الحوار الهاديء

ارفع رأسك عاليا يا غبطة ابينا البطريرك وكن فخورا.

الكاردينال ساكو و الاب حنا قلو
أنَّ ما حدث قبل أيام في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض القنوات التي أرادت أن تشوّه صورة نيافة الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو كان له صدى واسع في مختلف النطاقات سواء شخصيات حكومية او علمانية او دينية، اقول لك كإبن لك وللكنيسة الكلدانية كُن فخورا بنفسك لأنك كنتَ ولا زلتَ صامدا وسط كل هذه الاتهامات الباطلة والتلفيقات والكره والغيرة والحسد الذي يأتي ضدك من أشخاص ضعفاء، كُن فخورا سيدنا لانكَ لا زلت صامدا كالجبل وسط هذه العواصف التي تعصف ضدك وضد الكنيسة الكلدانية في عهدكَ.
البطريرك الكاردينال معروف بمواقفه الحازمة ولا يقبل بالخطأ ايٌّ كان فاعله فالشخص المناسب يكون في المكان المناسب، البطريرك ساكو بات يعتبر رمزا لا فقط دينيا بل وطنيا لمواقفه الايجابية تجاه كل الناس في العراق على وجه العموم فهو يفكر بالجميع وهذا ما لا يعجب المتربّصين، الكثير يتّهم البطريرك بتدخله في السياسة ولكن الجميع يعلم بنفس الوقت أنّ هذا ليس تدخلا وانما يكون قصده المطالبة بحقوق شعبه وكما ذكر الدكتور المحترم “عبدالله الرابي” في مقاله الاخير “دلالات المواقف السلبية المتكررة تجاه الكنيسة الكلدانية والبطريرك ساكو” والذي اوضح مشكورا العديد من النقاط في مقاله المثمر جدا، اودُّ هنا أن أطرح سؤالاً لمن يتهم غبطته في التدخل بالسياسة؛ لولا البطريرك ساكو ومطالباته في الحقوق المشروعة لابناء شعبه مَن مِن سياسيينا سيقوم بالمثل؟ من غيره طالب بالغاء الفقرة الثانية من المادة ٢٦ عام ٢٠١٥؟ من غيره يطالب بهذه الحقوق لشعبه المتألم؟ من غيره طالب أن يكون عيد الميلاد المجيد عطلة رسمية في عموم العراق؟ البطريرك ساكو معروف بحبّه للعراق ولا يريد أن يخلو العراق من مسيحييه الذين هم سكان العراق الاصليون لذا عندما نرى البطريرك ساكو يحاول أن يزيد من اواصر التواصل مع كل الطوائف والالوان الموجودة في هذا البلد العزيز فهذا ليس ضعفا وانما شجاعة لا متناهية لأنه لا يقدر أحد ان يبادر بشجاعة مماثلة الا من كان قائدا وراعيا بحقّ، البطريرك ساكو يساعد الجميع بكل الجوانب المادّية والمعنوية ومثال ذلك ما فعله قبل ما يقارب الشهر، في اسبوع الآلام تحديدا ومبادرته الجميلة تجاه كل العراقيين في بغداد اذ خصّص المبلغ الذي قدمه البابا فرنسيس للبطريرك ساكو والذي كان قدره (٢٥٠) الف دولار لتقديم سلات غذائية للعوائل المتعففة ولم يخصّ بهذه المساعدة فقط المسيحيون وانما ساعد الجميع من مسيحيون ومسلمون وتأثرتُ بما قرأتُ في الخاطرة التي كتبها بمناسبة الذكرى الـ (٤٧) لرسامته الكهنوتية “اخترتُ الأول من آيار لأنه كان غير مألوف في تواريخ الرسامات…اردتُ ان اكون عاملاً – خادماً… ” وبالفعل فهو حوّل هذا الكلام الى فعل في حياته، فأي سياسي فكّر أن يفعل مثله؟ من أكثر منه حاول أن يقضي على الطائفية وبدون أي قوة تحميه؟ لكن مع كل الأسف فأن ضعفاء النفوس دائما ما يحبون أن يشوهوا صورة من يعمل بجدّ فالحسد يملأ قلوب هكذا أناس وهم لا يتعدون عدد الاصابع في اليد.
حقيقةً أودُّ أن أكتب بالحرف الواحد “أسعدني ما حدث قبل أيام من تلفيقات واتهامات للبطريرك ساكو” ومن الممكن ان يتسائل القرّاء لماذا؟ وجوابي هو: لأن ما حدث جعلَ الجميع ينفجر ضد الموقف الذي كان هدفه التسقيط من الكنيسة الكلدانية وراعيها الأول، فرحتُ جدا عندما قرأتُ كمية المقالات المستنكرة لهذا الموقف من سياسيين ورجال دين واكليروس وكتّاب واكاديميين واكثر ما اسعدني هو تعليقات المؤمنون التي هي دلالة على محبتهم لغبطة البطريرك ودليل على ارتباط الرعية بالراعي وهذا ما يثبت أن ما كتبه غبطته في ذكرى رسامته الكهنوتية الـ٤٧ “إني مؤمن بحضور الله في كلّ شيء” وهذا بالفعل التمسناه في الأيام القليلة الماضية لأنّ حضور الربّ حوّل الشرّ الى خير! أنا فخور جدا بالمؤمنين الأحباء على ما قدّموه من صورة جميلة خلال هذا الاتهام الجبان من محبة والتزام وفكر ووعي وادراك، وبنفس الوقت أقول لمن فرحَ بما حدث وشمت “شكرا لكم لأنكم تجعلونا نعلم كم أننا متّحدون وكم هي محبتنا والتزامنا لكنيستنا ولرعاة كنيستنا رائعة” والرب يسامح كل من يريد أن يشوّه هذه الصورة الجميلة.
الكثير قالوا أن الكنيسة لن تتأثر باتهام شخص في قضية معيّنة وغيره من التعاليق الغير مدروسة، منذ متى كان البطريرك شخصا عادياً؟ منذ متى كان المؤمن يعتبر البطريرك شخص عادي؟ أننا منذ الصغر قد علمنا آباءنا واجدادنا على حب الكنيسة واحترام الرُتب الكنسية مثل الكهنة والاساقفة فكم بالاحرى البطريرك؟ لا بل كاردينال! البطريرك ليس شخصا عاديا كسائر الناس فهو مسؤول عن كنيسة كاملة وليس عن نفسه فقط لذا فالكلام السلبي ضده سيؤثر حتما على الكنيسة بأكملها وهذا ما لا نريد أن يقبلوه المؤمنون الأعزاء، يذكرنا القانون رقم ٥٥(النظام البطريركي قائم في الكنيسة، وَفقًا للتقليد الكنسي العريق في القدم الذي اعترفت به المجامع المسكونية الأولى؛ ولذلك يجب أن يحظى بطاركة الكنائس الشرقية الذين يرئس كلّ منهم كنيسته البطريركية كأب ورأس، بالإكرام والتبجيل).
وكذلك القانون رقم ٥٦ (البطريرك هو أسـقف له السـلطان على جميع الأسـاقفة – بما في ذلك المتروبوليت – وعلى سائر مؤمني الكنيسة التي يرئسها، وفقًا للشرع المعتمَد من قِبَل سلطة الكنيسة العُليَا) وهذا ضمن مجموعة قوانين الكنائس الشرقية… لذا فنحن مطالبون جميعا كمؤمنين مهما كانت درجاتنا سواء علمانيين أو اكليروس أن نقدم التقدير والاحترام للبطريرك هذا ما علمتنا اياه الكنيسة وهذا من ضمن القوانين الكنسية التي يجب أن نلتزم بها، و اودُّ أن اذكركم أن ليس لكم فقط بطريركا وراعيا بل لديكم قائد يضحي دائما براحته من اجل أن تكون لكم الحقوق المشروعة وأن تكون الكنيسة في طريقها القويم لذا ادعوكم لكي نتكاتف جميعا ضد هذه الدوامات التي تحاول أن تبعد الرعية عن الراعي وأقول لكم المثل القائل (لا تق*ت*لوا أسودكم كي لا تأكلكم كلاب اعدائكم) نعم لا تق*ت*لوا معنويا بل أظهروا دائما محبتكم وطاعتكم للرئاسة الكنسية فهذا ما قد تربّينا عليه.
عليك أن تفخر بنفسك صاحب الغبطة والنيافة مار لويس روفائيل ساكو فالرب حوّل الشرّ الى خير وما رأيناه من صدى واسع أثبت أن حبك للكنيسة ولبلدك العراق لم يذهب سدى وأن المؤمنين معكَ اكليروسكَ معك أخوتنا من المسلمين والديانات الأخرى معك وكيف لا وأنت كنتَ سببا قويا وركيزة قوية في انجاح زيارة البابا التي عشنا من خلالها ثلاثة أيام تاريخية لن ننساها ما حيينا وأقول لمن يرغب بسقوطك ومن يتمنى لك الشرّ (ستعرفون قيمة هذا الشخص البطريرك مار لويس ساكو مستقبلا وستعرفون أنه صعب أن يتكرر وبالرغم من أني على علم أنكم تعلمون ذلك ولكن لديكم صعوبة في الاعتراف).
الأب حنا قلّو

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!