مقالات دينية

مفارقات بين كلمة البابا "فرنسيس" وشيخ ألأزهر "احمد الطيب"

الكاتب: مشرف المنتدى الديني

مفارقات بين كلمة البابا “فرنسيس”  وشيخ ألأزهر “احمد الطيب”

نافع البرواري
القى الشيخ أحمد الطيب ، شيخ ألأزهر ” الشريف كلمة في افتتاح مؤتمر السلام العالمي الذي انعقد في القاهرة في 28 نيسان 2017 بحضور  البابا فرنسيس  بابا الفاتيكان . ومما جاء في سياق كلمته – بخصوص ألأرهاب الذي يعاني منه العالم اجمع – قائلا:
“أتصور أن السبب الوحيد الذي يبرِّر جرائم الار*ها*ب هو تجارة السلاح وتسويقه، وضمان تشغيل مصانع الموت، إضافة إلى ضمان الثراء الفاحش من صفقات مريبة تسبقها قرارات دولية طائشة””.
شيخ ألأزهر الذي يمثل احد المراجع الرئيسية لدى الملايين من السنة ، يبرر ألأرهاب الذي يشهده  العالم بخطاب في المؤتمر العالمي  “للسلام ” بحضور البابا فرنسيس  بتحميله تجار السلاح ومصانع الموت  المسؤولية الوحيدة  عن ألأرهاب المنتشر في العالم  !!!!!! .(1)
وبهذه التهمة للغرب ، مصدِّر للسلاح ، يختزل شيخ ألأزهر كل العوامل وألأسباب ألحقيقية للأرهاب ألذي يعاني منه العالم وخاصة الدول العربية والأسلامية نفسها .
ويقول ايضا في كلمته :
“الإسلام ليس دين ار*ها*ب بسبب أن طائفة من المؤمنين به سارعوا إلى اختطاف بعض نصوصه وراحوا يسفكون الدماء ويروعون الآمنين ويجدون من يمدهم بالسلاح والمال والتدريب”
فضيلة شيخ  ألأزهر يعرف تماما أنَّ الكثيرين  من القادة الأرهابيّون تخرجوا من ألأزهر “الشريف” ولا زالت المناهج التدريسية في جامعة الأزهر تُكفّر المسيحيين واليهود  ، ولا زال الكثير من أئمة ألأزهر “الشريف” يُحرضون على الكراهية والحقد للمسيحيين والغرب “الكافر” ، بل ذهب المفكر المصري المشهور إبراهيم عيسى الى أبعد من هذا عندما قال :
أنّ مؤسسات الأزهر تنشر ألأرهاب الديني وألأرهاب الفكري
والأرهاب يستند على آيات قرأنية محفوظة . ود*اع*ش لم تؤلف اسلاما جديدا
وأخطر ماقاله ابراهيم عيسى هو في قوله: “إنّ ألأمر بتفجير الكنائس موجود في المراجع ألأسلامية ” ولكنه لم يكشف عن هذه الحقيقة لكي لايضع الملح على الجرح ، حسب تعبيره .(2)
نعم ألأزهر هي الجهة  المسؤولة  الرئيسية عن تشكيل عقول المسلمين  وثقافتهم ، وما نشهده وما نسمعه ونقرأه  في أرض الواقع يدلُّ على أن شيوخ المسلمين وعلى راسهم شيخ ألأزهر يحملون هذا الفكر ألأصولي الأقصائي الذي ينضحُ حقدا وكراهية وموت لكُل من ليس مسلما وخاصة المسيحيين واليهود .
يقول شيخ ألأزهر احمد الطيب :”أنَّ ألأزهر لم يُخرج ار*ها*بيا واحدا !!!!”
لكن الحقيقة  المُرة التي لايستطيع شيخ ألأزهر انكارها في عصرنا الحالي هي  أنَّ ألأزهر اخرجت لنا الكثيرين من قادة القاعدة ود*اع*ش وعلى رأسهم :
1 – أبو بكر الشكاوي مسؤول المنظمة ألأرهابية المعروفة “بوكوحرام”
2 – أبو أُسامة المصري الذي اسقط الطائرة المصرية المدنية فوق سيناء
3 –  أبو ربيع المصري زعيم القاعدة في العراق
4- ألأخواني عبدالله يوسف عزّأم أحد مؤسسي تنطيم القاعدة سنة 1973 وهو الحاصل على شهادة دكتوراه من الأزهر “الشريف”!!!!
5– عمر بن عبدالرحمن  درس في ألأزهر واصبح معيدا في ألأزهر بعد حصوله على شهادة الدكتوراه!!!! سنة 1965
كان الممثل ألأول والواجهة لجامعة الأزهر . واهم إنجازاته كونه أمير الجماعات ألأسلامية . في سنة 1989 تولّى عمر عبدالرحمن قيادة القاعدة بعد وفاة العزام . هذا ألأرهابي ألَّف كتاب بعنوان” موقف القرآن من خصومه ” يتكون من 800 صفحة موضوعه يتناول فيه إدارة الأرهاب ويوثِّق كل ما يجنّد الشباب لهذه ألأفكار . يتحدَّث في هذا الكتاب ، أنّ على كُلِّ مسلم ليس تحت لواء المنظمات الأرهابية هو ليس مسلم  فالذي يريد أن يصبح ار*ها*بي عليه ان يدرس هذا الكتاب.(3)

لنقارن ما قاله البابا فرنسيس في  بعض ما ورد في كلمته  مع فكر وخطاب شيخ ألأزهرألذي يمثِّل رمز من رموز المرجعية ألأسلامية في العالم ألأسلامي .
يقول البابا في خطابه  :
“الله خالق البشرية ونحن كُلُّنا أبنائه  ، سواء مسيحيين أو مسلمين وكل البشرية
وأنَّ الله لايحتاج الى الدفاع عنه بق*ت*ل ألآخرين بل ألأنسان يحتاج أن يدافع ألأله عنه ….الدين لله والوطن للجميع ….على كُل أنسان نبذ ألأيدولوجية التي تدعو للعن*ف …”طوبى لصانعي السلام ، لأنَّهم ابناء الله يدعون”  ….يجب أن يتم احترام كل الديانات وألأقليات واحترام حرية الدين والثقافات … الخ من الكلمات الرائعة التي تدعو الى المحبة والسلام والتصالح والعدالة والمساواة والدعوة للحوار بين الديانات في الأمور المشتركة التي تدعو الى هذه الأهداف السامية .(4)
رسالة البابا للشعوب ألأسلامية مبنية على المحبة ثم المحبة ثم المحبة وليست مبنية على النفاق والكذب والدجل والتقيّة التي يتشبَّث بها الكثيرون من رجال الدين المسلمين من أجل تبرير ألأعمال الأرهابية والقاء اللوم على الحكومات الغربية ، والتذكير بالحروب الصليبية لتصبح شماعة يعلق عليها المسلمون جميع ألأعمال الأرهابية في العالم ، بينما هناك مئات بل آلاف النصوص التي تدعو الى الأرهاب في الشريعة ألأسلامية ، والتي يتم تدريس  الكثير من هذه النصوص في المناهج الدراسية للدول العربية وعلى رأسها السعودية ومصر ، وإن الغالبية من ألمنظمات الأرهابية وقادة د*اع*ش والقاعدة هم  ثمار هذه المناهج التي تثمر اثمار سامة قاتلة .
ولكن النقطة ألأهم التي وردت على لسان البابا وعلينا مقارنتها بما قاله شيخ ألأزهر الذي حاول ويحاول في كل مناسبة وباصرار على تبرير الجرائم ألأرهابية بأن يضع كُلّ أسبابها  في سلّة الغرب بحجة أنَّ الغرب يصدّر الأسلحة الى الأرهابيين وهم قاموا عبر التاريخ بالحروب الصليبية …الخ.
شيخ ألأزهر وضع في خطابه ،  المسؤولية على غير المسلمين وعلى الغرب بالذات!!!!!!
بينما يقول البابا فرنسيس :
هناك عوامل واسباب عديدة لما يشهده العالم من ألأرهاب . وناخذ بعض المختطفات من كلمته  اذ يقول عن تلك العوامل والأسباب :
!- الرغة في السلطة 2 – المشكلات ألأجتماعية 3 – تهميش الشعوب  4- السلاح لتجار الحروب 5- ألأرهاب والتطرف الديني المبني على التفاسير التي تدعو الى الق*ت*ل
فهنا يضع البابا النقاط على الحروف ، لشيخ ألأزهر ورجال الدين المسلمين  ، ليضع المسؤولية على الداخل والخارج ، أي على حكومات ورجال الدين المسلمون وألأيدولوجية للثقافة ألأسلامية  ، وإن لم يذكرهم مباشرة .، وكذلك البابا  لايبرر سياسة الغرب في تصدير السلاح للمنظمات الأرهابية .
ويضيف البابا قائلا:
“التاريخ لن يغفر للذين يدعون المساوات ولكن يَقصون ألآخرين …..
أي أُمّة يجب أن تكرّس  الهدف على الضعفاء وألأطفال والنساء والمهمشين وألأقليّات
هنا نقف كثيرا للتأمل في هذه الكلمات التي بنظري تدُلُّ على أنَّ البابا  مُطّلع على التقية والنفاق والكذب لشيوخ وعلماء المسلمين الذين يقومون بزيارات مكوكية للغرب وخطاباتهم المدلّسة والتي يحاولون فيها تجميل صورة الأسلام المشوّهة . ،ويدّعون كذبا ونفاقا أن البلدان ألأسلامية يُعاملون المسيحيين وألأقليات ألأخرى بالمساواة والعدالة ، وعلى رأس من قام بهذا الدور هو شيخ ألأزهر احمد الطيب عندما تقمّص شخصية ملاك الرحمة بأدعائه أنَّ ألأسلام دين السلام والمحبة واحترام الديانات السماوية !!!!!!!!  ، وهو بعيد كُلِّ البعد عن الوقائع على ارض الواقع، حيث في خطبه وكتاباته نستشف منها الحقد والكراهية للمسيحيين وهو المسؤول المباشر لمناهج التعليم في ألأزهر ،حيث تبث السموم في عقول المتلقين لتنتشر ثقافة الحقد والكراهية  ، تلك الثقافة الوهابية السلفيّة السائدة في المجتمع المصري خاصة والمجتمعات ألأسلامية عامة  في هذا الزمن وكما كانت في الغالب عبر التاريخ ألأسلامي.
الخلاصة:
. لن يكون هناك سلام في الشرق ألأوسط ولا في العالم ، ولن يُجدي  الحوار المسيحي الأسلامي ، طالما لايتم تشخيص ألأسباب والعوامل المساعدة على ظاهرة الأرهاب المنتشرة في الدول ألأسلامية . فلازال دماء شهداء المسيحيين في كنيستي “المرقسية “وطنتا ” لم يجف بعد ، بسبب ج#ريم*ة ار*ها*بية بشعة قام بها المتشبعون بالأيدولوجية التكفيرية ألأسلامية ، بينما شيخ ألأزهر يتهرب حتى من تكفير هؤلاء ألأرهابيين ويعتبرهم مؤمنين ضالين . والحوار المسكوني التي بادرت به الفاتيكان توقَّف فترة طويلة مع المسلمين منذ عهد البابا بندكتس السادس عشر من جانب  واحد وهو شيخ الأزهر السابق ، بحجج واهية وغير مقبولة .
واليوم البابا الحالي “فرنسيس” يمد يده مرة أخرة للمسلمين بكل محبة وتواضع وتنازل من اجل اطفاء نار الأرهاب في العالم ، حتى ذهب الى تقبيل ارجل المسلمين في عيد الفصح المبارك ، كما هي العادة التي تقام بهذه المناسبة في الكنائس مع المؤمنين المسيحيين . ولكن هذا البابا عمل ما لم يفعله الا المسيح في تواضعه ومحبته للمسلمين ، رغم علمه  اليقيني أن المسلمين الأصوليين يحملون أفكار الكراهية والحقد على كل مسيحي ويعتبرونه كافر ونجس
فهل نتوقع من المسلمين وعلى راسهم فضيلة شيخ ألأزهر أحمد الطيب أن يقوم بابسط شروط الحوار وهو ألأعتذار عن التاريخ ألأسلامي الدموي بحق ألأنسانية عامة وبحق المسيحيين واليهود خاصة  كما فعلت الكنيسة وعلى راسها الكنيسة الكاثوليكية ممثلة بالبابا ؟
هل يستطيع شيخ ألأزهر أن يتجرّأ ويعترف بأنّ هناك فعلا ثقافة اقصائية ار*ها*بية تنتشر في المجتمعات العربية والأسلامية وأن شيوخ واعلام وحكومات هذه الدول تتحمل المسؤولية الكبيرة في نشر هذه الثقافة ؟
هل يعترف شيخ ألأزهر بوجود اضطهاد وق*ت*ل وتهجير المسيحيين في الشرق ألأوسط بسبب هذه الثاقة التي تحلل مال وارض ودم المسيحي؟

أنا لا أعتقد أنّ هذا كُله سيحدث في عهد شيخ ألأزهر احمد الطيب لأصراره العنيد في تحميل ألغير المسلمين المسؤولية الكاملة . ولن اتوقع في المدى القصير أن يحدث  ذلك. العالم  ، للأسف ، سيقدم قرابين بشرية بسبب هذا الفكر الى أن تحدث “المعجزة” . ونحن لنا امل ورجاء بان الله نور السمواوات والأرض سيكشف ظلمة ألأسلام لامحالة . وفعلا هناك وعي عالمي وحتى في المجتمعات ألأسلامية من  خطورة الفكر ألأرهابي المستمد من التراث والشريعة ألأسلامية  وليست ألمنظمات ألأرهابية المتمثلة بد*اع*ش والقاعدة وبوكو حرام وانصار السنة …الخ سوى ثمار هذا الفكر والأيدولوجية التي لامحالة ستصطدم بالحضارات ألأنسانية كما يقول “صموئيل هنكتون ” في كتابه “صدام الحضارات ”

المصادر
(1)
راجع الموقع التالي
(2)
راجع قناة الفادي :
الله فى الحدث (105) ابراهيم عيسى يهاجم الاسلام الجزء الثانى

الله فى الحدث (105) ابراهيم عيسى يهاجم الاسلام الجزء الثانى
الله فى الحدث هو برنامج يلقى فيه أبونا القمص زكريا بطرس الضوء على الحدث الذى يعلق عليه ومن …

(3)
راجع سؤال جريء   الحقلقة487 – هل ساهم الأزهر في تأسيس القاعدة؟.قناة الحياة
(4)
راجع الموقع التالي
http://www.elwatannews.com/news/details/2049559

ننشر النص الكامل لكلمة البابا فرانسيس في مؤتمر السلام العالمي بالأزهر
www.elwatannews.com
حصلت الوطن علي نص كلمة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، في مؤتمر الأزهر للسلام العالمي.

..

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!