مقالات دينية

ألسيف في الأنجيل ألمقدس

ألسيف في الأنجيل ألمقدس 

=================    

لم ترد الدعوة الى حمل السلاح او السيف في الأنجيل المقدس على لسان الرب يسوع المسيح الأ مرة واحدة في الآية التي نقدم ما تحمله من معنى روحي لا حرفي لكي تتعم البصيرة السليمة بنور المحبة الخالية من كل شك .ثم قال لهم الرب يسوع المسيح له المجد حين ارسلتكم بلا كيس ولا مال ولا حذاء هل احتجتم الى شيء ؟ قالوا لا فقال لهم اما الأن فمن عنده مال فليأخذه او كيس فليحمله ومن لا سيف عنده فليبع ثوبه ويشتري سيفاً : فقالوا يارب معنا سيفان فأجابهم كفى {لوقا 22 .35 .38 }كان هذا الحديث في الليلة الأخيرة التي أمضاها الرب مع تلاميذه وهو يعلم انه سوف يق*ت*ل وان ق*ت*له سيبعث في صدور اعدائه تعطشاً جديداً لدماء تلاميذه من بعد لذا دعاهم ان يقتنوا السيف ولكن أي سيف هذا الذي يطلب الرب من تلاميذه ان يقتنوه ؟ لكن لو اخذنا المعنى حرفياَ لما أفادنا في شيء فأي ثوب لصياد سمك يمكن ان يشتري بثمنه سيفاً ؟ وكيف يمكن لأنسان ان يستغني عن ثوبه ليستبدله بسيفاً ؟ وما معنى سيف في يد شخص عار من الثياب وهو احوج الى الأختباء عن أعين الناس ؟ وما قيمة سيف واحد بيد صياد امام قوة من الجنود ما لم يكن الرب يسوع المسيح له المجد يعني بالسيف شيئاً أخراً ألم نراه في نفس الليلة ينهر مقدام التلاميذ بطرس لأنه ضرب بالسيف عبد رئيس الكهنة عندما قال رد سيفك الى مكانه لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون { لوقا 22 .51 } فكيف تتفق دعوته لأقتناء السيف مع انتهاره لبطرس على ما فعل ؟ فالسيف الذي يدعوه الرب يسوع هنا الى اقتنائه هو سيف الروح أي كلمة الله احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا في يوم الشر واتخذوا الحق حزاماً لأوساطكم والبر درعاً لصدوركم واتخذوا الخلاص خوذة للراس وكلمة الله سيف الروح { أفسس 6 .17 .13 } وهذا هو السيف الذي كان الرب يسوع المسيح يعنيه والذي يطلب منا جميعاً ان نحمله وان نتمسك به انه السيف الذي رأه يوحنا في رؤياه :سيف ماضي ذو حدين يخرج من فمه { رؤ 1 16 } وقد ذكره الرب في نفس السفر واحاربهم بسيف فمي { رؤ2 .16 } فهذا هو المعنى الذي كان تعنيه عبارته الكريمة ومن ليس له سيف فليبع ثوبه ويشتري سيفاً بدليل ما قاله للتلاميد الذين اساؤا فهمه واجابوه ان هنا سيفان معتقدين انه يقصد السيف العادي سلاح المعركة واما كلمة فليبع ويشتري فتحملان ايضاً معنى روحي كبير يتمثل بالتضحية بشيء زهيد لا قيمة له مثل رغبات الحياة وشهواتها مقابل شيء ثمين لا يقدر بمال مثل بر المسيح الألهي وبهذا المعنى ايضاً كان الرب يسوع المسيح له المجد قد قال ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً فقد القى كلمة الله التي كانت الحد الفاصل بين ما هو حق وما هو باطل ما هو سماوي وما هو أرضــــي …                      

والرب يبارك الجميع                     

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!