مقالات عن مانكيش

موقع مانكيش يحاور السيد ادم مرخو صاحب مطعم خان دجاج في بغداد

 خاص/ مانكيش نت

موقع مانكيش يحاور السيد ادم مرخو صاحب مطعم خان دجاج في بغداد

اجرى الحوار/ الكاتب عبدالاحد قلو

موقع مانكيش يحاور السيد ادم مرخو صاحب مطعم خان دجاج في بغداد 2

    وهكذا نواصل لقاءاتنا مع النخب المؤثرة في مجتمعنا المانكيشي، وسيكون محور لقائنا لهذا اليوم السيد ادم ميخو مرخو، الرجل الذي كافح ومنذ صباه للعمل خارجا عن محيط مجتمعه من ناحية مانكيش، قاصدا بغداد التي كانت بمثابة بلاد الغربة لأهالي مانكيش في حينها، ولمزاولته مختلف الاعمال التي سيحكيها لنا ، الى ان وصل به المطاف ليمتلك مطعما مشهورا في قلب بغداد والمسمى بخان دجاج..

ولكي نتعرف على تفاصيل هذه المسيرة الشاقة من سنين عمره والتي توجّت بأمتلاكه لهذا المطعم ، ولكي نعرف ما له من تأثير عليه وعلى من عمل فيه. كان لنا هذا اللقاء مع السيد ادم مرخو في مسكنه الحالي في مدينة هاملتون بتاريخ   25/ 2 / 2014 وذلك بعد ان استقبلنا مع عائلته الكريمة، حيث كانت له الرغبة لأجراء هذا الحوار..

وقد كان لنا معه هذه البداية:

عبدالاحد قلو: بالنيابة عن موقع مانكيش، يسعدني ان اجري معك، حوارا خاصا حول مجمل القضايا التي تتعلق بولادتك ونشأتك وحياتك العملية والامور الاخرى التي صادفتك من خلال حياة حافلة بالصعوبات والتحديات والنجاح ايضا. لذلك نرجو ان يتسع صدرك وتحدثنا بما يخطر في بالك من احداث وذكريات… والقرّاء وبالاخص الذين يعرفونك، متشوقين لسماعها من شخصكم وبعد.

 أدم مرخو: شكرا أخ عبدالاحد على هذه المبادرة، والحقيقة فلي الكثير لأقوله بعد مسيرة طويلة كانت حافلة بشتى انواع الصعوبات والمعوقات والتي تُوّجت والحمد لله بالاستقرار العائلي وبعد كدّ وأجتهاد وعلى أمل ان أتنعم بالصحة الجيدة وانا على مشارف الثمانين من عمري..

س1 : بالطبع وكالمعتاد، نرغب بمعرفة مكان ولادتك ونشأتك ايضا مع التحصيل الدراسي ..

ج:  ولدت في مانكيش الحبيبة سنة 1935م ومن ابوين مانكيشيين ايضا..وقد درست فيها لحين إكمالي الدراسة الابتدائية في مدرسة مانكيش سنة 1948 / 1949 م.

س2: هل عملت في مسقط رأسك مانكيش وماذا كانت طبيعة عمل والدك المرحوم ميخو مرخو والذي كان مشهورا بأحتسائه للمشروب الروحي ذو الصنع المحلي(عرق)  صباح مساء والابتسامة لا تفارق وجنتيه؟

ج: اثناء الدراسة الابتدائية، كنت أساعد الوالد في المقهى ، بالاضافة الى مساعدته في ادارة المطعم بتحضير الكباب في سنة 1947م ، والذي كان يرتاده فوج من قوة الشرطة المسمى فوج السيار في مانكيش بسبب وجود المشاكل بين العشائر في حينها. واما عن المرحوم والدي،  فقد كان فعلا يحتسي المشروب مع باقي رجال القرية والذي كان ذلك أمرا طبيعيا وفعلا كانت الابتسامة لا تفارق وجنتيه ومع ذلك كان كريما ومعطاءا لكل سائل محتاج.

موقع مانكيش يحاور السيد ادم مرخو صاحب مطعم خان دجاج في بغداد 1

س3: في أي عمر تركت مانكيش ولماذا؟ ومن ساعدك في بداية مشوار عملك في بغداد؟

ج: تركت مانكيش وانا بعمر الرابعة عشر وبعد تخرجي  من الدراسة الابتدائية فيها.. وشدّيت الرحال الى بغداد التي كانت بمثابة الغربة بالنسبة لأهالي القرية في حينها.. وبدأت العمل في البيوت لمدة سنة ونصف وبعد ذلك عملت في مطعم سندويج احد الاقارب بطرس بولص (بوليكو) ولمدة ثلاث سنوات اخرى .. وبعد أدائي للخدمة العسكرية (3 أشهر) دفعت البدل النقدي50 دينار  .. فعدت بعدها  للعمل معتمدا على نفسي بعد ان أستاجرت محل للسندويج بجانب استاذي الاول وبالشراكة مع المرحوم خالي يوسف يوسف سارا..بالرغم من عدم امتلاكي للمبلغ المطلوب مضطرا للدين وبفائدة 60% ..ولكن للأسف وبعد فترة وجيزة، فقد تم هدم تلك المحلات لوجود توسعات في شارع الجمهورية والذي شمل ذلك تهديم محلنا ايضا.

وبعدها شاركت مع صديق لبيع الثلج بالقرب من وزارة الاعلام ولكن لم ننجح فيه بعد ان خسرت مبلغا من المال (200دينار) بالاضافة الى 50 دينارا اخرى اخذتها كدين راحت سُدا” ايضا..

بعدها انتقلت الى مدينة الحلة واشتغلت كطباخ في شركة وبراتب 18 دينار ومنها وفّيت ديوني السابقة بعد عودتي لبغداد مجددا للعمل في مطعم مصفى الدورة لحين استلامي لمسؤوليته.. ومنها ايضا أجّرْت حانوت كلية بغداد في منطقة الصليخ وبمساعدة بعض الأصدقاء ماديا كدين، ومنهم الاستاذ المرحوم يعقوب هرمز توميكا والمرحوم اسحق جبو قلو والمتبقي من المبلغ 500 ديناركأيجار، حصلت عليه مقابل فائدة ..!

س4: بعد جهود مضنيّة بالعمل وفي مجالات مختلفة وكما وضحتها سابقا،  والتي تكللت بأمتلاكك مطعم خان دجاج  أو كازينو او اي شيء آخر غيرهم، نرجو ان توضح لنا كيف كان ذلك؟

ج: كان وقت شرائي لمطعم خان دجاج في سنة 1969م، وكان معي شريكا ايضا في العمل وهو السيد سلمان توما والذي كان يشاركني ايضا في ادارة كازينو شاطىء دجلة على ضفاف ابو نؤاس على نهر دجلة، وبعدها وبالتراضي تقاسمنا فقد اخذ كازينو شاطىء دجلة والتي كانت على مرامه وحسب رغبته، وأنا استحوذت على حصة مطعم خان دجاج بالكامل، العمل الذي كنت ارغبه فعلا وحسب امكانياتي التي امتهنتها سابقا..

وفعلا وبعد نجاحي في ادارة المطعم قمت بشراء حقول للدواجن، بالاضافة الى استئجاري لمطعم وبار نادي النفط وبمشاركة المرحوم اسحق جبو قلو والسيد سلمان توما ايضا

س5: والحقيقة تقال، فان مطعم خان دجاج اكتسب شهرة تفوق التصور وكان له رواده الخاصين من اهالي بغداد ومن يزور بغداد ايضا، فما الذي ميّزه عن باقي المطاعم؟

ج: كلامك صحيح أخ عبدالاحد، فقد اكتسب المطعم شهرة واسعة وفاق التصور أيضا وكما تقول، قياسا بالمطاعم الاخرى الموجودة في بغداد حينها. بعد عمل شاق ليلا نهارا مع اخي هرمزوأبني صباح ولمدة ثلاث سنوات لحين بلوغ ابني بسام السن الذي أهّله لتكملة المشوار والذي امتهن العمل وبجدارة، وليس ذلك فقط ، فقد فاقني وكما يقول المثل (التلميذ اشطر من الاستاذ) فقد اصبح الأسطى لأدارته الجيدة للمحل وهذا ما كان يجعلني اسافر مرارا خارج العراق وانا مطمئن بوجود بسام في ادارته ولغاية آخر لحظة من خروجنا كعائلة من العراق وذلك في سنة 2005 م..

س6: متى تزوجت واين؟ وكم عندك من الاولاد والبنات؟ وأين هم الان؟

ج: تزوجت في 6 كانون الثاني سنة 1955م في مانكيش الذي يصادف عيد الدنح وعيد الجيش العراقي ايضا وقد رزقت في بغداد من الاولاد ثلاثة ومن البنات اربعة وهم حاليا متزوجين ويتنعمون مع عوائلهم خارج العراق ومنهم في استراليا واميركا وكندا ايضا.

س7: كنت اسمع بتردد اهالي مانكيش الموجودين في بغداد والقادمين من مانكيش الى مطعمك؟ فما السبب في ذلك ؟

ج: فعلا ، فقد كان المطعم كمَعْلَم يتردد عليه معظم الوافدين من مانكيش والموجودين ايضا في بغداد وكأنه كان بمثابة غرفة عمليات وبالاخص للذين لم يكونوا عارفين بيوت القاصدين لها والقادمين من مانكيش..فكنت مع اولادي نساعدهم في توصيلهم للمكان الذي يرغبون الوصول اليه ، وقد كان المرحوم زوج اختي نجيبة شبه متفرغ للتوصيل بالرغم من تذمره احيانا بقوله  مازحا (هل انا أعمل من اجل خدمة المانكيشيين.؟. هههها..)، بالاضافة الى اتصالنا بعوائل اخرى هاتفيا لنعلمهم بوصول معارفهم..عدا ذلك فقد كان هنالك من يعمل في المطعم  لكسب قوتهم وبأجور يستحقونها..

س8: هنالك من يسمعك، تردد مرارا بذكر المرحوم ايشو يوسف كلكلا المعروف بأسم (ايشو قدي)، زوج السيدة سعادة ( ام هاني) الله يذكرها بالخير.. وتطلب من جهات معنية بالشأن المانكيشي بذكره بمناسباتهم، ولكن ربما هذه الاجيال لا تعرف ما فعله من حسنات ، واذكر المرحومة  والدتي كانت تذكره بالخير دائما، فهل لك ان تخبرنا شيئا عن خدماته للمانكيشيين، وهل سبق ان تم ذكره أو تكريم عائلته في نادي سومر ايام وجودكم في بغداد؟

ج: بالنسبة للمرحوم ايشو يوسف كلكله ، فقد كان انسانا بكل معنى الكلمة لا بل لحد النخاع وكما يقول المثل.. كان له من المواقف الانسانية لا تعد ولا تحصى وقد تعلمت منه الكثير في خدمة اهالي مانكيش وايضا اخرين من المحتاجين للمساعدة وفي كل المجالات ..وحتى كان يساعدهم في العلاج والامراض المستعصية ايضا، وكان له من العلاقات مع الاطباء وبالاخص اثنين من الاطباء الالمان الاختصاص، احدهم في الباطنية والاخر في العظام وكان المبادر لدفع اتعابهم من مرضى اهالي مانكيش ومن جيبه الخاص في احيان كثيرة.. وحتى كان يهتم بالسجناء وبالاخص السياسيين منهم حيث كان يتولى عملية جمع المبالغ وانا اساعده في ذلك لأخراجهم من السجون. وكان يكفل الطلبة الراغبين بالدراسة خارج القطر، يساعده في ذلك المحامي الالقوشي رحيم قلو (وهو حاليا في عمر 94 سنة وله العمر الطويل).. وحتى وصل الامر بهم بأن نستاجر دارا سكنيا للطلاب الوافدين للدراسة من مانكيش ومناطق اخرى مسيحية للذين ليس لهم اقارب في بغداد..ولكن بعد قيام ثورة 14 تموز في 1958م تبددت تلك الفكرة حيث حالت دون تحقيق ذلك .. ولكن يكفي النية الصادقة. وهنالك غيرها الكثير الذي عمله المرحوم من حسنات لأهالي مانكيش واتمنى ان يعقبوا عليها المستفيدين منه، ان اطلعوا على حوارنا هذا.. لأن الحقيقة يجب ان تقال ولكي يكون نبراسا للآخرين ليقتدوا به، الطيبين في بلدان المهجر ايضا، للعوائل القادمة الجدد والذين يحتاجون الرعاية والاحسان ايضا….

س9: لقد انعم الله عليك بالرزق الحلال، لجهودك في بناء حياتك لتتنعم والعائلة الكريمة به.. ولكن كنت ساكنا في بيت للأيجار ولفترة طويلة.!  فما الفكرة من ذلك ؟

ج: نعم ، فقد كان ذلك صحيحا، فقد كنت مؤجرا للبيت الذي سكناه مؤخرا ولحين خروجنا من العراق، ولذلك اسباب ومنها من مبدأ استغلال السيولة الموجودة بعمل مشاريع اخرى تدعم من ديمومة المطعم ونجاحه، وذلك بشرائي لحقول الدواجن وكذلك اشتريت ارض العمارة التي بنيت فيها بناية العمارة الشاهقة والمطلة على نهر دجلة الواقعة على شارع السعدون بجانب مطعم خان دجاج في العراق.. وهي حاليا معروضة للبيع.

وبعدها أِلتفتّ لشراء العقار ولكن بشراء شقق لأولادي الذين تزوجوا في بغداد..

س10: من ضمن النشاطات، فقد كنت من المساهمين في أِنشاء نادي سومر للمانكيشيين في بغداد سنة 1972م بعد قرار للدولة بسماح ذلك، فما الفائدة المتوخاة من انشاء النادي؟

ج: كنت مساهما في ادارة النادي مع السيد سورو جبو قلو الذي كان يرأس الهيئة الادارية ولفترة طويلة ومجموعة اخرى من اخوتنا المانكيشيين.. ولظروفي الخاصة فقد انسحبت من ادارته فاسحا المجال لغيري والذي تولى من بعدي، منهم اخي هرمز ميخو وبعده أبني صباح ومن ثم اعقبهم ابني بسام.. وقد كانت هنالك فوائد عديدة من وجوده ومنها اقامة حفلات التعارف والتقارب والسفرات والنشاطات المختلفة لعوائلنا الاعضاء فيه.  ولكن الهجرة الكثيفة التي شملت معظم تلك العوائل وبالاخص بعد فترة التسعينات، حدّت بنشاطه ولازال وضعه الحالي تحت ذمة النادي، لكونه مؤجرا من قبلنا ومن الدولة ولفترة طويلة ..

س11:  وحسب معلوماتي، فقد كانت لك معرفة بالاغا جعفر بيسفكي الذي كان عائشا لردح من الزمن في مانكيش مع حاشية معه، فهل كان هنالك فائدة من وجوده فيها؟ وألم يكن السبب في تواجد الاكراد الذين تركوا قراهم للأستقرار في مانكيش؟

ج:  لقد كان المرحوم جعفر بيسفكي صديقا لي وانني كنت ارى فائدة كبيرة لوجوده في مانكيش، والذي كان يتطلب حينها ذلك الوجود، لكوننا نعيش وسط اجواء عشائرية نحتاج لمن يساعدنا وكان خير مثال على ذلك.. وكانت فترة تواجده ابتدأت سنة  1960ومنذ بدايات ثورة الملا مصطفى البرزاني ضد الحكومة العراقية ولغاية 1971م.. ولم يكن هو سببا في مجيء الاكراد الى مانكيش، وحتى انه أوصى المطران المرحوم حنا قلو عند توديعه بأن لا يسكن احدا في القرية بعد خروجه منها من غير اهاليها. بالاضافة الى ان له الفضل في حماية مانكيش من هجمات الذين ارادوا احتلالها لأكثر من مرة. وله الفضل في اعادة الاراضي العائدة لأهالي مانكيش والتي استحوذ عليها اهالي كوفلي بجلبه لشهود اكراد للشهادة على عائديتها لأهالي مانكيش وعادت اليهم بعدها فعلا..

ولا ننسى فضله في المحافظة على شباب مانكيش الذي شكل منهم افواجا لكي لايشتركوا في الحرب العراقية الايرانية ، وحاميا للهاربين منهم من أتون النار.

س12: وحسب معرفتك بالموضوع، فما السبب في اعدام الاغا جعفر بيسفكي بالرغم من علاقاته الجيدة مع الحكومة وقتذاك؟

ج: لقد كان السبب في اعدامه لمواقفه السياسية والذي اراد بها حماية الذين يتبعونه بالرغم من موقفه الايجابي من الحكومة آنذاك..!!

س13: هل ساهمت في الاعمال الخيرية المطلوبة لتلبية احتياجات مانكيش وما هي؟

ج: نعم وأقولها بكل اعتزاز..بأني ساهمت قدر ما أستطيع في تلبية بعض الاحتياجات لأهالي مانكيش ومنها :

–         استجمعنا نقودا في بغداد مع الخيرين من ابناء مانكيش لشراء القنفات التي كانت كنيسة مانكيش بحاجة اليها.

–         ساهمت في بناء دير للراهبات وذلك بعد المشاورة واخذ موافقة الاب داود بفرو، بالاضافة الى موافقة الاخوين اوراها وايشو أوسي الذين تبرعا بقطعة الارض الموروثة كحصتهم، مع تبرع السيد نجيب قلو بمبلغ 1000 دينار ومساهمة السيد ملكيزدق نازي بمستلزمات الكهربائيات للدير متبرعا بها ايضا. وبعد اكتمال بناء الدير بادرت الى شراء الارض المقابلة للدير لعدم استغلالها للبناء من قبل اخرين لكي يبقى الدير منظورا ومن كل الجهات. كل ذلك لثبات بقاء الراهبات والذي عزز من لم شملهم وزاد من سعيهم لخدمة الكنيسة بالتعليم المسيحي  لابنائها وبناتها وبكافة اشكاله..

–         كنت قد خصصت مبلغا شهريا من المال وقدره 3000 دينار شهريا للمعوزين من العوائل المتعففة في مانكيش في بداية الحرب العراقية الايرانية وزدتها لتصبح 5000دينار لغاية نهاية تلك الحرب.

–         تقديم المساعدة لمن يحتاج وبالاخص للذين يسافرون خارج القطر وما اكثرهم.

–         بالنظر للويلات والمآسي من الحرب العراقية الايرانية، فقد كنت اتكفل بمساعدة من لهم شهيدا من اهالينا والذين اعرفهم ايضا.. وذلك باعداد مستلزمات الدفن المطلوبة لشهداء كنيستنا الكلدانية في مقبرة بعقوبة وبالتنسيق مع الجمعيات المتخصصة بذلك مهيئا وجبة غداء ومعظمها على نفقتي الخاصة..

–         وبعدها لاحقا ساهمت في نبذ هذه العادة بتجهيز الطعام من قبل ذوي المتوفي او الشهيد والتي كانت تثقلهم ماديا ونفسيا ايضا. وقد حصرت الموضوع على تقديم القهوة والماء لا غير واعتقد فأن ذلك لا زال متبعا الى يومنا هذا ان كان ذلك في العراق او في بعض بلدان المهجر ايضا.

وهنالك العديد من الامور والمساهمات الخيرية ولا يمكنني ذكرها جميعا في هذا الحوار.علّني اكون قد وفيت جزءا من واجبي لمحبتي أهالي مانكيش ليس غير.

س14: وحسب ما سمعته مؤخرا، فعندما كنت قاصدا مانكيش والمصايف ايضا في شمال العراق في سنة 1992 ، فقد تم حجزك من قبل قوات التحالف التابعة للأمم المتحدة، فما السبب في ذلك؟

ج: ان سبب حجزي من قبل قوات التحالف فقد كان وشاية من احد رؤساء الفرسان عندما كنت في مانكيش لفترة وجيزة لزيارة المعارف، ولكن بعد تدقيق وسؤال وجواب من قبل تلك القوات  المتواجدة في المنطقة لظروف سياسية، فقد خاب ظن الذين ارادوا الايقاع بي ولغاية ما، بعد ان أُطلق سراحي ليعودوا بي الى مشارف دهوك ومنها عودتي بسيارتي الخاصة مع زوجتي واثنان من الاقارب الى بغداد وبالسلامة. انها اصبحت مجرد ذكريات.!!

س15: اصبحت ردحا من الزمن وفي ثمانينات وتسعينات القرن الماضي تقوم بزيارات وبمعيتك زوجتك (ام صباح) خارج العراق ولمرات متتالية، فهل كان ذلك تمهيدا للأستقرار في احدى دول المهجر؟

ج: صحيح ما تقوله حول قيامي بالسفر مع زوجتي(ام صباح) خارج العراق وكما تعرف فقد كان لأم صباح الدور الكبير في تربية اولادي والترحيب بالضيوف تاركا ذلك لوحدها لأنشغالي بالعمل خارج البيت.. والنِعم فقد أدت ما عليها بعد عشرة طويلة والحمد لله على كل شيء، وكان من حقها ان ترافقني في معظم سفراتي خارجا الى ان استقر بنا المطاف في كندا وبالذات في مدينة هاملتون التي فيها الغالبية من الجالية المانكيشية..

ولكن بصراحة فلم  يخطر ببالي ان يصل الامر الى تركي لوطني وربما الى غير رجعة نظرا للظروف السوداوية التي اصبحت تتفاقم عليه يوما بعد يوم.. وحتى كنت من المعارضين لمن يسافر خارجا ومنهم اولادي وبناتي ايضا وحتى دخلت معهم في خصومات شديدة..الاّ انه هذا قدرنا وما العمل يا اخي عبدالاحد وظروف البلد تمضي من سيء الى اسوأ؟.. ومع ذلك الحمد لله على كل حال.!!

س16: من الملاحظ فأن اولادك وبناتك (موجها لهم التحية)، فقد توزعوا خارجا وفي دول مختلفة فأثنان منهم في استراليا واثنان منهم ايضا في اميركا وثلاثة في كندا.. فهل من سبب لذلك؟

ج: ذلك صحيح فمنهم اثنان صباح وابتسام في اوستراليا مع عوائلهم وجانيت وسعيدة في اميركا مع عوائلهم وفي كندا عندي سعاد وبسام وصلاح مع عوائلهم ايضا وحصل ذلك وحسب معاملات الهجرة وظروف عمل كل منهم .. وقد سبق وان زرتهم لمرات عديدة للذين في اميركا واستراليا وهم يزوروننا بين فترة واخرى ايضا.

س17: ما سبب اختيارك للأستقرار في كندا ؟ بعد صولاتك وجولاتك لدول عديدة وبالاخص التي فيها اولادك وبناتك..؟

ج: ان سبب الاستقرار في كندا وبالذات في هاملتون يعود الى كثافة تواجد الجالية المانكيشية والتي تربطني مع معظمهم علاقات مودة واحترام.. بالاضافة الى تواجد عائلة بسام وسعاد وايضا صلاح في وندسور الكندية.. وفي النية الاستقرار النهائي في هذه المدينة الجميلة هاملتون الكندية انشاء الله.

س18: هل تعتقد بان الكنيسة المتمثلة براعيها الكاهن ، يجب ان تقودنا في نشاطاتنا الاجتماعية والثقافية والرياضية؟ ام يفضل ان يكون لنا جمعية او نادي خاص بالجالية يقودها علمانيون يمكنهم خدمة الجالية في بلدان المهجر؟

ج: حسب وجهة نظري ، ومع احترامي لرجال الدين فانني افضل ان تكون نشاطاتنا بيد العلمانيين وذلك لكي نتقدم خطوات للأمام، فالكاهن والكنيسة لها واجباتها وعلينا ان لا نثقلهم بواجباتنا الاجتماعية والثقافية وغيرها.. بالاضافة الى أن الكاهن غير ثابت في موقعه لوجود تغير وتنقل في مهامه ومن رعية واخرى او ابرشية واخرى .. والنشاط متوقف على العلمانيين بالدرجة الاولى في ادارة دفّة أمور الجالية.

س19: لو سنحت الظروف في العراق، بمعنى استتبّ الامن والسلام فيه.!!  فهل لك رغبة في العودة لمتابعة متعلقاتك من مطعم واملاك ومنها بناية العمارة التي تتميز بموقعها الجميل..وتعود بالعائلة للعيش مجددا في العراق؟

ج: حسب ما اراه مستقبلا، فان موضوع رجوعي الى ارض الوطن قد يكون شبه مستحيلا ان لم يكن مستحيلا.. وحول تصفية متعلقاتي فيمكن ذلك ومن هذا المكان ..

س20: في بلاد المهجر فقد استعين بأسم مطعمك (خان دجاج) كدعاية لنجاح مطعمهم ومنهم مطعم خان دجاج  في ويدنسور بأدارة أخوك هرمز(ابو زينة) واخرون ومنهم مطعم خان دجاج درويش..أفليس لك الرغبة في فتح فرع جديد لمطعم خان دجاج وليكن في موقع سكنك الحالي/  هاملتون الكندية او في تورنتو العاصمة الاقتصادية لكندا، التي فيها جالية عربية لها معرفة بسمعة مطعمك. ويمكن لأبنك بسام الذي شاركك لآخر لحظة في ادارة المطعم في بغداد وله الخبرة في امكانية نجاح الجديد والمقيم حاليا معك في هاملتون؟ فما رأيك بذلك؟

ج: ذلك صحيح، ولكن لم افكر في العمل لأدارة المطعم مجددا وفي اي مكان.. وعندي ما يكفيني والحمد لله، والاولاد احرار في العمل وبما يرغبونه وعلينا مداراة انفسنا ونحن على مشارف الثمانين من العمر..

س21 : ماهو طموحك الحالي والراغب ان يتحقق للجالية في مدينة هاملتون الساكن فيها؟ وما الطموح الذي ترغب بتحقيقه شخصيا وفي اي مجال يخصك؟

ج: ان طموحاتي كثيرة ، ولكن كما قلت فليس كل ما يتمناه المرء يدركه او يناله..فللعمر أحكامه علينا ايضا.. وعن الجالية فأمنيتي بان تتكاتف بالاعتماد على نفسها بتقوية علاقاتهم وفي ادارة شؤونهم نحو الاحسن بالاضافة الى الاهتمام بكنيستهم الكلدانية..

س22: في ختام حديثنا معك، لا يسعنا الا ان نشكرك لسماحك لنا باجراء هذا الحوار الممتع والصريح وذلك ليكون القاريء على بيّنة بالأمور التي تطرقنا اليها وبكل شفافية ، طالبين من المولى القدير ان ينعمك بالصحة وطول العمر مع زوجتك المصون تريزية (ام صباح) والرب يحفظ الجميع..

ج: شكرا، اخ عبدالاحد على هذا الحوار الممتع وتحياتي لموقع مانكيش وانا على استعداد لدعمه عند الحاجة، والذي اتمنى من الجميع الألتفاف حوله لكونه يجمعنا في مناسباتنا وكل من موقعه وفي مكانه …ان كان ذلك في العراق أو اميركا أو كندا أواستراليا ودول اوربا ايضا..وفي كل مكان يتواجد فيه مانكيشي غيور والرب يبارككم جميعا.

 

ملاحظة: لكي لا أنسى،  أتقدم بشكري الى أم صباح لضيافتها الكريمة والاخ بسام لتعاونه في اعداد هذا الحوار وتزويدنا بالصور المطلوبة ..

ولا انسى ايضا مساهمة الدكتور جورج منصور في ترتيب واخراج هذا الحوار ليكون ملائما للقراء وبالصورة التي تليق بهذا الحوار..مع تحياتي للجميع.

 

عبدالاحد قلو/ مشرف الحوار الهاديء

           موقع مانكيش

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!