مقالات دينية

شرح مثل الزارع انجيل متى(13: 3-9)

الكاتب: فريد عبد الاحد منصور
 
شرح مثل الزارع انجيل متى (13: 3-9)
 
3فَكَلَّمَهُمْ كَثِيرًا بِأَمْثَال قَائِلاً: «هُوَذَا الزَّارِعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ، 4وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ، فَجَاءَتِ الطُّيُورُ وَأَكَلَتْهُ. 5وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ، حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ، فَنَبَتَ حَالاً إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ أَرْضٍ. 6وَلكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ احْتَرَقَ، وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ. 7وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الشَّوْكِ، فَطَلَعَ الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ. 8وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَأَعْطَى ثَمَرًا، بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ. 9مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ»
معنى خرج أي انه خرج من أبديته ومجدهِ وجوهره أي المسيح خرج من قلب الله وجوهره وهو نفسه كان البذرة الأولى وهو الكلمة المتجسد فينا لأنه زرع الكلمة للتبشير بها وأيضا زرع الكلمة بالقرابين وبروحه القدوس وزرعه للمواهب والنعم السماوية.
 هو كان الزارع والبذرة لأنه زرع نفسه بالعالم أي زرع ذاته فينا حتى نصبح مسحاء كثيرين مثل البذرة تـُزرع وتنبت لتخرج ألاف البذور. أي انه زرع ذاته في ارض كل واحد منا.
وفي النص يقول هوُذا الزارع وكلمة هوُذا أداة للدلالة أي تعني التدليل على شخص معروف (وأيضا جاءت من جملة انا هو من هو) والرب يسوع حقق هذا فعلاَ بإعطائه ذاته لنا على الصليب.
وكلمة بينما هو يزرع أي انه بدء الزمان وعمل الله بدء يحدث ويتطبق بالزمان.
1-وسقط بعض الحَب على جانب الطريق، فالطريق يعني سير حياة الانسان، أي ان
   الحَب لم يَقع في قلب حياتهِ أي انهُ وقع خارج اهتمامهِ أي في هامشية حياتهِ، أي أن الكلمة تمر بحياته مرور الكرام ولا تثبت البذرة فيها لأن الطريق (مسير حياته) جافة.
(وجملة ان الحَب وقع هنا وهناك يعني ان الله لا يميز الواحد عن الآخر بل يعطي النعمة للجميع، وتشرق شمسه على الابرار والاشرار).
جانب الطريق يعني الكلمة جاءت على مسمع الشخص هنا ولها القابلية ان تنمو وبما ان الطريق واسع أي حياته ليس فيها مجال للتفكير بجانبي طريق حياته أي انه أوقف عمل نمو الكلمة وجعلها على هامشية حياته، وأحيانا تبقى الكلمة او البذرة لسنوات عديدة وقد يتعرض الشخص لتجارب معينة قد يرجع للتفكير بتلك الكلمة التي عرضت عليه سابقا.
فأن وقوع البذرة او الكلمة على هامشية الشخص (وعدم ثباتها) تكون سهلة الانتزاع وهذا ما قصدته عبارة فجاءت الطيور وأكلتها يعني الأفكار الشيطانية التي تصادفه من خلال احتكاكه بالمجتمع.
2-اما عبارة وسقط آخر على ارض صخر. بعض الناس يحلموا بالقداسة وان  يكونوا مسيحيين عظماء ويفرحوا بالكلمة ولكن لما تبدأ حياتهم الروحية لا يستطيعوا ان يستمروا لأنهم متحجرين بالمادة والعصيان والكبرياء ولما يسمعوا الكلمة يفرحوا وبعدها يحزنوا و يرفضوها (الحقيقة) قطعيهاً من حياتهم، وهؤلاء هم أسوء ناس من الخطأة في العالم.
والشيء الوحيد الذي يهتمون بهِ هو وثنهم أي جسدهم وذاتهم وأي شيء يهدد ذاتهم يرفضوه، وهذا ما عملوه اليهود عندما اختاروا برأبا بدلا من ربنا يسوع المسيح لأنهم متحجرين.
وأهم أنواع التحجر هو حُب الذات والكبرياء والشمس هنا تمثل الحقيقة التي تواجههم وسوف تحرقهم لان ليس لهم أساس وقبول للكلمة (ليس لهم تربه صالحة فالبذرة نبتت ولكن اشعة الشمس الحقيقة حرقتها لعدم تعمق جذورها بسبب الصخر والتحجر).
3-وسقط اخر على الشوك فطلع الشوك وخنقهُ، أن المادة هي اظافر ابليس، عندما نهتم بالمادة
  والروحانية لان أظافر ابليس سوف تنخر بالروحانية وبعبارة اصح لا يستطيع المرء ان يعبد ربين أما المال او الله كما قال الرب يسوع، المادة أكبر عدّو للإنسان لأنه لم يصَمَم للمادة بل العكس اصح وكما قال يسوع من حفظ نفسه فقد أهلكها ومن اهلك نفسه لأجلي فقد حفظها.
فالنفس والجسد علينا ان نقدمهما ذبيحة وليس فقط نغذيهما بالمادة وملذات هذا العالم فالنفس هي وزنة علينا ان نغذيها بالروحانيات والموت عن العالم. والعجيب بعض من الناس وتصرفاتهم انه عندما يروا شخصا ما يركع ويسجد ويصلي بخشوع في الكنيسة او بالبيت يقولوا عنه أهبل.
الشوك هي مخالب إبليس، فالشوك هو هموم المادة المصطبغة بالغِنى والسلطة والجنس وماذا نأكل ونشرب وكيف نعيش (ناسين وجود الله واهتمامه بنا). الخ كلها تجعل الانسان ملتصقا بالأرض ومادياتها أكثر فأكثر.
4-وسقط أخر على الأرض الطيبة , هنا الارض الطيبة لابد ان تكون محروثة بالصليب لأنه هو محراثها الوحيد لتصبح صالحة لإنبات  كلمة او بذرة الرب ، ويكون وقعها  وتأثيرها كبيرا في النفس البشرية.
الكلمة والصليب متلازمتين معا ودائما وعلينا قدر المستطاع ان نفهمهما ونحبهما بالقلب والنفس وبالروح وأخيرا بالعقل مع ثباتنا ونمونا روحيا المدعم بالصلاة والصوم وحضور القداديس وتناول جسد الرب من يد الكاهن مباشرة الى فمنا بعدها سيكون ثمار زرع الكلمة او البذرة كبيرا حسب الحرث او حفر وتأثير الصليب في حياتنا او ارضنا فأن كان عميقا أثمر 100% وفي حالة الوسط سيكون60% وأخيرا في حالة السطحية سيكون 30%. (من لم بحمل صليبه وينكر نفسه ويتبعني فلا يستحقني). لان صليب المسيح هو الذي حرث العالم ونشر بذوره فيه.
الحصاد يمثل هنا منتهى الأيام لأنه سيأتي الروح القدس ليأخذ كل شيء عقلي وروحي غير منظور ويترك الأشياء المنظورة والمادية لتحترق مع عناصر الأرض.
الأرض الطيبة هي الكيان المريمي المحروثة بكل العمق الإلهي وهذا العمق هو طاعة مريم وحبها لله وتواضعها المطلق وهي الوحيدة بذلك، وهذا العمق الإلهي متأصل فيها {وهي شجرة الحياة}
 
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!