مقالات دينية

سيرة حياة القديسة تقلا (أولى الشهيدات والمعادلة للرسل)

سيرة حياة القديسة تقلا

(أولى الشهيدات والمعادلة للرسل)

سيرة حياة القديسة تقلا (أولى الشهيدات والمعادلة للرسل)

إعداد / وردا إسحاق قلّو

القديسة تقلا هي تلميذة القديس بولس الرسول وهي أولى الشهيدات في المسيحية كما حُسب القديس إسطفانوس أول الشهداء، إذ احتملت ميتات كثيرة مع أنه لم يُسفك دمها. رآها كثير من الآباء نموذجًا مصغرًا للكنيسة البتول المزينة بكل فضيلة بعد القديسة مريم مباشرة، حتى أن كثير من الآباء حين يمتدحون قديسة عظيمة يدعونها “تقلا الجديدة”

نشأتها

نشأت في أيقونية وقد عُرفت بجمالها البارع بجانب خلقها الحميد وغناها مع علمها إذ اهتم والدها -أحد أشراف المدينة- بتثقيفها. تبحرت في الفلسفة، وأتقنت الشعر؛ وكانت فصيحة اللسان، مملوءة جراءة لكن في احتشام وأدب
تقدم لها كثير من الشبان، وقد استقر رأي والديها على أحد الشبان الأغنياء، ابن أحد الأشراف، وكان يدعي تاميريس نحو عام ٤٥م
إذ مرّ القديسان بولس وبرنابا في مدينة أيقونية، في الرحلة التبشيرية الأولي (أع:١٣-٥١) وإذ كانت تجلس عند حافة نافذة في أعلى المنزل ترى القديس بولس وتسمع كلماته، سحبها روح الله للتمتع بالإنجيل. التقت القديسة بالرسول بولس وسمعت له، وأعلنت إيمانها ثم اعتمدت. خلال جلساتها المستمرة شعرت بحنين شديد للحياة البتولية، فبدأت تطرح عنها الزينة الباطلة ولا تعبأ بالحلي واللآلئ، كما عزفت عن الحفلات والولائم، الأمر الذي أربك والدتها
بدأت الأم تلاطفها وتنصحها أن تعود إلى حياتها الأولى العادية فتتزوج ليكون لها أطفال، ولكي تسندها أيضًا في شيخوختها، لكن القديسة أعلنت بكل حزم رغبتها في البتولية من أجل الرب، فصارت الأم تهددها. التجأت الأم إلى تاميريس ليساعدها في إقناع ابنتها بالزواج، فصار يتملقها، حاسبًا أنه قادر أن يسحب قلبها للهو العالم، أما هي فكانت تصرّ على حياة البتولية

اهتمامها ببولس في السجن

شعرت الأم بأن عارًا يلحق بها برفض ابنتها للزواج، وشعر تاميريس أن تكلا قد كسرت تشامخه، فتحول حبه لها إلى كراهية شديدة
وإذ أراد التنكيل بها أثار الوالي ضد معلمها بولس الرسول، فزج به في السجن
أدركت القديسة كلمات بولس الرسول: “كلمة الله لا تُقيد” (٢تي٢: ٩)فتسللت إلى السجن لتقف بجوار معلمها، تسمع كلماته الإنجيلية، وتنفق عليه من مالها، إذ يقول القديس يوحنّا الذهبي الفم: “قدمت القديسة تقلا في بدء تنصرها ما عندها من الجواهر لإسعاف بولس الرسول، وأنتم القدماء في الديانة والمفتخرون بالإسم المسيحي لا تساعدون المسيح بشيء تتصدقون به على الفقراء
جُلد الرسول ثم طرد بينما أُلقي القبض على تلميذته

ماذا يبقى لكم من القديسة تقلا؟

ماذا تقول كتبنا عن القديسة تقلا؟ اهم ما جاء فيها ان هذه العذراء كانت تتبع بولس الرسول. كان يصطحبها احيانا في رحلاته التبشيرية. ولعله اشار اليها لما كتب في احدى رسائله مفندا اقوال خصومه عنه ” الا يحق لنا ان نصطحب امرأةً اختاً ” ؟ اي مسيحية. لعله اشار اليها. ولكن جل ما نعرفه عنها نعرف عن مولدها عن مسقط راسها وهو ايقونية. معروفة الى اليوم في تركيا الحالية. بعد هذا نعرف انها خدمت في التبشير بولس الرسول. اي انها كانت تعرف شيئا من اللاهوت. تفهم تعاليم بولس . اهم ما ورد في سيرتها انها استشهدت. تذكرون ان الامبراطورية الرومانية اخذت تق*ت*لنا في ذلك العهد. لقد ق*ت*لت بولس وبطرس وغيرهما من المسيحيين

تقول سيرتها . هذه اشياء بدو العلماء يتحققوا مناّ. ولكن ما نقل الينا انها جاءت الى قرية معلولا قرب دمشق . لعل بعضكم زار ديرها هناك، الدير المسمى باسمها. ودفنت في معلولا. وهذا ما يؤكده التراث الانطاكي عندنا

وسط الأتون

ثارت الأم على ابنتها وأيضًا ثار تاميريس عليها، وقد حاول القاضي إقناعها أن ترتد عن الإيمان بالمسيح وتخضع لقانون الطبيعة فتتزوج لكنها رفضت بإصرار. أشعل أمامها أتون النار فلم تبالِ بل صلت لله وتقدمت بشجاعة بنفسها وسط الأتون، حدث ريح عاصفة وبروق ورعد، وإذ هطلت الأمطار انطفأت النيران ولم يصبها أذى، بينما أصاب الأذى بعضًا ممن هم حولها، وإذ هرب الكل انطلقت هي إلى خارج المدينة ورافقت القديس بولس حتى استقرت في إنطاكية.

ولما لم تفلح النار بها، ربطها إلى طَرفي ثورَين جانِحين، ليشطراها شَطرين، إلا أنّهما مكثَا في مكانهما ولم يحرّكا ساكنًا، فاحتار الحاكم بأمرها، وأراد أن يتخلّص منها بإلقائها في حُفرةٍ عميقةٍ مَليئةٍ بالثَعابين السّامة، فنزلت نارٌ من السماء وأحرقت الثعابين ونجت القديسة من الحُكم ! فدهش الوالي من تلك المعجزات المتكرّرة وخاف من هياج الشعب ضدّه، فاستدعى القديسة وسألها: “مَنْ أنتِ أيّتها الفتاة، وما الذي يردّ عنكِ هذه الوحوش والحيوانات المفترسة ويحميكِ من تنفيذه أوامري”؟!!

فأجابته

 “أنا تقلا أمَةُ يسوع المسيح ابن الله الحي، وهو نجاة المأسورين وتعزية الحزانى، وهو الذي أنقذني من الوحوش والموت، ويحفظني بنعمته وله لمجد والكرامة”.

حينئذٍ أعلن الوالي أمام الشعب وقال
“إنّ تقلا أمَةٌ يسوع المسيح هي طليقةٌ حرّة” !

عذاباتها في إنطاكية

في إنطاكية إذ افتتن بجمالها أحد كبار المدينة، يدعى إسكندر، وجدها يومًا في الطريق فحاول اغ*تصا*بها لكنها أفلتت من يديه، وصارت تنتهره وسط الجموع بل ومزقت ثوبه وألقت بعمامة رأسه في الوحل، فأراد الانتقام منها. وشى بها لدى الوالي الذي حكم عليها بإلقائها وسط الوحوش المفترسة
جاءت الحشود تنظر الفتاة الجميلة تنهشها الوحوش المفترسة. وإذ أعطى الوالي أمره بإطلاقها، أسرعت إليها لتجثوا عند قدميها وتلحسهما بألسنتها، فظن الوالي أن الوحوش غير جائعة، فأمر بإعادة الكرّة في اليوم التالي وإذ تكرر المنظر تعالت صرخات الجماهير تطلب العفو عنها، وإن كان قلة طلبوا ق*ت*لها بكونها ساحرة
أُلقيت تقلا في السجن، وفي اليوم الثالث ربطت في أقدام ثورين هائجين، وإذ تألمت جدًا صرخت أن يقبل الرب روحها، لكن فجأة انفكت عن الثورين الذين انطلقا ليطرحا الجلادين أرضًا ويهلكانهم.
أُلقيت أيضًا في جب به ثعابين سامة فلم يصبها أذى، أخيرًا أمر الوالي بإطلاقها حرة، خاصة وأن كثير من الشريفات المسيحيات والوثنيات كن ثائرات على موقف إسكندر معها في الطريق، وقد احتضنتها شريفة تدعي تريفينا

في جبال القلمون

انطلقت القديسة تقلا إلى القديس بولس في ميرا بليكيا وأخبرته بعمل الله معها فمجد الله وشجعها، فكانت تسنده في الكرازة بين الوثنيات

تنقلاتها

انطلقت إلى أيقونية فوجدت خطيبها قد مات، أما والدتها فأصرت على عنادها. كرزت بين بعض الوثنيات ثم انطلقت إلى سوريا تكرز وتبشر بين النساء وقد آمن على يديها كثيرات. اتخذت لنفسها مغارة في سلوقية وعاشت في حياة هادئة تأملية مدة ٢٧سنة، كانت الجماهير تأتي إليها وتستمع لكلماتها وتطلب صلواتها

نياحتها

قيل إن الأطباء ثاروا ضدها، لأن المرضى هجروهم وذهبوا إلى القديسة يطلبون صلواتها عنهم، وإذ أثاروا جماعة من الأشرار للفتك بها، جاءوا إليها فوجدوها تصلي. لم ترتبك بل رفعت عينيها إلى السماء، فانشقت الصخرة ودخلت فيها لتنطلق إلى عريسها السماوي
جاء في بعض المخطوطات أنها وجدت في الصخرة طريقًا منه انطلقت إلى روما لترقد وتُدفن بجوار معلمها بولس الرسول .

ما معنى تكريمنا لأجساد القديسين ؟

  نحن نعتقد ان الروح القدس ساكن في عظام القديسين، انه منعطف، انه منحن على اجسام القديسين في قبورهم. وبنوع عام ايضا نعتقد اننا جميعا بعد موتنا تكون عظامنا في تسلم الروح القدس. نحن لسنا عظاما مرمية في القبور. نحن جماعة الروح القدس التي يستمر هو بها ايضا على هذه الارض. هو يستمر طبعا في ذاته في السماء. ولكنه في حالة انحناء، في حالة انعطاف على الذين يؤمنون بالمسيح، لاعتقاد الكنيسة ان الروح القدس متصل، محتك باجساد القديسين. يجوز لنا ان نكرم بقاياهم. نحن المسيحيين لا نعتقد باننا مثل كل من مات في هذا العالم. نحن نعتقد ان الله نفسه موجود معنا بعد الموت. اذا اردتم اقدر ان اقول ان الله موجود في القبور. بمعنى انه ملازم للذين اخذوا الميرون. من اخذ الميرون ليس مثل من لم ياخذ الميرون. انتم كلكم على اجسادكم هذا الزيت المقدس الذي اخذتموه بعد المعمودية. ويبقى هذا الروح القدس مع عظام القديسين. لاجل ذلك نكرم هذه البقايا، لايماننا اننا نتحد مع الذين ذهبوا الى السماء

طروبارّية القديسة تقلا باللحن الثالث

أيَّتها المجيدةُ تقلا، يا رفيقةَ بولسَ الإلهي، لمَّا التهبتِ بحُبِّ خالِقَكِ من تعاليمِ الكارزِ الإلهي، إزدرَيتِ الأرضيَّاتِ الزَّائلة، وقدَّمتِ نفسَكِ للهِ ضحِيَّةً مُقَدَّسةً مَقبولة، غيرَ خائفةٍ من العذابات. فابتهِلي إلى المسيحِ الإلهِ ختَنِكِ، أن يمنحَنا الرَّحمةَ العُظمى.

طروبارية للقديسة تقلا باللحن الثاني

أيَّتُها الكُلِّيَّةُ المديحِ  تقلا التي فَقَّهَها الله، بما أنَّكِ تتلمَذْتِ لبولس، وثَبتِّ في إيمانِ بطرس، ظهرتِ بين النِّساءِ أُولى الشَّهيداتِ وفي المُجاهِدات. فقد وَطِئتِ اللهيبَ كأنَّكِ في مَرجٍ نَضيرٍ، وخافتْ منكِ الوُحوشُ والثِّيرانُ لتَسَلُّحِكِ بالصَّليب. فيا رَفيقةَ الرُّسُل تقلا، تشَفَّعي إلى المسيح الإله في خَلاصِ نفوسَنا.

طروبارية للقديسة تقلا باللحن الرابع

نعجتك يا يسوع تصرخ نحوك بصوتٍ عظيم قائلة: يا ختني إني أشتاق إليك وأجاهد طالبةً إياك، وأُصلّب وأُدفَن معك بمعموديتك، وأتأَلم لأجلك حتى أملك معك، وأموت عنك لكي أحيا بك. لكن كذبيحة بلا عيب تقبَّل التي بشوقِ قد ذُبحت لك. فبشفاعاتها بما أنك رحيمٌ خلص نفوسنا.

مزارات وكنائس

دير القديسة في معلولا

مزار القديسة تقلا في اللاذقية

آيه تيكلا، تركيا

كاتدرائية طركونة

صلاتها تكون معنا

التوقيع  ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) ” رو 16:1″

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!