مقالات دينية

شهادة شهود عيان عن حقيقة قيامة يسوع من ألأموات – الجزء الأول –

شهادة شهود عيان عن حقيقة قيامة يسوع من الأموات– الجزء الأول-

نافع شابو

مقدمة

قيامة يسوع هي سرُّ مفتاح المسيحية. فلا يكفي ان نقرأ عن المسيح كإحدى الشخصيات، أو أن ندرس تعاليمه، لكن بإيماننا أنّه الله الظاهر في الجسد نتكل عليه ليخلصنا، ونقبله ربّا لحياتنا. اليهود لم يدركوا أنّه، لا الحجر (على باب القبر)، ولا الختم ، ولا الحُرّاس ، ولا جيشا بأكمله ، كان يمكن أن يحول ُ بين الله وقيامته من الأموات .إنّ قيامة الرب يسوع المسيح من الأموات هي الحقيقة المحورية لتاريخ المسيحية . ففيها تبني الكنيسة وبدونها لن يكون هناك كنيسة للمسيح لانّ بقيامة يسوع المسيح الحادث الذي حصل في التاريخ هو حادث فريد وإنَّ عقيدة القيامة هي الحقيقة التي تتميز بها المسيحية من كُلّ الفلسفات والعقائد الأخرى. وشهادة الشهود، فلأن يسوع قام وغلب الموت، نعلم يقينا أننا سنقوم أيضا. فكما يقول الرسول بولس: “وإذا كان المسيح ما قام، فأيمانكم باطل ٌ وأنتم بعدُ في خطاياكم، وكذلك الذين ماتوا في المسيح هلكوا” (1كورنثوس 15/ 17).

القيامة تثبتها الكتب المقدّسة وأنّها جزء رئيسي في خطة الله لخلاصنا وتبريرنا، لذلك تحقيقها كان أمرا ضروريا . وأنّ الرسل أخذوا يفهموا ما ورد في الكتاب المقدس عندما حلّ الروح القدس عليهم في العنصرة . ومن هذا المنطلق أنّنا كمؤمنون نؤمن بالقيامة بناء على شهادة الرسل وما ورد في الكتب المقدسة وتقليد الكنيسة المقدسة. القيامة هي فتح ألأبواب الأبدية.

جاء في كتاب المحيط الجامع

قيامة يسوع المسيح حدث تاريخي وواقعي وإيماني. الأيمان المسيحي يوضّح ذاته: هو لا يؤكِّد إعادة الروح الى جُثّة ميّت، بل عبور الله في يسوع عُبورا يجتذب البشرية في خطاهُ. هذا ألأيمان لا ينفي إنكار الموت فيلعب لعبة اللاوعي البشري. بل يَقُرُّ أنَّ الموت ليس له الكلمة الأخيرة.

لا يتوخّى الأيمان اليوتوبيا (المثالية او المدينة الفاضلة)، بل يعيدنا الى هذا العالم كموضع ظهور ملكوت الله …. يبقى أن ننظر الى القيامة كحدث تاريخي في الأيمان الذي تُحرِّكُهُ في قلب الشهود، وهذا الأيمان هو إعلان يهب الحياة…. إنّ تأكيد قيامة يسوع هو في قلب اعتراف الأيمان المسيحي وكرازة (تبشير) الكنيسة. وهو في الأصل التاريخي للعهد الجديد. القيامة هي في الوقت عينه عودة الى حدث من تاريخ يسوع الناصري، وتعلُّق بشهادة الرسل وإدراك عميق للحياة المسيحية. هي تعني أنّ يسوع يعيش وراء الموت فيدلُّ هكذا على لاهوته، ويفتح للبشر الطريق للدخول الى حياة الله الحميمة. فالأيمان الذي يُعلنه الكتاب المقدّس (والذي استمد المسيحيّون منه قانون ألأيمان الذي يرددونه في صلواتهم) يرتكز على أمانة الله لمواعيده ويتجذّر في الرجاء المسيحاني”. (1)

أمّا الأب لويس حزبون – في كتابه “قيامة المسيح وأبعادها التاريخية والإيمانية والروحية – يقول:

قيامة المسيح هي حدث تاريخي. لم يشرح لنا أحد من الإنجيليين كيف قام، ولكن كشفوا لنا أبرز علامات قيامة المسيح كحدث تاريخي، وهو القبر الفارغ. لماذا كان فارغاً؟ هناك احتمالان: إمَّا أنَّ هناك تفسيرات مزعومة، وإمَّا ان المسيح قام حقا.

قيامة المسيح من بين الأموات معجزة كبرى، يؤكدها التاريخ، إنها حقا حدثٌ تاريخيّ حيث يتساءل القديس يوحنا الذهبي الفم بقوله “فما الغرض في أن المنديل الذي كان على رأسه (رأس المسيح) ليس موضوعًا مع الأكفان، بل ملفوفًا في موضع وحده”؟! أجبتك: لتعلم أن هذا الفعل ما كان فعل من كان مسرعًا ولا مضطربًا، فمِن هذا الفعل صدقوا قيامته”. (2)

فعندما يستشهد المسيحيّون بالقبر الفارغ يفسّر البعض الكتاب المقدس ويقولون أنّ النسوة أخطأن وذهبن الى قبر آخر غير قبر يسوع.

– أو أنّ يسوع كان مغمى عليه ولم يمت وهو على الصليب، ولكنه كان فاقدا للوعي عندما وضع في القبر، ثُمّ استرد وعيه أي لم يمت.

-وهناك من يقول أنّ لصوص مجهولون سرقوا جسد يسوع.

-وآخرون قالوا ويقولون أنّ التلاميذ سرقوا جسد يسوع

– بل هناك من قالوا إن القادة الدينين اليهود سرقوا جسد يسوع للأحتفاظ به.

هذا ما ورد في الكتاب المقدس عن مزاعم اليهود

أمّا اليوم فهناك مزاعم جديدة لاتستند الى حقائق تاريخية ولا حتى على المخطوطات والآثار، بل مزاعم مثل:

– قالوا ان قيامة المسيح خُرافة

-واخرون قالوا انّ قيامة يسوع المسيح هذيان

-واخرون قالوا، وخاصة في أيّامنا هذه، ان قيامة يسوع المسيح هي اسطورة.

وبرغم، الألفي عام من البراهين والشهادة، ما زال الكثيرون يرفضون أن يؤمنوا.

عندما تختلف الآراء ولا تستند الى أدلة وشهادة شهود فإن المحاكم الشرعية لا تعترف بها قانونيا. وهذا ينطبق على كُل هؤلاء الذين يطعنون بموت وقيامة ربنا يسوع المسيح.

وللرد على هذه المزاعم التي لا تؤمن بموت وقيامة الرب يسوع المسيح، سنأتي بأدلة من الكتاب المقدس عن شهود عيان شهدوا وأستشهدوا بسبب شهادتهم بقيامة يسوع المسيح في اليوم الثالث بعد موته على الصليب. وشهادات شهود عيان عن ظهور يسوع المسيح لهم بعد قيامته من الأموات.

نبوات يسوع عن موته وقيامته.

تنبأ يسوع بموته وقيامته ثلاثة مرات :

قال المسيح: ” هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الكَهَنَةِ وَالكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالمَوْتِ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ، فَيَهْزَأُونَ بِهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَتْفُلُونَ عَلَيْهِ وَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي اليَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ (راجع مرقس 10:33 و34)

“إنقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه” راجع يوحنا 2 :19″.

كان يسوع يقول عن هيكل جسده. فلما قام من الأموات تذكر تلاميذه انه قال هذا فأمنوا بالكتاب والكلام الذي قاله يسوع” (يو18:-22). وكأنه كان يقول لهم: اق*ت*لوا هذا الجسد، جسد المسيح، وسوف يقوم في اليوم الثالث، إذ أن أعظم آياته هي موته وقيامته من الموت في اليوم الثالث.

وقال يسوع لنيقاديمس -معلم الناموس اليهودي الذي زار يسوع في الليل : “كما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل له الحياة الأبدية”يوحنا 3 : 14”

ولكن التلاميذ لم يفهموا قصده، بل ظلّوا يتجادلون بجشع على أماكنهم في الملكوت.

ويمكن أن نختصر هذه الأدلة الواردة في الكتاب المقدس من خلال شهود عيان او شهود نقلوا عن شهود عيان.

ولكن قبل أن نشهد من خلال شهود عيان عن موت وقيامة يسوع علينا ان نردّ على المزاعم التي لا تؤمن بموت وقيامة الرب يسوع المسيح. لانّه يوجد اليوم من يحاولون إنكار قيامة يسوع المسيح بالقول بانّه لم يكن قد مات.

التفسير الأول: المزعوم: ان يسوع كان مغمى عليه ثم استردَّ وعيه. أي لم يمت .

لم يكسر الجنود الرومان ساقي يسوع، بعد صلبه، لأنّه كان قد مات فعلا. وواحد من الجنود طعن جنب يسوع بحربة.” فجاءَ الجنود وكسروا ساقي كلا الرجلين المصلوبين مع يسوع. أمّا يسوع، فلمّا وصلوا اليه وجدوهُ قد مات، فلم يكسروا ساقيه” راجع انجيل يوحنا 19 : 32، 33″.

لقد أخبر جندي روماني بيلاطس الحاكم أن يسوع قد مات .“فَتَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ أَنَّهُ مَاتَ كَذَا سَرِيعًا. فَدَعَا قَائِدَ الْمِئَةِ وَسَأَلَهُ: «هَلْ لَهُ زَمَانٌ قَدْ مَاتَ؟» وَلَمَّا عَرَفَ مِنْ قَائِدِ الْمِئَةِ، وَهَبَ الْجَسَدَ لِيُوسُفَ”. (راجع انجيل مرقس 15: 44،45)-

التفسير الثاني: أخطأت النسوة وذهبن الى قبر آخر

شهادة متى ينفي هذا الأدعاء. يجيب متى الإنجيلي ان مريم المِجدَلِيَّة ومريم ام يوسي رأتا يسوع وهو يُوضع في القبر كما جاء في الانجيل “أَخذَ يوسُفُ الجُثْمانَ ولَفَّه في كَتَّانٍ خالِص، ووضَعَه في قَبرٍ لَه جديد كانَ قد حفَرَه في الصَّخْر، ثُمَّ دَحَرجَ حَجَراً كبيراً على بابِ القبرِ وانصَرَف. وكانت هُناكَ مَريمُ المِجدَلِيَّة ومَريمُ الأُخرى جالِسَتَينِ تُجاهَ القَبر” (متى 27: 59-61)،

ويؤكد انجيل يوحنا أن بطرس ويوحنا ذهبا الى نفس القبر “فخرَجَ بُطرُسُ والتَّلميذُ الآخَرُ وذَهَبا إِلى القَبْرِ” (يوحنا 20: 3).

التفسير الثالث: سرق لصوص مجهولون جسد يسوع.

في الحقيقة، وكما جاء في انجيل متى، كان القبر مختوما ومحروسا بحرس الهيكل ويرجّح أن كان معهم جنود رومانيون أيضا.”فقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «عِنْدَكُمْ حُرَّاسٌ. اِذْهَبُوا وَاضْبُطُوهُ كَمَا تَعْلَمُونَ. “فَمَضَوْا وَضَبَطُوا الْقَبْرَ بِالْحُرَّاسِ وَخَتَمُوا الْحَجَرَ.” متى 27: 65، 66″.
التفسير الرابع: سرق التلاميذ جسد يسوع

وضع الرومان حراسة على القبر بناءً على طلب المجلس الأعلى لليهود خوفًا من أن يقوم التلاميذ بسرقة الجثمان.

في اعمال الرسل ان افراد من الجماعة المسيحية الأولى كانوا على استعداد للموت لأجل إيمانهم في المسيح القائم، إذ “قَبَضَ المَلِكُ هيرودُسُ على بَعضِ أَهلِ الكَنيسة لِيُوقِعَ بهِمِ الشَّرَّ، فقَتَلَ بِحَدِّ السَّيفِ يَعقوبَ أَخا يوحَنَّا. فلَمَّا رأَى أَنَّ ذَلك يُرْضي اليَهود، قَبَضَ أَيضًا على بُطرُس” (أعمال الرسل 12: 2 -3). لذلك فإن سرقوا جسد يسوع لكان إيمانهم بيسوع باطلا واستشهادهم لأجله لا معنى له.

التفسير الخامس: سرق رؤساء الكهنة والفريسيون جسد يسوع للاحتفاظ به.

من ناحية يُبين متى الإنجيلي ان القبر كان محروسا ومختوما؛ ومن ناحية أخرى، لو أنّ القادة الدينيين قد أخذوا جسد يسوع، لأظهروه لوقف الشائعات عن قيامته. “فَمَضَوْا وَضَبَطُوا الْقَبْرَ بِالْحُرَّاسِ وَخَتَمُوا الْحَجَرَ.”  متى 27: 66″

التفسير السادس: قيامة المسيح خرافة

لو كانت القيامة خرافة لَمَا استطاع المسيحيون ان يبشّروا بها في المكان نفسه، في اورشليم دون ان يتوقعوا التكذيب؟ والواقع أن رؤساء اليهود لم يكذبوا الامر، بل اكتفوا بالبحث عن تفسير آخر له وهو أن “التلاميذ سرقوا جثمانه”.

موت وقيامة يسوع حدث تاريخي ثابت وحقيقي، ولا زال موضع القبر موجودا في اورشليم (القدس) ، وهي تعزير  لشهادة الجندي وبيلاطس ويوسف والقادة الدينيين والنسوة اللواتي شاهدن دفنه . لقد مات يسوع حقيقة على الصليب، وإنّ المسيح قام حقّا قام.وليس هذا فقط بل أنّ ظهورات يسوع المسيح للتلاميذ والرسل ومئات آخرين بعد قيامته ستكون شهادات لشهود عيان ، لايمكن إلّا قبولها وإلّا فكُل ألأحداث المدونة في  التاريخ سيكون  عليها شكوك ، وعلامات استفهام ، مالم يصادق العالم على حقيقة موت وقيامة يسوع المسيح . (2)

التفسير السابع كان هذياناً أو هلوسة

لما وقف القديس بولس أمام الملك أغريباس يُحدِّثه عن المسيح «أول قيامة الأموات» (أع 26: 23)، ردَّ عليه فستوس الوالي قائلاً: «أنت تهذي يا بولس!» (أع 26: 24)

وإلى اليوم يقول المُتشكِّكون في قيامة المسيح إن كرازة الرسل بقيامة المسيح من بين الأموات كانت بمثابة ”هذيان“. والهذيان أو الهلوسة هي حالة فردية يرى فيها الإنسان أشكالاً وأُناساً هو يريد أن يراهم، بينما لا تكون هذه الأشياء حقيقية. ويقول علماء النفس إن الهذيان حالة فردية لا جماعية، وتحدث في وقتٍ ما وليس في كل الأوقات. فليس من المعقول أن يختبر 500 شخص من مختلف الطبقات انطباع الرؤية والسمع واللمس لشخص المسيح، وفي وقتٍ واحد، ثم يُقال إنها حالة”هذيان“.

وشاول أشد المضطهِدين للمسيحيين أيام الرسل، فوجئ وهو في طريقه إلى دمشق ليقبض على المسيحيين، وكان ينفث تهديداً وتقتيلاً للمسيحيين؛ فوجئ بصوت يقول له: «شاول، شاول، لماذا تضطهدني؟»، ولما سأله: «مَن أنت؟»، قال له الصوت: «أنا يسوع الذي أنت تضطهده». وقد ذكر فيما بعد أنه رأى الرب يسوع (1كو 9: 1). فكيف ينطبق عليه هنا مفهوم ”الهذيان“، أي أن يرى ما يشتاق أن يراه، بينما كان يضطهده؟!

 التفسير الثامن : كان حدث القيامة أسطورة

بعض المتشكِّكين يُرجعون حَدَث القيامة إلى” أسطورة“ بدأت بواحد أو أكثر يدَّعون أنهم رأوا المسيح قائماً حيّاً بعد أن مات ودُفِنَ في القبر.

هناك 3 مشاكل كبرى في تطبيق هذه النظرية على خبر القيامة:

  1. 1. الأساطير نادراً ما تحدث في حالة وجود عدد من شهود العيان يكونون أحياءً، حتى يمكن لأحدهم أن يدحض الأسطورة.
  2. 2. الأساطير تنشأ من تقاليد شفهية، وليس من وثائق تاريخية معاصرة مكتوبة يمكن التأكُّد من صحتها. والأناجيل الإزائية كُتبت على مدى 3 عقود (العقد = 10 سنوات) من حادثة القيامة، وليس أكثر من ذلك، وكان الأشخاص الذين وردت عنهم هذه الوثائق ما زالوا أحياء
  3. 3. نظرية الأسطورة لم تستطع أن تشرح، بطريقة مُقنعة، لا القبر الفارغ، ولا الاعتقاد المُحقَّق تاريخياً لدى الرسل بأن الرب يسوع رجع حيّاً بعد موته ودفنه

جاء في مجلة مرقس الشهرية مقالة بعنوانقيامة المسيح
حقيقة تاريخية، ببراهين وشهود”:

كان ”موريسون“ الذي جاهد ليدحض القيامة مذهولاً بالحقيقة التي تقول: ”إن حركة صغيرة بلا أهمية استطاعت أن تسود على نظام يهودي مُحكَم بارع، وكذلك على عظمة سلطة روما“. فلماذا انتصرت هذه الحركة في وجه كل هذه التحديات المضادة؟

وهكذا كتب:

-” خلال 20 سنة، كانت بشارة فلاحي “الجليل” قد دحرت الكنيست اليهودي، وفي أقل من 50 سنة هدَّدت سلام الإمبراطورية الرومانية. وبعد أن نكون قد قلنا كل ما يمكن أن نقوله، فحينئذ نحن نقف لنتواجه مع أعظم سرٍّ على وجه الإطلاق. فلماذا، إذن، انتصرت (المسيحية).

بكل هذه الحقائق، كان يجب أن تموت المسيحية على الصليب، حينما هرب التلاميذ ونجوا بحياتهم. ولكن بعد رؤية القيامة، بدأ الرسل في تأسيس حركة مسيحية متنامية.

ويصف الأب متى المسكين هذا المنظر قائلاً: ”انظر إلى الرسل، كيف تقبَّلوا أولاً أخبار الصلب والموت، بدون قيامة، فملأت الرعدة أوصالهم، وانتابهم جزع وخوف أليم، فكادوا يندمون، أو هم ندموا، على زمنٍ تقضَّى مع هذا المصلوب المائت… حتى كادوا يتبدَّدون! ثم انظر ما حدث لما انطلقت بشارة القيامة، كيف تجمَّعوا، بل كرزوا وبشَّروا؟ فصار لهم العار والمهزأة فخراً، وصار العذاب والألم فرحاً، والصليب والموت إكليلاً!

ويعتقد كثير من الباحثين في كلمات أحد آباء الكنيسة القدامى:” دم الشهداء بذار الكنيسة“. ويقول المؤرخ” ويل ديورانت“:” قيصر والمسيح تلاقيا معاً على ساحة المعركة، وانتصر المسيح”.

النهاية المفاجئة: المسيح قام، حقّاً قام:

وتحوَّل” موريسون“ من الاعتقاد بالخرافة، والهذيان، والخطأ التشريحي؛ إلى برهان القبر الفارغ الذي لا يُدحض، وبشهود المسيح بالجسد، وإلى شهود العيان لظهوره حيّاً، وإلى التغيير المفاجئ للتلاميذ، وتأثيرهم على العالم، وشهادتهم الواثقة بأنهم ”رأوه“؛ حيث أصبح ”موريسون“ مقتنعاً بخطأ تحيُّزه ضد قيامة يسوع المسيح. وفي الحال بدأ في كتابة كتاب جديد مختلف سمَّاه: ”مَن دحرج الحجر؟“ ليُفصِّل النتائج الجديدة التي توصَّل إليها. وكانت المفاجأة أن براهينه السابقة على إنكار القيامة قد قادته إلى الإيمان بالقيامة.

ولم يكن ”موريسون“ وحيداً، فإن أعداداً لا تُحصَى من المتشكِّكين فحصوا براهين القيامة واقتنعوا بأن قيامة الرب يسوع هي حَدَثٌ تاريخي حقيقي، وقَبِلوها باعتبارها أكثر حقائق تاريخ البشرية إثارة للدهشة.(3)

هل كان جسد يسوع غائبا حقا عن قبره؟

جاء في كتاب ” القضيّة …المسيح ” للكاتب ” لي ستروبل”:

“ويليام لين كاريج الذي حصل على شهادتي دكتوراة، وكتب كتبا كثيرة عن القيامة، قدّم الدليل المدهش أن الرمز الدائم للقيامة – وهو قبر يسوع الفارغ- كان حقيقة تاريخية. فالقبر الفارغ مُسجّل او متضمن في المصادر المبكرة – انجيل مرقس، والقانون (قانون الأيمان المسيحي ) في 1كورنثوس 15- التي الى فترة أقرب جدا من الحدث الذي لايمكن بحال من ألأحوال ان تكون نتاجات الأسطورة .

فحقيقة تقرير ألأناجيل انّ النسوة قد اكتشفن القبر الفارغ تدعم اصالة القصة لان شهادة النسوة افتقدت المصداقية في القرن الأول، ومن هنا لم يكن هناك دافع لتقرير انهن وجدن القبر الفارغ لو لم يكن هذا حقيقيا. لقد كان موقع قبر يسوع معروفا بالنسبة للمسيحيين واليهود، وللرومان، ومن ثم فقد كان من الممكن أن يتعرّض للفحص من قبل المتشككين. في الواقع، لا أحد- ولا حتى السلطات الرومانية، أو القادة اليهود -أكّدَ على الأطلاق أنّ القبر كان لا يزال يحوي جسد يسوع. وبدلا من هذا كانوا مجبرين لإختلاق القصة السخيفة بأنَّ التلاميذ- رغم عدم توافر دافع او قصة – قد سرقوا الجسد. وهي نظرية لا يؤمن بها اليوم حتى أكثر النقاد تشكيكا. (4)

قيامة يسوع المسيح من الأموات كما جاء في الكتاب المقدس.

جاء في كتاب المحيط الجامع للكتاب المقدّس:

“عن إعلان يسوع هويّته اللاهوتية أمام المحكمة العليا اليهودية “السنهدرين” راجع متى 26 :63-64″. أسَّسَت الأناجيل تاريخية الأحداث التي توردها، على سلطة شهود الساعات الأولى:

إكتشاف النساء للقبر الفارغ صباح الفصح “متى 28: 1-8”.

إنّ خبر إكتشاف القبر على يدّ النسوة، صباح القيامة، يُنير واقعا يقول إنّ يسوع حيّ من خلال موته.

ومنذ الآن طبعت قيامة يسوع بطابعها نهاية الأزمنة “متى 28: 2-5”.(1)

أولا: شهادة متى الأنجيلي عن قيامة يسوع المسيح

جاء في انجييل متى:” وفي اليوم الثالث – أي يوم الأحد – جاءت مريم المجدليّة ومريم الأخرى لزيارة القبر. وفجأةً وقع زلزال عظيمٌ، حين نزل ملاكُ الربِّ من السماء  ودحرج الحجرَ عن باب القبر وجلس عليه . وكان منظرهُ كالبرقِ وثوبهُ أبيض كالثلجِ. فارتعب الحرسُ وصاروا مثل الأموات. فقال الملاك للمرأتين:” لا تخافا . أنا أعرفُ أنّكما تطلبان يسوع المصلوب.ما هوهنا، لأنّه قام كما قال”متى 28 : 1-7″

كانت جماعة من القادة الدينيين اليهود يتآمرون كيف يحجبون أخبار القيامة

تفرَّد متى فبيّن ما في حيلة عظماء الكهنة اليهود من تصرّف مضحك: أرادوا ان يوقفوا مسيرة القيامة والحياة، ولكن عبثا. توخّى متى بشكل غير مباشر أن يدل على كذب الشيوخ الذين “تشاوروا”، كما اعتادوا أن يفعلوا في الماضي لكي يتآمروا على يسوع. تآمروا عليه في موته وهم يتآمرون عليه في قيامته. إن كان الجنود (حُرّاس القبر) رأوا التلاميذ يسرقون جسد الرب، فلماذا لم يمنعوهم؟ وإذا كانوا لم يروهم “ليلا”، فكيف يؤكّدوا مثل هذا الكلام؟ هم شهود زور في قيامته، كما كانوا شهود زور في موته .”وبينما هما (النسوة) ذاهبتان رجع بعضُ الحرس الى المدينة وأخبروا رؤساء الكهنة بكل ما حدث(قيامة يسوع ) . فإجتمع رؤساء الكهنة والشيوخ، وبعدما تشاوروا رشوا الجُنود بمالٍ كثير، وقالوا لهم:” أشيعوا بين الناس أنّ تلاميذَ يسوع جاؤوا ليلا وسرقوهُ ونحنُ نائمون”متى 28 : 11-13″

السؤال هنا: كيف ينام “حُراس” وواجبهم هو السهر لكونهم حُرّاس الليل؟ اليس هذا مسخرة؟ كُلنا نعرف أنّ حُراس الليل يجب ان لا يناموا. وحجج كهنة اليهود وشيوخهم بان التلاميذ سرقوا جثة يسوع لا يمكن ان تقبلها المحاكم، بل يجب محاسبة هؤلاء الجنود “الحُرّاس” إذا كانت سرقة الجثة صحيحة.

السؤال الثاني: كيف تمّ دحرجة الحجر المختوم من القبر -وهو حجر كبير -ولم يستيقض الحُرّاس؟

إذن ما أُشيع من ان التلاميذ سرقوا جثة يسوع ليس لها أساس من الصحة ولا يمكن ان تستند عليها المحاكم الشرعية.

ثانيا : شهادة مرقس الأنجيلي عن قيامة يسوع المسيح

” وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ، حَنُوطًا لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ.

 وَبَاكِرًا جِدًّا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ

 وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟

 فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! لأَنَّهُ كَانَ عَظِيمًا جِدًّا.

 وَلَمَّا دَخَلْنَ الْقَبْرَ رَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ الْيَمِينِ لاَبِسًا حُلَّةً بَيْضَاءَ، فَانْدَهَشْنَ.

 فَقَالَ لَهُنَّ: «لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ ههُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ.

 لكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ”.مرقس 16 :1-7″

هنا يذكر الملاك ( الذي ظهر للنسوة ) بطرس بصفة خاصة ليبين انه رغم انكار بطرس المتكرر، فإنّ الرب يسوع لم ينكره ، فهناك مسؤوليات خطيرة  سيضعها الرب يسوع على بطرس للقيام بها في الكنيسة التي لم تكن قد ولدت بعد . (وهذا ما سوف نوضحه في شهادة بطرس عن قيامة يسوع المسيح)

ثالثا: شهادة لوقا الأنجيلي عن قيامة يسوع المسيح

جاء في انجيل لوقا عن ذكرالملاكان النساء بما تنبأ به الرب يسوع بدقة عما حدث له:”لماذا تبحثنَ عن الحي بين ألأموات ؟ إنّهُ ليس هنا ، ولكنه قد قام! أُذكرنَ ما كلّمَكُم به إذ كان بعدُ في الجليل فقالَ “إنّ ابن الأنسان (يسوع) لابد أن يسلم الى ايدي أناس خاطئين فيصلب، وفي اليوم الثالث يقوم.. ““لوقا 24 : 6 ،7″

يسوع ليس بين الأموات، إنّه حي. فهو يملك على قلوب المسيحيين، وهو رأس الكنيسة. فهل تبحث عن يسوع بين الأحياء؟ وهل تتوقع ان يعمل في العالم وفي وسط المؤمنين؟ إبحث إذا، عن علامات قوّته وسلطانه، ستجدها في كُلِّ مكان.

قيامة يسوع قيامة فريدة وعقيدة متميزة. فكل العبادات الأخرى لديها نظم أدبية أخلاقية قويّة، ومفاهيم عن الفردوس، كما أنّ لها كتبها المقدسة الخاصة بها. لكن ليس سوى المسيحية تقول إنّ الله صار جسدا، ومات بالحقيقة لأجل البشر ثمّ قام من الأموات في قوّة ومجد ليملك على كنيسته الى ألأبد

رابعا: شهادة يوحنا الأنجيلي عن قيامة يسوع المسيح

في صباح يوم الأحد ذهب بطرس ويوحنا (تلميذي يسوع) الى نفس القبر . ” فخرج بطرس والتلميذ الآخر(يوحنا) وتوجّها الى القبر …. وانحنى التلميذ الآخر فرأى الأكفان مُلقاة على الأرض، ولكنه لم يدخل . ثم وصل سمعان بطرس في أثره الى القبر ودخله، فرأى أيضا الأكفان ملقاة على الأرض. والمنديل الذي كان على رأس يسوع وجدهُ ملفوفا وحده في مكان منفصل عن الأكفان. عند ذلك دخل التلميذ الآخر، الذي كان قد وصل الى القبر أولا، ورأى وأمن “. يوحنا 20 :3-8″

التلميذ الآخر هو كاتب الأنجيل يوحنا. رأى وآمن. رأى في القبر الفارغ والمنديل المطوي علامة قادته لكي يفهم أنّ الجسد لم يُسرق ولم يُنقل من موضع الى آخر. وهكذا وصل الى الأيمان بقيامة يسوع. “هذَا هُوَ التِّلْمِيذُ الَّذِي يَشْهَدُ بِهذَا وَكَتَبَ هذَا. وَنَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقّ ٌوَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ. “يوحنا 21: 24، 25”

لقد إحتفظت الجماعة اليوحناوية بهذا الأنجيل وهذه الشهادة، وهي بدورها تشهد للتلميذ الذي كان يسوع يُحبُّهُ. لا يستطيع الكتاب أن يحمل في طيّاته كُلِّ أعمال يسوع وأقواله. فلا يبقى لنا سوى العودة الى المسيح الذي حلَّ فيه ملء اللاهوت حلولا جسديّا.

يقول التقليد إنّ يوحنا بعد ما أمضي سنوات عديدة منفيا في جزيرة بطمس عاد الى أفسس حيث مات شيخا في نهاية القرن الأول الميلادي. وهذا يؤكد لنا أن شهادته هي شهادة صادقة والّا فما الداعي أن يصرُّ هذا الأنسان في شهادته ليسوع المسيح ابن الله (كلمة الله) لو لا انه اختبر حقيقة شخصية يسوع عن قرب فهو ليس شاهدا عاديا فقط كما في المحاكم بل يقول:”الذي كان من البدء،الذي تأملناه ولمسته أيدينا من كلمة الحياة، والحياة تجلّت فرأيناه والآن نشهدُ لها ونبشّركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وتجلت لنا ، الذي رأيناه وسمعناه نبشركم به لتكونوا انتم أيضا شركاءنا ، كما نحن شركاء الآب وابنه يسوع المسيح”.1يوحنا 1 : 1-4″

كان التلاميذ على إستعداد لأن يموتوا لأجل إيمانهم، ولو أنّهم سرقوا جسد يسوع لكان إيمانهم بلا معنى.” وَفِي ذلِكَ الْوَقْتِ مَدَّ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ يَدَيْهِ لِيُسِيئَ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ الْكَنِيسَةِ،فَقَتَلَ يَعْقُوبَ أَخَا يُوحَنَّا بِالسَّيْفِ .وَإِذْ رَأَى أَنَّ ذلِكَ يُرْضِي الْيَهُودَ، عَادَ فَقَبَضَ

عَلَى بُطْرُسَ أَيْضًا.وَكَانَتْ أَيَّامُ الْفَطِيرِ.“اعمال الرسل 12 : 1-3”.

خامسا : شهادة بطرس الرسول عن قيامة يسوع المسيح كما جاء في سفر اعمال الرسل  :

بدأ الرسول بطرس خطابه بإعلان قيامة السيد المسيح، في وقت كان الكثيرون من شهود العيان يصدقّون على كلامه. وكانت كلمته هذه موفّقة وقويّة للغاية لأنّ الكثيرين الذين كانوا يصغون كانوا موجودين في أورشليم قبل ذلك بخمسين يوما، في عيد الفصح، ولعلّهم قد رأوا أو سمعوا عن صلب هذا “المعلم العظيم”. وكانت قيامة يسوع المسيح العلامة الأخيرة عل أنّ كُلّ ما قاله الرب يسوع عن نفسه حقيقي وصحيح. فبدون القيامة ما كان هناك من سبب أن نؤمن بالرب يسوع.

“فَيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، اسْمَعُوا هَذَا الْكَلامَ: إِنَّ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ رَجُلٌ أَيَّدَهُ اللهُ بِمُعْجِزَاتٍ وَعَجَائِبَ وَعَلامَاتٍ أَجْرَاهَا عَلَى يَدِهِ بَيْنَكُمْ، كَمَا تَعْلَمُونَ….. أَيُّهَا الإِخْوَةُ، دَعُونِي أَقُولُ لَكُمْ صَرَاحَةً إِنَّ أَبَانَا دَاوُدَ مَاتَ وَدُفِنَ، وَقَبْرُهُ مَازَالَ عِنْدَنَا حَتَّى الْيَوْمِ. لأَنَّ دَاوُدَ كَانَ نَبِيًّا، وَعَارِفاً أَنَّ اللهَ أَقْسَمَ لَهُ يَمِيناً بِأَنْ يَجِيءَ الْمَسِيحُ مِنْ نَسْلِهِ وَيَجْلِسَ عَلَى عَرْشِهِ، فَقَدْ تَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ كَمَا رَآهَا مُسْبَقاً، فَقَالَ إِنَّ نَفْسَهُ لَمْ تُتْرَكْ فِي هُوَّةِ الأَمْوَاتِ، وَلَمْ يَنَلْ مِنْ جَسَدِهِ الْفَسَادُ. فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لذلك. “عمال الرسل 2 :22، 29-32”

تابعونا في الجزء الثاني بعنوان ” شهادة شهود عيان عن ظهورات يسوع بعد قيامته من الأموات”.

————————————————————-

1- المحيط الجامع في الكتاب المقدّس

2– كتاب “قيامة المسيح وأبعادها التاريخية والإيمانية والروحية

3-  -قيامة المسيح حقيقة تاريخية ، براهين وشهود

https://www.stmacariusmonastery.org/old/st_mark/sm051004.htm

4-  كتاب “القضيّة …المسيح ” للمؤلف لي ستروبل

مراجع الكتاب المقدس

  • التفسير التطبيقي للكتاب المقدس
  • قراءة رعائية للكتاب المقدس
  • سلسلة أبحاث كتابية قراءة في العهد الجديد (5)

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!