في احضان تلك الجبال وبساط واحاتها.. ينجلي الليل .. وتشرق الشمس ( الدكتور عبدالله مرقس رابي )

بقلم .. ابلحد اسطيفو رابي

منكيش بلدة تقع شمال العراق عريقة في القدم ، تحوطها جبال مترامية الاطراف وتلول خضراء ، اما اهاليها امتهنوا الزراعة والحرف الاخرى ، وكان جلّ جهدهم اعالة عوائلهم وتنمية اولادهم تنمية لضمان مستقبلهم ، ولد الدكتور عبدالله مرقس رابي بين احضانها سنة 1956 م .. وهو كبقية اقرانه من ابناء بلدته ، اجتازوا مقاعد الدراسة ووصلوا الى اعلى مراحل علمية يفتخر بهم .. وكان لأثير البلدة ألسنة لبناء افكار ابنائها والانطلاق الى مواقع ومقاعدالدراسة.
الدكتور عبدالله رابي منذ حداثته ألف الطبيعة الساحرة الجبلية وشغف بترابها ومائها وهوائها والوان حقولها وواحاتها التي تسحر العين والقلب ، واحتضنته فصولها واشجارها ولآلئها البراقة المتدلية على حافة مبانيها ، وارضعته من ثديها ، وها ان طبيعتها الساحرة واثيرها همستا في اذنيه وانمت في فكره نتاجا دخلت قلبه فانطلق شوقا الى الانفتاح والمعرفة والتوق الى الانعتاق من الحواجز ، لتأخذ سيرته في سلّم الارتقاء بالعلم والمعرفة .
هكذا كان آبائهم واجدادهم همهم زرع الافكار التي تجعلهم ان يسلكوا طرقا قويمة لبناء مستقبلهم .. حالهم كحال الشجرة التي تتدلى اغصانها وتنغرس في التربة لتنموا وتكبر وتعلو على مدّ البصر لتعطي ثمارا في الدراسة والعلم والانفتاح ويغدون قامات فكرية وعلمية يشار اليهم بالبنان .
الدكتور عبدالله رابي قامة علمية عراقية منكيشية يفتخر به كلّ من عرفه .. وقد عرف بدقّة بحثه في الانثربولوجي وعلم الاجتماع وتركيزه في البحث تاريخيا واجتماعيا .. ونشاطه الفكري كشهب يلوج في كلّ فجّ زائغة اجتماعيا وتاريخيا ، واستقصاء عن تكوين القوميات واصولها وتقاليدها في التاريخ ليفتح لنا مصراعيه ونبصر الحقائق في علاقاتنا الموروثة بتلك الشعوب وتكوينها ، ويظهر هذا من خلال مؤلفاته القيمة ، ان الظلال الضبابية في تفكيرنا تنزاح لتتبلور الحقائق التاريخية في اطار منطقي في شرحه باسلوب تبسيطي حول حقائق الشعوب العريقة في القدم والنظرة الواقعية للمجتمع .
يرى في كتاباته ان الشعوب العريقة في القدم هي التي تستبقيها الحياة ، وفي مؤلفاته هو لم شتات الحقائق التي طوى عليها الزمن ، وازالة كلّ الحجب التي تحجبت بها عن ابصارنا وافكارنا التي تقرّحت باشواك التعصب والغاء الغير ومدى ما وصلنا اليه من نكران التسمية القومية لبعض الشعوب .
يذكر ويوضح لنا في احدى المقابلات الاعلامية العديدة التي اجريت معه بان ( الانثربوليجيا ) وعلم الاجتماع كان يختص سابقا في الفلسفة او الفيلسوف الذي يجمع كلّ العلوم من الفيزياء والكيمياء والطب والرياضيات والاجتماع ، لكن تدريجيا انفصلت عن الفلسفة ، وقد اوضح بان علم الاجتماع بعيد عن الفلسفة والميتافيزيقيا أو ما وراء الطبيعة .. واردف الدكتور عبد الله يجب استخدام المنهج العقلاني على ارض الواقع .
اذا كانت الشعوب الحية تتباها بمفكريها وعباقرتها … فكيف لا ونحن نضع الدكتور عبد الله رابي واقرانه من بلدتنا في مقدمة مفاخرنا ، لهذا الدراسة والبحث العلمي هما اليد الطولى في التطور واحتضان النتاج.
لذا المعرفة والقدرة ليست كلمات مسطورة على الورقة ولا اوهام…. هي القوى الكامنة في الانسان تغذيه وتحفزه على النمو والانفتاح والانطلاق للبناء والتطور في خدمة الانسانية .

ولد في مانكيش / دهوك / العراق عام 1956
التحصيل الدراسي
اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في بلدته.
اكمل الاعدادية في بغداد.
حصل على درجة البكلوريوس في علم الاجتماع من جامعة بغداد عام 1979
حصل على درجة الماجستير في علم الاجتماع من جامعة بغداد عام 1984
حصل على درجة دكتوراه فلسفة في علم الاجتماع من جامعة بغداد عام 1995

العمل
1- عمل بعد حصوله الماجستير مدرسا محاضرا في معهد المرور العالي وكلية الشرطة في بغداد، 1984.
2- عمل منذ عام 1985 لغاية 1999 في جامعة الموصل/ كلية الاداب/ قسم الاجتماع ، درّس طلبة الدراسات الاولية والدراسات العليا.
3- عمل محاضرا في المعهد الكهنوتي للسريان الارثودكس في الموصل من سنة 1988 ولغاية 1999
4- عمل خبيرا اجتماعيا في وزارتي الداخلية والعمل والشؤون الاجتماعية العراقية ومؤسسات اخرى في مدينة الموصل أثناء عمله في الجامعة.
5- شارك في عدة ندوات ومؤتمرات داخل العراق وخارجه.
6- ترأس مؤتمرين عالميين للكلدان في ساندييكو وديترويت الامريكيتين عامي 2011 و2013 على التوالي.
7- القى العديد من المحاضرات في ميادين علم الاجتماع، الاثنيات، السياسي، العائلي، الانحراف الاجتماعي، خارج الاطار الجامعي في العراق وخارجه.
8- عمل عضوا لعدة لجان علمية في الجامعة.
9- أجرى عدة مقابلات في وسائل الاعلام المختلفة من الفضائيات والاذاعات تخص شؤون اجتماعية مختلفة.
10- أسس مع نخبة من المثقفين الكلدان العراقيين اتحاد الكتاب والادباء الكلدان عام 2007.
11- وضع المسودة الأولى للنظام الداخلي للرابطة الكلدانية العالمية عام 2015.
12- متقاعد ومتفرغ حالياً للكتابة والتأليف وتقييم البحوث ومناقشة الاطاريح العلمية والقاء المحاضرات، مع الاستمرار عضواً في جمعية علم الاجتماع الكندية.

الجمعيات
عضو جمعية علماء الاجتماع الكندية.
عضو منتدى علم الاجتماع العراقي.
عضو جمعية العدالة الجنائية الكندية سابقا.
عضو جمعية العلوم الاجتماعية العراقية.
عضو جمعية العلوم التربوية والنفسية العراقية سابقا.

المنشورات
اولاً- له اكثر من 40 بحثا علميا في مختلف ميادين علم الاجتماع منشورة معظمها في المجلات الدورية العلمية ومنها بحوث محدودة التداول. وقيمّ العديد من البحوث في مجالات متعددة.

ثانياً- الكتب المنشورة، له ستة كتب منشورة:
1- حوادث المرور اسبابها الاجتماعية والنفسية/ 1985
2- التحضر في مدينة الموصل ملزمة منهجية/ 1996
3- منكيش بين الماضي والحاضر، دراسة في التغير الاجتماعي/ 1999
4- الكلدان المعاصرون/ دراسة في علم الاجتماع الاثنيات/ 2000
5- الكلدان والاشوريون والسريان المعاصرون وصراع التسمية، تحليل سوسيولوجي2016
6- مانكيش الجمال والعطاء/ دراسة اجتماعية انثروبولوجية/2022
7- قدم وراجع ونقح كتاب السيرة الشخصية للمونسينيور داود بفرو 2021.
8- قدم لكتب متعددة.

ثالثاً- له أكثر من 300 مقال منشور في الصحافة الورقية والالكترونية في مجالات:
علم الاجتماع السياسي، علم الاجتماع الاثنيات، علم الاجتماع الجنائي، علم الاجتماع الديني، علم الاجتماع العائلي.

رابعاً- كتب تحت قيد الإنجاز:
طرق البحث العلمي في عصر الثورة المعلوماتية، علم الاجتماع الحضري المعاصر، المغتربون / دراسة في التغير الاجتماعي.

Exit mobile version