مقالات دينية

هل هو عقاب الله على الشعوب الموغلة بالشر؟؟

الكاتب: قيصر السناطي
هل هو عقاب الله على الشعوب الموغلة بالشر؟؟
المقدمة منقولة عن بعض الكتابات المسيحية:
تقول بعض الكتابات المسيحية عن غضب الله
عندما يُنسب الغضب إلى الله، فيجب أن يُفهم على أنه يخلو تمامًا من الانفعال والجموح والتقلب، وهي الأحوال التي تميز غضب الآلهة الوثنية، وكذلك غضب الإنسان. فغضب الله هو التعبير المنطقي عن طبيعة الله كلى القداسة التي لا يمكن أن ترضى عن خطية الإنسان وتمرده وعناده. فغضب الله على الدوام عادل يتفق مع قداسته وبره، فهو الله القدوس “الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران” (يع 1: 17) وهو “لا يسر بالشر” (مز 5: 4) ولا يمكن أن يتغاضي عنه (انظر عد 11: 1-10،
وغضب الله جزء من طبيعته، وعنصر هام من عناصر حكمته ومحبته ورحمته، لأنه يؤدي إلى مخافة الله. وقد أعلن الله غضبه مرارًا كثيرة في عقابه للشر بطرق مختلفة وفي أزمنة متعددة كما حدث في الطو*فا*ن (تك 6: 5-7)، وتدمير سدوم وعمورة (تك 19: 23-27)، وسقوط نينوى (انظر تث 29: 23، نا 1: 2-6). ولكن إلى أن يأتي “يوم غضبه العظيم” (رؤ 6: 17) الذي تنبأت عنه الكثير من نبوات الكتاب المقدس بعهديه وبخاصة في سفر الرؤيا سيظل غضب الله ممزوجًا بالرحمة (حب 3: 2) وبخاصة في معاملاته مع شعبه (انظر هوشع 11: 8 و9). أما الخاطئ الذي يستهين “بغنى لطف الله وإمهاله وطول أناته، فإنه يذخر لنفسه غضبًا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة”( انتهى الأقتباس) 
من خلال ما يحدثنا به العهد القديم من الكتاب المقدس ، ان الله كان يغضب على الشعب اليهودي عندما كانوا يبتعدون عن تعاليم الله التي جاءت عن طريق انبياء العهد القديم وعن طريق شريعة موسى التي نقلها النبي موسى الى شعب اس*رائ*يل ، وبسبب الفساد الذي كان مستشري في مدن سادوم وعامورة مثلا ، فأن الله القدوس قد عاقب سكان تلك المدن والقرى المحيطة بها  بعد ان خرج لوط وعائلته من المدينة ، والطو*فا*ن العظيم في زمن نبي نوح وكذلك قصة نبي يونان مع اهل نينوى وهناك اكثر من قصة عن شعب اس*رائ*يل وكيف كان الله يعاقبهم ويتركهم بيد اعدائهم لأنهم لم يتقيدوا بالوصايا ومشروع الله على الأرض ان الله اخرج الشعب اليهودي من مصر بواسطة نبي موسى ،الذي اخرجهم من العبودية وأنتصروا على اعدائهم  الذين كانوا اكثر عددا وعدة بمعاونة الله، غير ان الله كان يعاقبهم عندما كانوا يعودون الى الوثنية وعنما كانوا يرتكبون المعاصي ، والسؤال هنا هل ان الله يعاقب العراقيين وشعوب الشرق على افعالهم السيئة  ؟؟ لأنه غاضب منهم بسبب المعاصي التي يمارسونها وابتعادهم عن الحق وبسبب الفساد المستشري وغياب العدالة وأرتكاب الجرائم بحق الأخرين سواء كانت من قبل الحكام او من قبل افراد ،وأذا كنا نؤمن بما جاء في العهد القديم  من قصص كثيرة عن عقوبة الله على الشعب اليهودي ، علينا ان نفكر لماذا شعب العراق يعاني كل هذه المعانات منذ اكثر من اربعة عقود بين حروب وحصار وق*ت*ل ودمار ، فالعراقيون يخرجون من محنة ليقعوا في اخرى وكأنه مسلسل لا ينتهي ، وأخيرا الفساد المستشري  والنكبات التي تحل بالبلاد بسبب د*اع*ش وأخواتها وحتى الطبيعة اصبحت تعاقب شعب العراق  ، وأذا راجعنا الماضي الأليم ومشاكله نستذكر الحرب مع ايران ومع الكويت  والحصار والفساد المالي بعهد المالكي وعندها نعلم كم ارواح بريئة زهقت بدون ذنب  بسبب حماقة الحكام وتملق المنافقين والمستفيدين ،فرغم الويلات التي عاشها العراقيون خلال الحروب ، جاء دور الفاسدين في سرقة المال العام وأفراغ الخزينة من الأموال ، فالمتهم في الفساد رئيس الوزراء السابق وبعض المقربين منه وعدد كبير من الوزراء ونواب الوزراء والمدراء العامين ووكلاء الوزارات ، وكذلك العديد من رجال الأجهزة الأمنية  وبعض القيادات العسكرية وحتى القضاء  متهم  وضالع بالفساد الذي كان يخلي سبيل المجرمين والأرهابيين لقاء مبالغ نقدية من قبل الفاسدين ، اذن الصغير والكبير في الدولة اشترك في سرقة قوت الشعب وحولها الى البنوك الخارجية مع احترامنا  الكبيرللشرفاء العراقيين.
 وحتى الأمراض والأوبئة  اخذت تفتك بالشعب  رغم المليارات التي تأتي من بيع النفط وكذلك الأمطار والفياضانات اخذت تشارك وتزيد في معانات العراقيين فكيف نطلب من الله ان يساعدنا على الأعدء  اذا كنا نحن نظلم الأخرين ولا نطبق العدالة بحدها الأدنى ونسرق الشعب ، وكذلك بعض رجال الدين الذين يسوقون الكراهية والعنصرية بين الشعب الواحد بسبب الدين او المذهب وبسبب هذه التصرفات العنصرية ظهرت التنظيمات المتطرفة التي تريد  تدمير كل شيء.اليس من المنطق ان يعاقبنا الله على افعالنا ,وتصرفاتنا السيئة بحق الأخرين  وهذه العقوبات تتناسب مع حجم سيئاتنا، ان معظم دول الشرق تعاني من ويلات وأضطرابات ولكن بنسب متباينة  واذا كنا نحن البسطاء نعرف مبدأ العقاب والثواب  فكيف ان الله لا يعاقبنا على اعمالنا السيئة ؟؟ هذه الأسئلة مطروحة للمناقشة وعسى ان نجد اجوبة من قبل المفكرين ورجال الدين المعتدلين على هذه الأسئلة  وعلى هذه الأوضاع السيئة والمحيرة التي يعيشها شعب العراق وشعوب المنطقة ، وأن الله من وراء القصد .. 
  ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!