مقالات عامة

هل تتكرر خطيئة سدومَ وعمورة؟

الكاتب: مسعود هرمز
هل تتكرر خطيئة سدومَ وعمورة؟
مقدمة
يتحدث الكتاب المقدس في سفر اللاويين 18 عن العلائق الجنسية، ويعطي لنا فرزاً دقيقاً بين ما هو حلال وما هو حرام، وعندما نصل في قراءة هذا الأصحاح الى الآية 22 نلاحظ وبكل وضوح معنى الشذوذ الجنسي البغيض والأنحراف والزنا، وكيف تنجّست الأمم والأرض الى أن عوقِبَتْ ونالت جزاء أفعالها الشريرة.
رسالة الله الى ابراهيم
يقول الرب الى ابراهيم في سفر التكوين 18 : 20 “كثُرتِ الشكوى على أهلِ سدومَ وعَمورةَ وعظُمَتْ خطيئتهم جداً”. حاول ابراهيم أن يتوسط ويترجى من الله كي يرحَمْ هؤلاء لأن إبن أخيه لوط وعائلته كانوا يعيشون في سدومَ. كان ظهور الله في مَمْرا مع الملائكة من أجلِ أن يعطي رسالة مزدوجة الى ابراهيم ألاولى عن الحمل الخاص بزوجته سارة ليكون لها ولداً في السنة القادمة، والثانية هي قرار الله والحُكم الخاص بسدومَ وعمورة.
السؤال هنا: لماذا دمَر الله المدينتين وماذا كانت أخطائهم؟
الجواب: ما يُسمى بالزواج المثلي حالياً كان مُنتشراً بقوة وبكثرة في ذلك الوقت، والأغتصاب اليومي الشاذ بين الذكور والأناث وبدون قيود ليلاً ونهاراً مُستمراً وبدون انقطاع أيضاً، اللواط بين الذكور بشكل شائع وبدون حدود بالتراضي أو بالأكراه وحتى بالقوّة. هذه كانت نماذج من الخطايا وليس جميعها. لقد وصلت ريحة العفونة والخراب النتن الى خالق العالم، وعليه سيكون قراره شديداً وعقوبته زلزالاً مُدمراً للمدينتين الى أن جاء وقت الفناء وأمطرهما بالنار والكبريت. لقد دُمّرت المنطقة مع سُكانها وأصبحت مهجورة قاحلة حتى يومنا هذا وهي الآن مثل العلامة البارزة والشاخصة الى رمز الخطيئة الذي يُذكّر البشر بما كان يقوم بهِ أجدادهم وما قد جَنوه من أعمالهم الشريرة الفاسقة.
الملائكة ولوط
لقد كان لوط جالسا عند باب مدينة سدوم عندما وصل الملاكان وقت الغروب وألحّ عليهم بالمبيت عنده ودخلا بيته، وقبل أن يناما جاء شباب ورجال سدوم وأحاطوا بالبيت من كلّ جهة طالبين من لوط لأخراج الملائكة حتى يُضاجعوهم. كان يتوسل لوط اليهم من اجل حماية الضيوف وقرر ان يعطيهم بناته الباكرات بدلاً من الملائكة وبدون جدوى حيث أصرّوا أن يأخذوهم وبعد أن دفعوا لوط لكي يكسروا الباب حدثت المعجزة حيث سحب الملائكة لوط الى الداخل، والمهاجمين جميعاً أصبحوا عُميان عاجزين عن فتح الباب. انها إرادة الله، وفي الصباح الباكر خرج لوط والملائكة وزوجته وبنتاه وبعد شروق الشمس أمطر الرب كبريتاً وناراً من السماء وكانت المُصيبة والكارثة على سُكان المُدن ونبات الأرض وكل شيئٍ حي. ( القصة الكاملة في التكوين 19).
هل الزواج المثلي هو عصيان أوامر الله أم شواذ؟
مَنْ يدّعي الحرية للشواذ فانه يقود الفساد والشر لتدمير الشعوب وإهانة المبادئ السماوية وتعاليم الله وبالتالي سوف يتحمل كل التبعات المرئية وغير المرئية التي ستهتك بهذه الشعوب، وعندها سوف لا تكون لها قيامة الى الأبد ورُبما تتكرر مأساة سدومَ وعمورة وبشكل أقوى وطريقة لا يُمكن التحدث عنها أو تصديقها وكما نعلم أنّ الله يُمهِلْ ولا يُهمِلْ. الرذائل ليست عصيان الأوامر فقط وإنما إهانة خُطة الله في البشرية والأتكاء على الحرية لأفشال المخطط الذي وضعه الله، فكيف نستطيع ان نطلب منه ليرحمنا ويُخلّصنا؟
تحذير الرب يسوع للبشرية
انجيل لوقا 17 يُعلّمنا الدرس، الطو*فا*ن أهلك الجميع عدا نوح وعائلته، ويوم سدومَ وعمورة أهلك الجميع في المنطقة عدا لوط، ويقول الأنجيل “هكذا يحدث يومَ يظهر ابن الأنسان، فمَن كان في ذلك اليوم على السطح فلا ينزل الى البيت ليأخذ حوائجه، ومن كان في الحقل فلا يرجع الى الوراء، تذكّروا إمرأة لوط ! من حاولَ أن يحفظ حياته يخسرها، ومَنْ خَسِرَ حياتهُ يُخلّصها”.
الدول التي تُجيز الزواج المثلي وموقف الكنائس
أسبانيا الكاثوليكية تُفاجئ العالم بسماح زواج المثليين والأساقفة الكاثوليك يُقاومون القوانين ولكن بدون فائدة، وكذلك الحال بالنسبة الى هولندا وبلجيكا والسويد وكندا وبعض الولايات الأمريكية، حيث أصبحت ولاية نيويوك الأخيرة في تشريع هذا الزواج والسماح به، وهناك الكثير من الدول الأخرى تعطي الشرعية لأمور شاذة كثيرة. كنائسنا الشرقية والمشرقية لا تعترف بالشواذ أبداً، وتعتبر الزواج المثلي خروجاً عن تعاليم الكتاب المقدس لأنه خطيئة، قداسة بابا الفاتيكان يطالب الكنائس بوقف زواج الشواذ جنسياً ولكن ليس له سلطة الغاء القوانين، وماذا نستفاد من الأستنكار فقط؟ لقد وصل الأمر عند بعض الكنائس وخاصة اللوثرية بمُباركة الزواج المثلي!، المثليين بحاجة الى رعاية ومُساعدة لأنقاذهم من مآسيهم الخاصة الغير طبيعية وليس الى تشجيع المرض الذي يُعانون منه.
خلاصة
وأخيراً نقول وبأسفٍ شديد، بدأت بُلدان كثيرة بتشريع القوانين الأباحية وتشريع الزواج المثلي، ووصل الأمر الى الغاء بعض القوانين السارية ووضع تشريعات بديلة عنها لتشجيع المثليين الى الأنتماء الى الجيش وبناء مُجمعات خاصة بهم بحجج مختلفة. وفي المقابل لا ننسى، بأن هناك مجتمعات تُحارب بشدة الأنحرافات ولا تُباركه مهما كانت الأحوال، ولها قوانين صارمة جداً بحق هؤلاء. فهل نحن سائرون الى سدومَ وعمورة جديدة؟
مسعود هرمز النوفلي
7/7/2011..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!