصل الدولة ويقوم المتنفذون بشحذ الخطاب القومي وادخال العصبية ومسائل دينية في الشؤون الرياضية كرة القدم خاصة فهذه الطامة الكبرى ولا تكون هناك محاسبة لمن يروج مثل هذا الخطاب، فستجد ان الامور ستخرج عن حدود السيطرة وبالتالي تنسلخ كرة القدم عن معناها الحقيقي وهي خلق تناغم وتواصل بين الامم المختلفة، فكيف بأبناء البلد الواحد يجمعهم وطن واحد وفريق واحد ينتظره غالبية العراقيين ظهوره على شاشة التلفاز لدعمه وتشجيعه في اية مناسبة كروية، بغض النظر عن انتماء وعقيدة كل لاعب ومشجع منهم.
وهذا ما لا نجده في العراق، العشيرة والحزب ورجل الدين تدخل في الشأن الرياضي والكروي وافسدوا كل شيء.
عليه لن تقوم للرياضة وكرة القدم قائمة اذا لم توضع حدود وضوابط رادعة لمنع الترويج للعصبية القومية وادخال الدين في الصغيرة والكبيرة ، وتبقى كرة القدم بعيدة عن اجندات احزاب فاسدة تتلاعب وتهمس وتخاطب العقل السطحي الذي يستسيغ ويتقبل هذه الامور ويروج لها ،والمستفيد الاول هو من اوصل العراق وكرة القدم الى مستوى متدني واحداث تسيء ولها مردود سلبي على الساحة الرياضية الدولية.
فحبنا وتشجيعنا لأي نادي كروي وفريق يمثل البلد يجب ان يرتفع ويرتقي بعيدا عن ولاءات حزبية وقومية ودينية عدى ذلك لن سوف تستفحل هذه الأمور ولن تخدم كرة القدم في شيء والتي نعرفها بانها حب وطاعة واحترام وليست عصبية وقتال وخصام.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!