آراء متنوعة

فلسطين والعرب بين الخداع والضياع.

باسم ابوطبيخ

لماذا ينقسم الموقف بل لماذا لايوجد موقف من قضية الصراع العربي الاس*رائ*يلي؟
وبصراحة هناك مواقف ونحن نتحدث هنا عن الرسمي منها،لايغيب على الجميع كيف تتعامل الانظمة المطبعة او الغير مطبعة مع الكيان الغاصب ..الذي تحول بمرور الزمن من عدو مشخص إلى صديق حميم؛ وذلك بسبب القبول التدريجي في الاسرة الدولية وصولا إلى العرب ووقاحة فتح الدبلوماسية على مصراعيها المتمثل بالسفارات والتبادل التجاري وحجمه المرعب.. وهنا نسأل لماذا الاستغراب ،من هذه المواقف ،هل لكونها تتسم بالخنوع المخزي والمعيب ،ام لان الشعب الفلسطيني لايستحق الحياة ويتحول إلى صفقة خاسرة ضمن قضية الصراع الذي بات يتناغم في ديمومته مع معطيات الحرب والتي تجاوزت 11شهرا ..وكشفت في طياتها من هو المدعي للعروبة ومن هو المحارب الحقيقي..مع بروز قوى دولية مثل جنوب افريقا والبرازيل ،ومبادرتهما لقطع الدعم على الكيان، لما ارتكبه من مجازر ضد الإنسانية ومنع الغذاء والدواء في حصار شامل على قطاع غ*ز*ة.. وهنا اصبح جليا ازدواجية المعايير من قبل الادارة الأمريكية في القرارات الأممية تجاه إس*رائي*ل وحق الڤيتو ضد الموقف العربي ومشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر لوقف الحرب على قطاع غ*ز*ة.

الصهيونية الدينية ومايسمى بالإنجيليين ودعمهم العقدي في مفهوم إس*رائي*ل الكبرى وتعاطف هذه الطائفة إلى درجة الحب والتضحية بالغالي والنفيس لبقاء دولة الكيان بما يسمى بالوطن الموعود والذي بات يمثل العقبة الكبرى لمواقف أمريكا المنحازة له بسبب وجود العنصر الإنجيلي وتأثيره على مفردات القرار في السياسة الخارجية لأمريكا ..وهنا نلاحظ تداعيات الانحياز لدولة الاحتلال بسبب اللوبيات المتطرفة ودعمها لإس*رائي*ل مما جعل الأمور يوما بعد يوم تؤثر في انقلاب المواقف الرسمية لصالح الاحتلال ..وفي المقابل والجدير بالذكر نجد تعاطف شعبي غربي امريكي يستحق الثناء والتقدير وترفع له القبعة لمساهمته في احياء الضمير الإنساني المتعاطف مع حق الشعب الفلسطيني وتقرير المصير في حق الدولة .

تغلغل اس*رائ*يل في دول محيطها الجغرافي ومحيط الدول العربية بعلاقات وصلت إلى مرحلة القواعد العسكرية مثل أثيوبيا ؛
و الاستفادة من القواعد الأمريكية التي بالأساس هي من اهم أولوياتها امن اس*رائ*يل ،ونجد هنا تواجد هذه القواعد في دول عربية له دلالات كثيرة ومن اهمها حماية الأنظمة وعدم السماح لاي انقلابات ،وهذا يعطينا مؤشر ان في المقابل هو رد الجميل، او التماشي مع سياسة امر الواقع وهي التضامن مع داعمي اس*رائ*يل..ونستنتج من هذا التحليل ان عدم وجود موقف حقيقي من الدول العربية وخاصة المتواجد فيها قواعد امريكية كونها لاتستطيع اتخاذ اي سياسة مغايرة للإدارة او الإرادة الأمريكية والنتيجة هي تحصيل حاصل وهو الدعم والتضامن مع دولة الاحتلال .

أنا هنا لا اشكك في مواقف الدول العربية كلها لان هذا سوف يكون في خدمة الاحتلال وانما للأسف بقي من مجموع الدول العربية إلا القليل لم يطبع ،وبعضها يخفي علاقته بالكيان وهناك دول غير عربية لم تعترف بالكيان أصلا مثل فنزويلا وكوبا كوريا الشمالية وغيرها وهذه الدول لاتوجد لها علاقة مع أمريكا وهذا يعطينا ان العلاقة الحميمة مع أمريكا تعني او توحي لنا كيفية الاعتراف بالكيان الاس*رائ*يلي ومانقصده هو كلما الدول العربية اقتربت من أمريكا تلوثت بداء التطبيع وخاصة الدول التي تعتمد على المنحة الأمريكية او كما اسلفنا الدول التي تتواجد فيها قواعد عسكرية أمريكية .

لا غرابة من هذه المواقف لان المخطط لوصول هذه الانظمة إلى حالة الاعتراف والقبول هو سياسة الهيمنة والقوة القتالية المخيفة وربط مصير هذه الأنظمة بالقوة الامبريالية المتعاطفة مع الكيان الصهيوني ودعم طموحاته ..وكل هذا بسبب حالة الخنوع والتدهور الأخلاقي التي حلت بنا والسماح للمتنفذين التدخل السافر في كل مقدراتنا حتى وصل الحال في تغيير المناهج الدراسية وفرض اجندتها بما يسمى “الجندر”وتغيير مفهوم القيم التي ترفض وجود اس*رائ*يل الكيان الغاصب والمحتل الى واقع تطبيعي يتسابق اليه الجميع لمد جسور التعاون دون حياء .

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!